تشتعل حرب أسعار بين كندا وأميركا اللاتينية حول من سيلبي حاجة مصافي ساحل الخليج (غلف كوست) في الولايات المتحدة من النفط الثقيل.

Ad

وبحسب مجموعة آرك كورب المالية التي تتخذ من كالغاري مقراً لها فإن خط الأنابيب الجديد سيواي توين سيضاعف بشكل تقريبي كمية الخام الكندي الثقيل إلى محطات ومصانع ساحل الخليج بحيث تصل إلى حوالي 400 ألف برميل في اليوم، وذلك اعتباراً من يناير الجاري. وتنمو هذه الشحنات حتى من دون خط أنابيب كيستون إكس إل الذي تأخر ست سنوات بسبب معارضة أنصار البيئة.

وسيفضي الإمداد الكندي إلى مواجهة الخام من المكسيك وفنزويلا الذي كان يغذي بشكل تقليدي المصافي في سواحل تكساس ولويزيانا، وقد وسعت شركة بتروليوس مكسيكانوس المملوكة للدولة حدود الخصم بالنسبة إلى المشترين في الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي إلى أقصى حد منذ أغسطس سنة 2013.

وتجدر الإشارة إلى أن شركتي فاليرو إنرجي كورب وماراثون بتروليوم كورب، واللتين استثمرتا في أنشطة المعدات الخاصة من أجل تكرير النفط الثقيل، ستحققان الحد الأعلى من المكاسب من الإمدادات الكندية.

وقال إد مورس، وهو رئيس قسم بحوث السلع العالمية لدى سيتي بنك في نيويورك، «سيتعين تقديم شيء ما، ويتمثل ذلك في مزيج من تصدير دول أميركا اللاتينية لكميات أقل إلى الولايات المتحدة أو إعادة تصدير الخام الكندي للتنافس مع خام في أسواق أخرى، وخاصة في أوروبا».

خطوط أنابيب

يذكر أن خطوط أنابيب ومحطات خطوط حديدية جديدة مكنت المزيد من النفط الكندي من التوجه نحو الجنوب إلى أسواق ذات قيمة أعلى، ليعكس ذلك بشكل جزئي الانهيار الذي وصل إلى 48 في المئة في أسعار النفط العالمية منذ شهر يونيو الماضي عندما رفضت منظمة الدول المصدرة للنفط خفض الإنتاج من أجل مواجهة التخمة في الأسواق العالمية.

وقد انخفض معدل خصم شركة وسترن كنديان سيلكت المسعر في هارديستي في مدينة ألبرتا إلى خام مايا في المكسيك في هذه السنة إلى أكثر من النصف ليصل إلى 11 دولاراً للبرميل، وسيكلف النفط الكندي الثقيل المبلغ ذاته في هيوستن مع وصول خام مايا بناقلات، بما في ذلك تكلفة النقل، وذلك بحسب معلومات حصلت عليها بلومبرغ.

ووسعت بيمكس الخصم الذي تعطيه للمشترين الأميركيين من مايا من 90 سنتاً في نوفمبر إلى 3.70 دولارات للبرميل في يناير، في وقت رفض المتحدثون باسم بيمكس التعليق على استراتيجية السوق.

وسيقوم المنتجون في أميركا اللاتينية بتسعير نفطهم بحيث يتأكدون من استمرار جاذبية السعر، بحسب جون اوريس نائب رئيس شركة الطاقة الاستشارية تيرنر ميسون اند كو التي تتخذ من دالاس مقراً لها.

أسعار أعلى

ارتفع نفط غرب تكساس 48 سنتاً، ليصل إلى 55.21 دولاراً للبرميل في نيويورك وكسب برنت 47 سنتاً ليصل إلى 59.92 دولاراً في العقود الآجلة في لندن.

يذكر أن الإنتاج الكندي ارتفع في العقد الماضي عندما جعلته الأسعار المرتفعة اقتصادياً من خلال استخدام البخار وتعدين البيتومين في ألبرتا، كما ارتفعت الشحنات إلى الولايات المتحدة 63 في المئة خلال خمس سنوات لتصل إلى 3.1 ملايين برميل في اليوم اعتباراً من سبتمبر الماضي، بحسب ما أظهرته معلومات إدارة الطاقة في الولايات المتحدة.

وازداد التدفق إلى الولايات المتحدة من دون كيستون إكس إل، وهو وصلة بقيمة 8 مليارات دولار تريد ترانس كندا كورب تشييدها من هاردستي إلى شبكة قائمة في ستيل سيتي في نبراسكا، وينتظر هذا المشروع صدور قرار من المحكمة العليا في نبراسكا وتصميم نهائي من جانب ادارة الرئيس باراك أوباما.

وتقوم انبريدج إنك بتشغيل نظام يستطيع شحن 2.5 مليون برميل من الخام من كندا إلى الغرب الأوسط، وأنهت في الشهر الماضي العمل في خط يمتد إلى أوكلاهوما، كما شيدت انبريدج وانتربرايز برودكتس بارتنرز خط سيواي توين الذي تصل سعته إلى 450 ألف برميل في اليوم بغية مضاعفة السعة من أوكلاهوما إلى هيوستن.

وفي وسع نظام ترانس كندا القائم نقل 540 ألف برميل في اليوم من كندا إلى الغرب الأوسط في الولايات المتحدة، وقد بنت الشركة خطاً ينقل 700 ألف برميل في اليوم من أوكلاهوما إلى تكساس في السنة الماضية.

مستوردات أقل

وبينما ارتفعت الشحنات الكندية تراجعت المستوردات من أماكن أخرى وأخذت المصافي الأميركية 4.3 ملايين برميل في اليوم من بقية أنحاء العالم في شهر يونيو، وهي أدنى كمية منذ سنة 1992.

وأرسلت المكسيك 675 ألف برميل من النفط الثقيل يومياً إلى مصافي الخليج في الولايات المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، بانخفاض عن 835 ألفاً في مثل ذلك الشهر في سنة 2012، كما هبطت شحنات فنزويلا من 900 ألف إلى 700 ألف.

وإذا لم يتم ارسال الخام الكندي الى ساحل الخليج قد يعمد المنتجون إلى إعادة تصديره إلى وجهة أخرى، وتحظر الولايات المتحدة تصدير معظم نفطها بينما تسمح بشحنات النفط الأجنبي الذي فصلته عن الإمدادات الداخلية.

وقد منحت وزارة التجارة 86 ترخيصاً لإعادة التصدير من شهر أكتوبر إلى أغسطس في سنة 2013، وذهبت الشحنات إلى سويسرا وإسبانيا وسنغافورة وإيطاليا في هذا السنة، وذلك بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتقوم دول مثل البرازيل والسعودية بالاستثمار في مصانع النفط الثقيل، على الرغم من أن معالجة ذلك الخام تتم في ساحل الخليج في الولايات المتحدة، ويقول أوريس إن المصافي الأميركية بنت طاقتها لتشغيل النفط الثقيل بخلاف المصافي في بقية أنحاء العالم.

إن الافتقار إلى أسواق بديلة للخام الثقيل يعني أن دول أميركا اللاتينية ستكافح من أجل الحفاظ على حصتها في الولايات المتحدة، وذلك بحسب ستيفن شورك، رئيس مجموعة شورك في فيلانوفا في بنسلفانيا الذي أضاف «لم نشهد مثل هذا الوضع من قبل».

Dan Murtaugh و Robert Tuttle