قال رأس النظام السوري بشار الأسد إنه منفتح على حوار مع واشنطن، لكنه نفى وجود اتصالات مباشرة بين نظامه والولايات المتحدة، بينما واصلت جبهة النصرة التقدم في إدلب شمالاً، وسط جمود على جبهة درعا جنوباً.

Ad

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «سي بي اس» أنه منفتح على حوار مع الولايات المتحدة يرتكز على «الاحترام المتبادل».

وأوضح الأسد للصحافي الأميركي تشارلي روز في برنامج «60 دقيقة» الذي سيبث كاملاً غداً الأحد: «من حيث المبدأ كل حوار هو شيء ايجابي».

ورداً على سؤال بشأن العلاقات بين سورية والولايات المتحدة، أجاب الاسد إنه لا توجد اتصالات مباشرة.

وفي مقابلة مع 8 وسائل إعلام روسية نشرت أمس، قال الأسد :»لا يوجد حوار مباشر بيننا وبين الأميركيين، هناك بعض الأفكار التي تنقل عبر دولة ثالثة أو طرف ثالث، ولكنها لا تعتبر حوارا جديا»، وأضاف: علينا أن ننتظر حتى نرى تحولاً في السياسة الأميركية على الأرض عندها نستطيع أن نقول إن هناك تبدلاً في هذه السياسة، وهناك مطالب واضحة».

صراع أجنحة

وعلق على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال إنه لابد من حوار مع الأسد والتي اعتذر عنها لاحقا قائلا انها «تعكس صراعات موجودة داخل الإدارة الأميركية، وأيضا داخل اللوبيات الموجودة على الساحة الأميركية بين معسكر يريد الحرب والتدخل العسكري المباشر ومعسكر آخر يعارض التدخل لأنه استفاد من دروس الحروب السابقة».

لا حرب أهلية

ورفض الأسد الحديث عن موضوع الرئاسة، وقال: «لا يهمنا إن قالوا الرئيس سيسقط أو سيبقى، ولا يهمنا إن قالوا إن الرئيس شرعي أو غير شرعي، الشرعية نأخذها من الشعب».

واعتبر أن ما يحصل في سورية «ليس حربا أهلية، ففي الحرب الأهلية يجب أن يكون هناك خطوط تفصل بين المتقاتلين إما على أساس عرقي أو على أساس ديني أو على أساس طائفي. هذا الشيء غير موجود فكل الناس تعيش مع بعضها».

وشدد على أنه «ليس هناك مشكلة طائفية في سورية، وإنما القضية هي مجرد إرهاب مدعوم من الخارج»، كما أكد أن سورية ليست جزءا من الملف النووي الإيراني.

العلاقة مع دول عربية

وعن القمة العربية التي ستنعقد اليوم بغياب ممثل عن النظام، اعتبر الأسد أن «جزءا من الدول العربية ينفذ الأجندة الغربية، ويعرقل أي تقدم في عمل الجامعة العربية»، مضيفا أنه «بالنسبة للعلاقة مع مصر، هناك علاقة ولكن في إطار محدود جداً بين الدولتين عمليا على مستوى الأجهزة الأمنية، ولكن لا نستطيع أن نتحدث عن علاقة حقيقية أو تقارب إلا عندما يحصل هناك لقاء مباشر بين المؤسسات السياسية المعنية في البلدين حتى هذا الوقت لم يحصل». وأضاف: «العلاقة مع العراق جيدة، ونحن ننسق مع العراق لأن ساحة الإرهاب هي ساحة واحدة».

القواعد الروسية

ورحب الرئيس السوري بأي توسع للوجود العسكري الروسي في المرافئ السورية، معتبرا أن من شأنه أن يعزز استقرار المنطقة.

 وقال الأسد إن «الوجود الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري (غرب) ضروري جدا لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي».

وأضاف «بالنسبة لنا، كلما تعزز هذا الوجود في منطقتنا كان أفضل بالنسبة للاستقرار في هذه المنطقة، لأن الدور الروسي مهم لاستقرار العالم». وتابع الأسد «اننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط، وتحديدا على الشواطئ وفي المرافئ السورية».

وأوضح «لكن هذا الشيء طبعا يعتمد على الخطة الروسية.. خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة، وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات».

