تهاوت مؤشرات أسواق الخليج المالية، الأسبوع الماضي، مسجلة خسائر كبيرة متفاوتة، بعضها مستحق فنياً، وبعضها نتيجة ذعر وقلق عالميين، وقراءة لأداء الأسواق والسلع عالمياً. وسجل مؤشر السوق الكويتي خسارة واضحة، تجاوزت 3%، حيث أطاح الأسبوع الأسود بنحو 237.7 نقطة.

Ad

تساقطت مؤشرات اسواق المال في دول مجلس التعاون كأحجار الدومينو، خلال تعاملات الأسبوع الماضي، واستقرت على خسائر متفاوتة، غير أنها في معظمها كبيرة ومؤثرة كخسارة اسبوعية، وكان أشدها في مؤشر سوق دبي المالي الذي فقد نسبة 13.6 في المئة، وهي اكبر خسائر اسبوعية له خلال هذا العام، الذي يعتبر الافضل من حيث المكاسب حتى الآن.

وخسر مؤشر "تداول" معظم مكاسب الربع الثالث، وسجل تراجعا بنسبة 12 في المئة، تلاه مسقط الذي خسر 8 في المئة، وتقاربت خسائر سوقي ابوظبي وقطر بنسبة زادت على 6 في المئة، وكان الكويتي أقل خسائر حيث لم تتجاوز 3.1 في المئة، ووسط تداولات محدودة سجل سوق البحرين أدنى الخسائر بنسبة 1.6 في المئة.

دبي والسعودية... ارتباط عالمي

تختلف الهيكلة الاقتصادية في اقتصادي امارة دبي والمملكة العربية السعودية غير أنهما مرتبطان بأداء الاسواق العالمية، الأول بحكم انفتاح الامارة الأقتصادي العالمي وتركز استثمارات اجنبية مرتبطة بمراكز مالية عالمية، أما السعودي فيرتبط أكثر باداء اسعار النفط حيث ان لديه سلعة استراتيجة رئيسية وتعتبر الممول الرئيسي لميزانية المملكة وخطط الانفاق الحكومي سواء كان استثماريا او استهلاكيا.

كما ترتبط ربحية اهم قطاعات السوق "البتروكيماويات" بأداء اسعار النفط وتحتل شركة سابك نسبة مؤثرة جدا في مؤشر "تداول"، ودائما ما تحتل المركز الاول كاكبر وزن في المؤشر وربحية الشركة مرتبطة ارتباطا مباشرا باسعار النفط العالمية حيث ان معظم منتجات الشركة تباع في اسواق عالمية وفق العرض والطلب.

اضافة الى عودة الأجواء السياسية الملتهبة في المنطقة، ووقوعها بين مناطق صراع ساخنة واحدة من الشمال وفي ارض العراق وسورية والثانية تحدها من الجنوب وما يحدث في اليمن وسيطرة الحوثيين الاخيرة على مناطق واسعة من اليمن.

وسط هذه البيئة وصراعات عالمية بين اقطاب كبرى لابد أن تتراجع الأسواق المالية وتنخفض بوتيرة مماثلة لما آلت اليه اسعار النفط ليفقد سوق دبي المالي نسبة 13.6 في المئة، والتي تعادل 672.46 نقطة في اكبر خسارة اسبوعية له هذا العام مقتطعا هذه النسبة من مكاسب كبيرة حققها خلال هذا العام بلغت 50 في المئة ليستقر عند مستوى 4270.43 نقطة.

وخسر مؤشر "تداول" معظم مكاسب الربع الأخير قبل الدخول في تقديرات سنوية، بعد تداولات متذبذبة بداية العام كانت شرارة المكاسب خلال شهر رمضان والتي جعلته في مصاف الاسواق الاكثر ربحية في المنطقة غير ان تعاملات الاسبوع الماضي اقتطعت نسبة مؤثرة بلغت 12 في المئة وكانت الكبرى في خسارة الثقة في اتجاه السوق الصاعد الذي كسبه بصعوبة بعد قرار مجلس الوزراء بفتح السوق للأجانب قبل ثلاثة اشهر والمنتظر تطبيقه خلال النصف الاول من العام القادم.

