قيادة عسكرية لـ«شرق القناة»... وإدراج «القسَّام» إرهابية

نشر في 01-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-02-2015 | 00:01
No Image Caption
• «حماس»: حكم «المستعجلة» مُسيّس ولا يخدم إلا الاحتلال
• 100 «داعشي» قاموا بـ «قسماً لنثأرن»
أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قراراً بتشكيل قيادة موحدة لإدارة العمليات في منطقة شرق قناة السويس عقب اجتماع امتد ثماني ساعات أمس، مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لمناقشة تداعيات هجمات سيناء الإرهابية، فيما صدر حكم قضائي بإدراج كتائب «عز الدين القسّام» الجناح العسكري لحركة «حماس» على لائحة الإرهاب.

بعد ليلة حزينة، قضتها مصر أمس الأول، وسط مشاهد تشييع جثامين شهداء سلسلة الهجمات التي شنتها جماعة "ولاية سيناء" الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش"، والتي وقعت الخميس الماضي، قرّر الرئيس عبدالفتاح السيسي تشكيل قيادة موحدة لإدارة المهام شرق قناة السويس.

وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان أمس، إن السيسي اتخذ قراراً بتشكيل قيادة موحدة شرق القناة بقيادة اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، الذي تمّت ترقيته إلى رتبة فريق ليتولى قيادة المنطقة الشرقية، وإدارة العمليات العسكرية شمال سيناء، فيما وصف الخبير الأمني خالد عكاشة قرار إنشاء قيادة موحدة بـ"الصائب"، موضحاً أنه كان مطلباً ملحّاً خلال الفترة الماضية، ويساعد على التنسيق بين الجهات الأمنية، بأجهزتها المعلوماتية.

مصدر مسؤول، قال لـ "الجريدة"، إن "الاجتماع بحث المستجدات الأمنية في شمال سيناء، وتقرّر اتخاذ إجراءات تأمينية جديدة للقوات من جهة، وتتبّع العناصر الإرهابية والقضاء نهائياً على بؤرها الإرهابية من جهة أخرى"، موضحاً أن الخطة الجديدة ستشمل توسيع نطاق العمليات وتكثيفها بشكل كبير خلال الساعات المقبلة.

على الأرض، شنَّت مقاتلات من طراز "أباتشي" وطائرات دون طيار، عدداً من الطلعات الجوية التي استهدفت بؤراً إرهابية جنوب الشيخ زويد، في وقت وصلت فيه تعزيزات أمنية جديدة إلى سيناء للمشاركة في العملية الأمنية هناك، ورجّحت مصادر أمنية مقتل وإصابة عدد من العناصر الإرهابية خلال عمليات القصف.

في غضون ذلك، أصيب أمس، مجند بالقوات المسلحة برصاص مسلحين مجهولين، أثناء وجوده في محل خدمته وسط سيناء.

في المقابل، كشف تنظيم "ولاية سيناء"، تفاصيل هجومه الموسع على المقرات والحواجز الأمنية في سيناء، وقال في بيان نشر في حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، مساء أمس الأول، إن العملية شارك فيها نحو مئة عنصر، شنّوا عمليات متزامنة في ثلاث مدن، بدأت مع الساعات الأولى لسريان حظر التجوال، ضمن سلسلة عمليات تحمل اسم "قسماً لنثأرنّ".

وأوضح التنظيم، أن العملية شاركت فيها ثلاث سيارات مفخخة تحمل 10 أطنان من المواد المتفجرة استهدفت الكتيبة 101 التابعة للجيش، ومديرية أمن سيناء، وجهاز الأمن الوطني، ومبنى المخابرات الحربية، وفندق للقوات المسلحة، تبعها دخول اثنين من الانتحاريين بأسلحة خفيفة وأحزمة ناسفة، فضلاً عن استهداف كمائن الغاز والجورة والبوابة وأبو طويلة وكميني جنوب رفح، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والهاون والـ"RBJ".

خطة عربية

إلى ذلك، قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، إن "جهوداً تُبذل حالياً لبلورة خطة عمل عربية لمواجهة الإرهاب، وفق القرار الوزاري العربي في سبتمبر 2014، الذي أكد ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب، عسكرياً وأمنياً وفكرياً واجتماعياً واقتصادياً، فضلاً عن إعادة النظر في الخطاب الديني".

وأوضح العربي، خلال كلمته أمام افتتاح الدورة 35 للمرأة العربية أمس، أنه جار عرض تلك الرؤية على مجلس وزراء الخارجية العرب، قبيل القمة العربية المقررة مارس المقبل في مصر، لإقرارها من قبل القادة.

إدانة دولية

من جهة أخرى، دان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري العملية، مؤكداً وقوف واشنطن إلى جانب القاهرة في حربها ضد الإرهاب، كما دان وزير خارجية المملكة المتحدة فيليب هاموند الهجمات، مشدداً على تضامن بلاده مع مصر، فيما وصف رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء حسن فيروزآبادي، الهجمات بـ"المشبوهة"، مضيفاً أن "قوات الإسلام (القوات المصرية) في صحراء سيناء موجودة لمنع اعتداءات الصهاينة على الأراضي الإسلامية، ومن الجهالة شنّ هجمات عليها".

«القسام إرهابية»

على صعيد آخر، وفي خطوة تُزيد من أجواء التوتر بين القاهرة وحركة "حماس" التي تُسيطر على قطاع غزة الفلسطيني، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في جلسة أمس، بإدراج كتائب "عز الدين القسّام" الذراع العسكرية للحركة على لائحة المنظمات الإرهابية مع حظر التنظيم، واعتبار كل من ينتمي إليها إرهابياً.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: "ثبت ارتكاب القسّام تفجيرات حصدت الأرواح وأتلفت المنشآت، وأن الكتائب خططت للعمليات الإرهابية الأخيرة، وتركت قضيتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح همها النيل من أمن مصر".

في المقابل، أعرب الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري، رفض الحركة للحكم القضائي، واصفاً إياه بـ"المسيس" و"الخطير"، والذي لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً في بيان أمس: "نرفض الزج باسم كتائب القسام في الشأن المصري الداخلي، فيما قال المحاضر في الجامعة الأميركية، رئيس تحرير مجلة "الديموقراطية" بشير عبدالفتاح، إن الحكم زاد من تعقيد العلاقة بين القاهرة و"حماس"، التي باتت بتلك الإجراءات، في طي النسيان.

في السياق، حددت محكمة جنايات القاهرة، جلسة 16 مايو المقبل، للنطق بالحكم في قضية اتهام الرئيس الأسبق محمد مرسي و35 متهماً آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان، بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد.

back to top