ولروسيا قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ طرطوس السوري على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق موروثة من العلاقات الوثيقة التي تربط موسكو بدمشق. وقد أنشئت بموجب اتفاق أبرم في عام 1971 إبان الحقبة السوفييتية. وهي تضم ثكنات ومباني تخزين وأحواضا عائمة وسفينة للقيام بأعمال صيانة، وفق وسائل الإعلام الرسمية الروسية.

وتصف موسكو القاعدة بأنها «نقطة إمداد عسكري تقني للبحرية الروسية». وتنشر روسيا بشكل دائم سفنا حربية في شرق البحر المتوسط منذ بداية الأزمة السورية قبل أربعة أعوام.

هجوم إدلب

وواصلت «جبهة النصرة» وحلفاؤها المنضوون في «جيش الفتح»، أمس، تقدمهم في مدينة إدلب شمالي سورية، حيث تمكنوا من السيطرة على حواجز جديدة في المدينة، وهي حاجز «البطل» وحاجز «المقبرة» وحاجز «الشيب» في اليوم الثالث للهجوم على المدينة ضمن «معركة تحرير إدلب».

كما تمكنت «جبهة النصرة» من قطع طريق «إدلب - الفوعة» بشكل تام، والسيطرة على خمس نقاط حول مدينة الفوعة الموالية للنظام.

وأفاد القائد العسكري في «ألوية صقور الجبل» بأن «المعركة مستمرة حتى تحرير إدلب بالكامل، وأن معظم مدينة إدلب بات تحت السيطرة، وما هي إلا أيام قليلة حتى تحسم المعركة وتصبح كامل إدلب محررة»، وفق قوله.

«مطار التيفور»

إلى ذلك، شن تنظيم «داعش» هجوماً على عدة حواجز ونقاط عسكرية تتمركز فيها قوات النظام في محيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، وتركز الهجوم التنظيم على محيط كتيبة الدفاع الجوي، والدبابات والكتيبة المهجورة، والمجاورات للمطار، وتمكنوا من قتل عدد من عناصر النظام، وأسر عدد آخر، مع تدمير عدد من الأسلحة والمدافع الخفيفة.

واستولى تنظيم داعش خلال الهجوم وفق صفحات موالية له، على دبابات ورشاشات خفيفة ومتوسطة ومنصة إطلاق صواريخ «كونكورس» مع عدد من الصواريخ، وأسلحة فردية خفيفة وذخائر متنوعة، إلى جانب قتل 8 من قوت النظام وأسر 6 آخرين. وانسحب التنظيم من المنطقة بعد استقدام النظام لتعزيزات.

التدريب

في سياق آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن برنامج تدريب قوات المعارضة السورية الذي تقوده الولايات المتحدة يتعرض «لتأخير طفيف»، لكنه اضاف أن «كل شيء على ما يرام سياسيا وفنيا».

وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستكون منفتحة على إسهام دولة ثالثة في البرنامج، في تعليق على إعلان وزير الدفاع البريطاني أن لندن سترسل نحو 75 عسكرياً للتدريب.

الى ذلك، قال رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن أمس الأول في جلسة لمجلس الشيوخ إن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تتفق بعد على سياسة لتوفير الحماية لعناصر المعارضة الذين سيخضعون للتدريب.

وعلق السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ على ذلك قائلا: «أيها الجنرال أوستن هذا أمر غير أخلاقي»، واضاف: «لا أعرف كيف نجند شباناً صغارا للقتال، وليس لدينا سياسة حتى الآن لحمايتهم».

وقال أوستن أنه سيوصي بـ«حماية قوات المعارضة أيا كان الذي يهاجمهم»، وأقر بأن المعارضة يمكن أن تستهدف من جانب قوات الأسد.

(دمشق، واشنطن، موسكو، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

مناشير «كاريكاتورية» على «عاصمة دولة الخلافة»

ألقى طيران «الائتلاف» ضد «داعش» في مدينة الرقة شمال البلاد والتي يعتبرها التنظيم عاصمة دولة الخلافة، «منشورات كاريكاتورية» كتب عليها «مكتب داعش للتوظيف» تمثل آلية الانضمام إلى تنظيم «داعش»، والمنضمين إليه من الشبان وكيف يتحولون بفعل آلة دموية إلى مجرمين. وأمر «داعش» جميع عمال التنظيف والبلديات، بجمع المنشورات وإتلافها كلها، بحسب ما أكدت «حملة الرقة تذبح بصمت» على شبكات التواصل الاجتماعي.