ووصلت خسارة السوق السعودي 1304 نقاط تقريبا ليستقر عند مستوى 9547.54 نقطة متخليا عن مستويات نفسية مهمة وحاذفا مكاسب شهرين ماضيين.

مسقط... خسائر كبيرة

وبذات وتيرة الأداء مع السوق السعودي، كان اداء مؤشر سوق مسقط غير أنه سبقه قليلا في الانطلاق بداية شهر مايو الماضي ليحقق مكاسب كبيرة اقتربت من 15 في المئة، ثم عاد وخسر معظمها مستبقيا نحو 4 في المئة فقط، وكان الاسبوع الماضي صاحب الخسارة الكبرى وبنسبة 8 في المئة تعادل 607.3 نقاط ليكسر مستوى 7 آلاف نقطة ويعود ويستقر عند مستوى 6872.27 نقطة.

وكانت خسائر السوق القطري قد بدأت قبل الجميع لذلك جاءت خسائر الاسبوع الماضي متوسطة نسبيا بين الاسواق الخليجية لتصل الى 6.4 في المئة استقر معها على مستوى 12942 نقطة كاسرا مستوى ألفيا جديدا ليخسر مستويين خلال شهر تقريبا هما 14 و13 ألف نقطة على التوالي، وكان أكثر جني للارباح خلال فترة شهر مضى مما انعكس على ادائه خلال صدمة الاسبوع الماضي وجعلته بتذبذب اقل من سوقي دبي والسعودية.

ورغم محدودية تذبذب سوق ابوظبي وتماسكه في أكثر من مناسبة فوق مستوى 5 آلاف نقطة فإنه لم يستطع الصمود في وجه عاصفة اسعار النفط المدمرة التي، اذا ما استمرت، ستمتد آثارها الى الاقتصاد الاماراتي وموازنة امارة ابوظبي التي تعتمد على النفط كمصدر مهم لتمويل نفقات الامارات والمساهمة في نفقات الدولة بشكل مباشر.

الكويتي... تماسك أسهم قيادية

سجل مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية الرئيسي "السعري" خسارة واضحة تجاوزت 3 في المئة حيث اطاح الاسبوع الاسود بحوالي 237.7 نقطة ليقفل المؤشر السعري عند مستوى 7410.34 نقطة منها ما هو مستحق فنيا ومنها ما جاء نتيجة ذعر وقلق عالمي وقراءة لاداء الاسواق والسلع عالميا.

وكانت الاسهم القيادية في السوق الكويتي الأقل تأثرا وشهدت تماسكا مدعوما بشدة حيث لم تسجل خسائر مشابه لما آلت اليه معظم الاسهم القيادية في المنطقة، وخسر الوزني 2.2 في المئة فاقدا 11.12 نقطة مقفلا عند مستوى 487.69 نقطة بينما تراجع "كويت 15" والذي يقيس اداء اكبر 15 شركة كويتية من حيث الوزن ودوران الاسهم نسبة 1.8 في المئة فقط تعادل 21.69 نقطة ليقفل عند مستوى 1195.58 نقطة.

وتباين اداء حركة تعاملات السوق خلال الاسبوع الماضي مقارنة بما سبقه وهو الاسبوع الاخير من الشهر الماضي قبيل عطلة عيد الاضحى، حيث تراجعت كمية الاسهم المتداولة بنسبة 8.5 في المئة وهو ما يشير الى قلق المضاربين وتراجع حركتهم مقابل ارتفاع سيولة الاسبوع بنسبة 5.6 في المئة وهو ما قد يشير الى تدخل المحفظة الوطنية بسيولة اكبر في محاولة للحفاظ على مستويات الاسهم القيادية السعرية، وتراجع عدد الصفقات بنسبة 4.4 في المئة.

البحريني... خسائر طفيفة

تماسك مؤشر سوق البحرين الاصغر خليجيا من حيث السيولة والقيمة الرأسمالية بنسبة محدودة لم تتجاوز 1.6 في المئة  بعد أن فقد 24.1 نقطة ليقفل عند مستوى 1447 نقطة، وبطبيعة الحال كان متأثرا بتراجع الاسواق الخليجية وزخم القلق والرعب الذي انتاب مستثمري المنطقة بعد أن سبق هذا الهلع الى اسواق عالمية واسعار سلع.