مشاهد ومواقف

نشر في 08-10-2014
آخر تحديث 08-10-2014 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع كلما أطل علينا حدث سياسي جديد بحثنا جاهدين عن خيوط للتفاؤل، ومن خلال الملامح السياسية الإقليمية والدولية الجديدة أصبح المشهد كاللوحة الفسيفسائية التي يجب علينا الاقتناع بالصورة النهائية نحوها وعدم الالتفات إلى الجزئيات.

• المشهد المحلي أصبح يرتكز على التيار الذي شق طريقه بين الدوائر متجهاً إلى مقاعد البرلمان مالئاً فراغاً تركته الفئات المقاطعة، وغاب عن الخريطة السياسية والإعلامية مقارنة بأعضاء المجالس السابقة، فحضوره الإعلامي قليل، وتفاعله من القضايا ضعيف، أما الحكومة فقد عادت إلى الخطاب التنموي بالصيغة ذاتها والوعود التي لم تنجز، وقد تتغير ملامح الدوائر الانتخابية التي عرفت في السابق من خلال سلوك الناخب والمرشح طبقاً لدراسات أجريت.

 ومنها أذكر الدائرة الأولى التي عرفت بانقسام مرشحيها طبقا لانتماءات وتصنيفات، فشعر ناخبوها بالاختناق بسبب الطرح الطائفي أحياناً، ومقاطعة بعض الرموز السياسية للحياة البرلمانية تارة أخرى، أما الدائرة الثانية فقد جمع ناخبوها بين النقيضين: حب الليبرالية وعشق الفكر المحافظ، وكان وما زال النمط الانتخابي مرتبطاً بالعلاقات الاجتماعية، أما الدائرة الثالثة فهي "دائرة الثقافة" وقيادة التغيير، فتجد فيها النخبة الإعلامية والسياسية التي لا تتردد أمام قرار خوض الانتخابات مهما كانت الظروف، وهي الدائرة التي أوصلت المرأة إلى البرلمان، وتبقى الرابعة والخامسة "دائرتا المنافسة" فيشتد فيهما التنافس بقالب قبلي أو ديني بالمجالس المختلفة بدءاً بالجمعيات التعاونية ووصولا إلى مقاعد البرلمان، وقد وجدت الثورة التكنولوجية طريقها إلى الدائرتين بشكل لافت للنظر، وذلك عبر انتشار أنماط جديدة من الانتخابات الفرعية عبر المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي.

• إقليمياً عادت نظريات التنمية، وتقاريرها أصابتنا بالحيرة بين الواقع والطموح، أقول ذلك بالعودة إلى آراء متعددة حول المشهد الإقليمي المرتقب، ومنها رأي بلير الذي ترأس اللجنة الرباعية الدولية واطلع على دهاليز السياسة الدولية، واقترح بتقريره فكرة تأسيس مجلس أو منظومة في منطقة الخليج تختص بالأمن والتعاون الإقليمي، على غرار مؤتمر الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا، ومن الملاحظ رواج الفكرة حاليا لدى العديد من المحللين السياسيين وأصحاب الفكر الاستراتيجي.

 وبالمناسبة فقد أشار تقرير بلير إلى إعادة الموسيقى إلى المناهج الدراسية ولمَ لا؟ فالمتابع لإقبال القنوات الفضائية على بث حفلات وزارة التربية في فترة السبعينيات والثمانينيات، يدرك أنها الفترة التي أثارت فيها مقررات مادة الموسيقى التنافسية بين الأساتذة في تأهيل طلاب المدارس للأداء الموسيقي الراقي.

كلمة أخيرة:

ما بين القضايا والمبادرات المحلية والإقليمية تبقى حاجتنا إلى تجديد الآلية التنفيذية للحكومة، وربطها بالإنتاجية والتقييم المستمر، والأهم من ذلك أن نستمر في الاستماع إلى التقييم المباشر من الشباب، وأقول ذلك بعد الحادث المؤسف المتمثل بقيام أحد مسؤولي "المجمع التجاري الضخم الجديد" باقتياد طالب جامعي أمام الناس وطرده خارج المجمع بحجة أن المجمع التجاري "للعائلات فقط".

back to top