الصبيح: كل مَن يعيش على أرض الكويت يجب منحه حقوقه كاملة
افتتحت «مركز إيواء العمالة» الذي يعد من أفضل المراكز المُتخصصة بالشرق الأوسط
تسعى «هيئة العمل» من خلال افتتاح مركز الإيواء إلى وقف تدفق العمالة إلى السفارات، ولاسيما أنها غير مؤهلةولا تستوعب أعداد تلك العمالة، ويطبق المركز الإجراءات القانونية للعامل الراغب في التحويل إلى رب عمل آخر، لمنحه فرصة أخرى في حال حصوله على عقد جديد.
برعاية وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح، افتتح صباح أمس، مركز إيواء العمالة الوافدة، الكائن في منطقة جليب الشيوخ، والذي يعد من أفضل المراكز المتخصصة بالشرق الأوسط، لخدمة ورعاية وتأهيل العمالة المُتضررة من أصحاب أعمالها.وأكدت الصبيح، في تصريح صحافي على هامش حفل الافتتاح، أن "المركز يستقبل العمالة الوافدة التي تعرضت لأي من أشكال الإيذاء النفسي أو الجسدي، والتي تحتاج الى رعاية وتأهيل". وبينت أن "الهدف من افتتاح المركز وقف تدفق العمالة الى سفارات بلدانها، ولاسيما أن السفارات غير مؤهلة، ولا تستوعب أعداد تلك العمالة"، لافتة الى أن "المركز يطبق الاجراءات القانونية للعامل الراغب في التحويل الى رب عمل آخر، لمنحه فرصة ثانية للعمل في حال حصوله على عقد جديد"، موضحة أنه "في حال أراد العامل السفر نحجز له تذكرة ذهاب، ومنحه مستحقاته كاملة، ولاسيما أننا على قناعة تامة بأن أي شخص يعيش على أرض الكويت يجب أن ينال كامل حقوقه، ويتمتع بحياة كريمة".2500 حالةوقالت الصبيح: "إن حضور الشيخ مازن الجراح، ممثلا عن وزارة الداخلية، الى جانب حضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وحضور مكتب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فضلا عن مساهمة الجمعيات التعاونية وبيت الزكاة في التجهيزات يعد نجاحا للمركز، الذي استقبل حتى الآن قرابة 2500 حالة، من 5 جنسيات مختلفة، تم إعادة بعضهم الى بلدانهم، وتحويل إقامات الآخرين الى شركات ومؤسسات أخرى بعقود عمل جديدة". ولفتت الى أن "المركز سعى لتحقيق عدالة تتناسب والارتقاء بمستوى الاستضافة التي أنجحت المرحلة التجريبية السابقة للافتتاح، إضافة الى رصد السلبيات وتجاوزها، ما مكن الفريق الإداري والتنفيذي للمركز من اكتساب الخبرات اللازمة".وبشأن مقترح إنشاء شركة لجلب العمالة الى البلاد، أوضحت الصبيح انه "مازال قيد الدراسة والبحث، الى جانب بعض الاقتراحات بقوانين المقدمة بشأن العمالة المنزلية"، مؤكدة سعي الوزارة الجاد لحل هذه الاشكالية بالتنسيق مع وزارات الدولة ذات العلاقة، ولاسيما أن "العام المقبل سيشهد حلا جذريا للمشكلة".مركز إنساني عالميوفي كلمتها خلال الحفل، قالت الصبيح: "نرحب بكم في افتتاح مركز ايواء العمالة الوافدة، كمركز إنساني عالمي، ولما كان للعمالة الوافدة من حقوق وواجبات لها وعليها، مما يحدونا للعمل بمنهجية تقتضي تنفيذ مبادئ حقوق الإنسان، لكونها ركيزة اساسية نحو البناء المؤسسي السليم لما لتلك العمالة من انعكاسات مجتمعية بالغة الأهمية، ونستذكر هنا جميعا تكريم منظمة الأمم المتحدة لدولة الكويت".وأضافت "أن الدولة تولي اهتماما بالغا بملف حقوق الانسان، واتخذت إجراءات سريعة لمعالجة أي قصور عبر تسهيل إجراءات التعاون بين الجهات ذات الصلة بهذا الملف بالتنسيق مع الهيئة العامة للقوى العاملة، حيث تم تنظيم دورات توعية تثقيفية للعاملين في الوحدات التابعة للهيئة حول مبادئ حقوق الإنسان كونها من أهم مقومات العمل المهني الواجب اتباعها ضمن المنظور العلمي الحديث". وأكدت "حرصنا في إنشاء المركز على توافر متطلبات الإقامة والعناية بالنزيل، وتحقيق الاسس والمعايير الدولية كافة، وليعكس اهتمام الكويت في هذا الجانب، ولاسيما ان الخدمات تتكامل بالتنسيق مع وزارات الدولة المختلفة والمرتبطة بإقامة النزيل"، مشيرة الى أن "الوزارة حريصة على التنسيق الدائم مع مختلف السفارات ذات العلاقة بالنزلاء، وتوفير المستلزمات كافة التي من شأنها اتاحة التواصل بين ممثليها والنزلاء للوقوف على أوضاعهم وتيسير إجراءات سفرهم في أقرب فرصة ممكنة".