العامر: الدراما تحتاج خيالاً ولا تنقل الواقع بحذافيره
أكد أن ارتفاع أجور الممثلين أدى إلى تراجع المسرح الكويتي
شدد العامر على أهمية تكامل عناصر العمل لضمان تقديم دراما تمس الواقع بكثير من الشفافية، منتقداً حالة السبات التي يعانيها الإنتاج الدرامي التلفزيوني خارج الموسم الرمضاني.
شدد العامر على أهمية تكامل عناصر العمل لضمان تقديم دراما تمس الواقع بكثير من الشفافية، منتقداً حالة السبات التي يعانيها الإنتاج الدرامي التلفزيوني خارج الموسم الرمضاني.
قال المؤلف فايز العامر إن الدراما تحتاج إلى خيال ولا تعتمد على نقل الواقع بحذافيره، وذلك خلال استضافته في ملتقى الثلاثاء الثقافي، بحضور عدد من الشخصيات الفنية، وقدّم الندوة دخيل الخليفة في جمعية الخريجين.استهل الفنان والكاتب العامر المحاضرة بالتحدث عن الدراما في الأدب الحديث، وأن الدراما تعد جديدة على الثقافة العربية الحديثة، وأن ظاهرة التعبير الدرامي التي اجتذب لها بعض الادباء المشتغلين بالقصة والرواية والشعر أدت الى ظهور "نشاط مسرحي"، خاصة في بعض البلدان، مشيرا الى أن هناك عددا من المثقفين والأدباء ترجم بعض أعمال موليير وأعمال شكسبير، وهذا ما أدى الى قيام مسرح تقليدي على يد جورج أبيض، وبعدها ظهرت جماعة أنصار التمثيل وفرقة عبدالرحمن رشدي.
وتطرق العامر الى الحديث عن الدراما الكويتية، وأن أول عرض مسرحي كان في ساحة مدرسة "الأحمدية" في عام 1922، وكانت من تأليف عبالعزيز الرشيد، وتوالت عروض بعض التمثيليات التي كانت تقدم في المدارس، حيث قدمت مدرسة المباركية في عام 1939 مسرحية "عمر بن الخطاب".وأوضح أن تقديم المسرحيات لم يقتصر على المدارس فقط، فكان نادي المعلمين يقدم مسرحية "الوفاء" التي سبق لحمد الرجيب تقديمها، مبينا أنه مسيرة الاهتمام بالمسرح توالت الى ان تم استقدام المرحوم زكي طليمات الذي أنشأ أول فرقة مسرحية نظامية، وهي فرقة المسرح العربي، وبعدها تم إنشاء الفرق المسرحية الأخرى كفرقة المسرح الشعبي، وفرقة مسرح الخليج، وفرقة المسرح الكويتي.وأشار الى أن الدراما الكويتيه مهمة في نشر الثقافة في الكويت وما تشكل الدراما الكويتية من جذب واهتمام لكل الجمهور المتلقين بكل الفئات والأعمار، معبرا عن أن الدراما الكويتية بشقيها المسرحي والتلفزيوني، أصبحت تشكل عاملا تثقيفيا وترويحيا في آن واحد للأسرة الكويتية والأسر المقيمة على الكويت. وأضاف أن الفن يحمل بين طياته رسالة مهمة يبعث بها لجمهور المتلقين من خلال وضع أصابعه على مواطن الخلل في كثير من المواقع، ولفت نظر من بيده القرار للانتباه ومحاولة إصلاح ذلك الخلل من خلال ما يوضحه الكاتب في نصه المسرحي أو التلفزيوني، مبينا أن الفن المسرحي أو التلفزيوني مرآة عاكسة لهموم وشجون المجتمع، حتى لو كان ذو طابع كوميدي فإنه يحمل بين جنابته العديد من الإسقاطات على بعض مواقع الخلل.وأكد العامر أن الدراما التلفزيونية عندما تسلط الضوء على مشكلة اجتماعية معينة لا تنقلها كما هي بالواقع، وأن كاتب السيناريو يجب أن يضيف شيئا من المبالغة والتضخيم لزوم الحبكة الدرامية. وشدد على أن يجب على الدراما، وبالأخص التلفزيونية، أن تركز على إظهار السلبيات للتنبيه والتحذير من بعض الظواهر السلبية، وخاصة الدخيلة منها على العادات والتقاليد.وردا على بعض الأسئلة قال: في ما يخص أن الكاتب في الدراما الكويتية لا يركز على مشكلات الوافدين، أجاب العامر أنه شخصيا تطرق الى موضوع الوافدين في نصوصه، ومثال ذلك مسلسل "الفلتة"، وأنه أغلب الكتاب يعملون "فلاشات" لهذه الفئة.وفي ما يخص أسباب تراجع المسرح قال إنه لا توجد دور عرض تسمح بالممثلين والكتاب بالإبداع، وإن أغلب الممثلين يعرضون في صالات التنمية، وهذه الصالات غير مهيأة للعرض المسرحي، وكذلك من أسباب تراجع المسرح تغيّر أجور الممثلين في السابق لم يكن الاهتمام بالمنظور المادي، وركز على أن السبب الأهم ان بعض المنتجين لا يعرضون إلا وقت العيدين، فأصبح المسرح موسميا، فتنحصر الأعمال في هذه الوقت مع زحمة المسرحيات والعروض وإهمال بقية السنة.