يترقب العالم اليوم حدثاً تاريخياً بالنسبة للمملكة المتحدة وأوروبا، حيث سيصوت الاسكتلنديون على استفتاء بشأن البقاء في المملكة أو الانفصال عنها، في خطوةٍ قد تكون بداية لتحركات انفصالية في عموم القارة الأوروبية.
يتوجه نحو 4.3 ملايين ناخب اسكتلندي اليوم الى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاء سيحدد مصير اسكتلندا والمملكة المتحدة، وسيطلب من الناخبين الإجابة بنعم أو لا على سؤال: "هل ينبغي أن تصبح اسكتلندا دولة مستقلة؟" وإذا جاءت الإجابة بـ"نعم" فسيعني هذا نهاية للوحدة التي استمرت 307 أعوام مع إنكلترا والانفصال عن المملكة المتحدة، بالإضافة إلى فترة من الغموض الاقتصادي.ولا يحق للاسكتلنديين الذين انتقلوا للاقامة في إنكلترا التصويت في الاستفتاء، في حين سمح للمقيمين في استكتلندا وإن لم يكونوا من الاسكتلنديين بالمشاركة. اليوم الأخيروفي نداء أخير قبل التصويت، توجه الوحدويون الداعون إلى البقاء ضمن المملكة المتحدة والانفصاليون المؤيدون للانفصال والاستقلال الى مؤيديهم في الشوارع في اليوم الأخير من الدعاية في جو امتزجت فيه مشاعر الحماس والتفاؤل بالرهبة والخوف.سالموند الوزير الأول في اسكتلندا أليكس سالموند الاستقلالي الأول توجه الى الاسكتلنديين برسالة شخصية قال فيها: "استيقظوا صباح الجمعة على اليوم الأول لبلد أفضل".ودعا سالموند المصوتين، في خطابه، إلى تجاهل ما وصفه بـ"قصص رعب ويأس عبثي" متزايدة من جانب الحكومة البريطانية، وأن يثقوا بأنفسهم، معتبراً أن "اسكتلندا يمكن أن تصبح قصة نجاح عالمية ومنارة للتنمية الاقتصادية ورمزاً للعدالة الاجتماعية".ماكدوغالوانتقد بلير ماكدوغال مدير حملة "معاً أفضل" الوحدوية، سلوك سالموند في تحريضه للناس على التظاهر، مستشهدا بالمظاهرة التي نظمت أمام مكاتب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وتساءل عن مستقبل اسكتلندا جراء تلك السلوكيات.ولفت ماكدوغال إلى أنه في حال التصويت بنعم فلن تكون هناك طريقة للعودة عن القرار، مبيناً أن ذلك سيؤثر على سوق العمل والخدمات الصحية والاستثمار.ورجح آخر استطلاع للرأي، وهو عبارة عن تعاون بين ستة استطلاعات، ان 51% من الاسكتلنديين ضد الاستقلال مقابل تأييد 49%.وفي تطورات أخرى انضم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إلى حملة المنادين بالتصوت "بلا"، في وقت حذر 14 من قادة أركان الجيش البريطاني السابقين من أن التصويت بنعم سيجعل دفاع بريطانيا هشاً.كاميرونمن ناحيته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لصحيفة "تايمز" إنه كان يعتقد دوماً أن المنافسة ستكون محتدمة، مصيفاً أنه "مهما كانت النتيجة فنحن بلد ديمقراطي. ينبغي أن نحترم تعبير الناس من خلال صناديق الاقتراع".وعبر كاميرون عن قلقه من تفكك المملكة المتحدة، مبيناً أن "كل من يهتم بمملكتنا هو قلق وأنا كذلك"، وأشار إلى أن الحكومة أقرت سياسة لاقتصاد ناجح وزيادة فرص العمل، مؤكداً أنه لن يغادر منصبه إذا تم التصويت بنعم.إسبانيامن جهته، حذر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس من ان استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة سيضعها خارج نطاق الاتحاد الأوروبي ويجردها من المزايا التي تتمتع بها الدول الأعضاء.وشدد راخوي، في مداخلة له في البرلمان الإسباني، على أن دول الاتحاد الـ 28 ستمنح فرصا ضئيلة للمناطق الراغبة في الاستقلال عن الدول الأعضاء والانضمام لاحقا إلى الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه اسبانيا مطالبات بانفصال اقليم كتالونيا وأيضا اقليم الباسك.(أدنبرة، لندن- أف ب، رويترز، د ب أ)أرقام● 4.3 ملايين سجلوا أسماءهم للتصويت في الاستفتاء من أصل 5.3 ملايين اسكتلندي.● 16% من الاسكتلنديين تحت سن الـ 15.● قبل عام 1707 كانت اسكتلندا دولة مستقلة.● يشكل سكان اسكتلندا نحو 8 في المئة من سكان المملكة المتحدة.● مساحة اسكتلندا 78.772 كم2، أي ثلث مساحة المملكة المتحدة.● تتكون اسكتلندا من أكثر من 790 جزيرة.● تنتج اسكتلندا 98% في المئة من النفط المستخرج من الحقول البحرية في المملكة المتحدة.● تحصّل اسكتلندا 4.3 مليارات جنيه استرليني سنوياً من تصدير مشروب الويسكي. ● تملك اسكتلندا 5 جامعات تحتل موقعاً على لائحة الجامعات الـ 200 الأول في العالم.إذا صوت الاسكتلنديون اليوم لمصلحة الانفصال عن المملكة المتحدة والاستقلال فستصبح اسكتلندا الدولة:● 194 في الأمم المتحدة● 29 في الاتحاد الأوروبي● 54 في الكومنولث
دوليات
الاسكتلنديون يصوّتون اليوم في استفتاء المصير والعالم يترقب
18-09-2014