على مدار الساعةمن جانبه، أكد مدير الهيئة العامة للقوى العاملة، جمال الدوسري، أن "أبواب المركز مفتوحة على مدار الساعة بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارات"، لافتا الى أنه "يحق لممثل اي سفارة دخول المركز للاطمئنان على رعاياه".وقال الدوسري، في تصريح صحافي أمس: "إن المركز يضم خدمات طبية متكاملة، الى جانب مستشاريين نفسيين واجتماعيين وقانونيين، وسيكون هناك ممثلون عن وزارات وهيئات الدولة وهي (الداخلية، الصحة، العدل، الشؤون، الهيئة العامة للقوى العاملة)"، موضحا انه "تم الاتفاق مع "الداخلية" لإخلاء العمالة المنزلية من سفارات بلدانهم، وإيداعهم بالمركز.وعن الخدمات التي يقدمها المركز، بيّن الدوسري أنه "يقدم 5 وجبات يوميا، وعلاجا كاملا للعامل في حال مرضه، اضافة الى وجود سيارة إسعاف مجهزة"، لافتا الى "وجود لائحة تنظم عملية الدخول الى المركز، حيث تقوم "هيئة العمل" بإعلانها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمطارات"، موضحا أن "المركز يستوعب 700 نزيل، ويحق للعامل توكيل محام لاسترداد حقوقه، في حال مغادرته الى بلده، وستقوم سفارته بتسلمها عنه، وإرسالها اليه".عمل دؤوبوفي كلمته خلال الحفل، قال الدوسري: "إن افتتاح المركز يعد تتويجا لعمل دؤوب سعت اليه العمل، من خلال جهود العاملين فيها لتحسين وتطوير أداءها في تقديم الخدمات المرتبطة بشؤون العمالة الوافدة، وذلك في إطار التأكيد على دور الكويت الانساني الذي نفخر به جميعا، وتكريم سمو الامير قائداً للإنسانية".وأضاف: "أن إنشاء هذا الصرح جاء التزاما بقانون الاتجار بالاشخاص وتهريب المهاجرين والبروتوكولات والاتفاقيات الدولية المصادق عليها من الكويت انطلاقاً من إيماننا الراسخ بحقوق العمالة كجزء أساسي من حقوق الانسان"، مشيرا الى أن "المركز يعد من أهم المراكز التي تم إنشاؤها بمعايير دولية يخدم فئة العمالة من حيث الايواء وتوفير الرعاية الصحية والغذائية، وكل ما يحتاج إليه العامل لحين معالجة أوضاعه، إما من خلال التسوية الودية مع صاحب العمل أو السفر بعد تسوية أوضاعه وحصوله على كافة مستحقاته"، مؤكدا "حرص الكويت الدائم على حفظ حقوق العمالة وتسلم أجورهم في مواعيدها المحددة".منارة عالميةبدورها، أكدت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إيمان عريقات أن "المركز جاء بتضافر الجهود من جهات حكومية عدة، حيث يعد من المراكز الرائدة بالمنطقة"، موضحة ان "تكون المعايير التشغيلية به متماشية مع المعايير الدولية كي يكون منارة على مستوى العالم"، لافتة الى أن "المركز بهذه السعة يعتبر إنجازا لحكومة الكويت لأهم التحديات التي تواجهها، حيث ذللته وجعلته أمراً واقعاً، وسيكون هناك اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للقوى العاملة والمنظمة الدولية للهجرة ليكون دورا استشاريا في الأمور التشغيلية لتحسين صورة الكويت المضيئة والبراقة عالميا".ومن جانبه، أكد مدير إدارة الموارد البشرية في "هيئة العمل"، ومشرف مركز الايواء هادي العنزي ان "آلية استقبال العمالة تتم عن طريق إدارة العمالة المنزلية او السفارات المعنية"، مشيرا الى انه "لدى استقبال الحالة يتم فحصها طبياً، من ثم تتولى الموضوع الباحثة الاجتماعية والنفسية، ويتم إعداد تقرير بذلك يرفع الى مدير الهيئة"، لافتا الى ان "بعض الحالات تعاني من الاكتئاب او غيره من الأمراض النفسية، يتم إحالتها الى الطب النفسي، غير أنه في حال كان العامل يرغب بالعمل مجددا نساعده على ذلك".