«الجيم» بوابة للالتحاق بالإرهاب
بدأت بـ «ميليشيات الأزهر» وأوصلت إلى «داعش»
كشفت قصص تحول مواطنين عاديين إلى إرهابيين متشددين مفارقة غريبة، وهي أن عددا كبيرا من هؤلاء تلقى تدريبات في صالات بناء وكمال الأجسام «جيمانيزيوم»، التي كانت بدورها بمنزلة بوابة الالتحاق بتنظيمات إرهابية، منذ توهج الإرهاب في حقبة التسعينيات وصولا إلى تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ»داعش».وقال اللواء في قطاع الأمن الوطني عادل عزب، في شهادته بقضية تخابر الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي مع دول ومنظمات وجهات أجنبية، أمام محكمة جنايات القاهرة منذ أيام، إن الإخوان تتسم بـ»الجهادية»، وتعرف كيفية إدخال المجاهدين إلى فلسطين وغيرها، وتجهزهم جيدا عبر «صالات الحديد أو الجيمانيزيوم»، ما يثير الجدل بشأن تحول الصالات الرياضية إلى مُورِّد رئيسي للجماعات الجهادية.
واوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، لـ«الجريدة»، أن النصف الأول من التسعينيات اتسم أغلب من مارسوا العنف في مصر باتجاههم إلى ممارسة رياضة كمال الأجسام، وانتشرت وقتذاك عادة التدريب بشكل بدائي عبر علب من الصفيح محشوة بالأسمنت، لممارسة كمال الأجسام منزليا، والتي كان شيوخ جماعة الجهاد ينصحون بها طلاب الجامعات المنتمين للتنظيم. وتابع بان: «الأمر وصل في ذروة نشاط الجماعات الإرهابية في التسعينيات إلى اعتبار رياضات معينة محظورة، مثل التايكوندو والكونغ فو، التي كانت عامل جذب لكثير من الشباب المتحمس، وحاليا نراهم في صفوف التدريب لكن في تنظيمات دولية عابرة للحدود مثل داعش».وذكر أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق ان «ممارسة رياضة رفع الأثقال، والمداومة على تمارين صالات الحديد مثالية للذهن الإرهابي، الصارم في طرح أفكاره المدافع بشراسة عن وجهة نظره دون مفاوضة عليها، والمندفع فيها بلا مرونة تذكر، ولا يمكننا إغفال الجانب العقائدي الذي يكون بمنزلة المحرك الذي يدفع أشخاصا إلى التردد على الصالات الرياضية».يذكر ان آخر التقارير الصادرة عن الاتحاد المصري لكمال الأجسام، يثبت وجود نحو 10 آلاف صالة لا تخضع لأي رقابة رسمية، وأن تكلفة إنشاء صالة رياضية في إحدى المناطق الشعبية أو الأحياء الفقيرة زهيدة جدا، وسبق أن حذرت قيادات أمنية من صالات رياضية لا تسمح بالدخول لغير الملتحين.وكان عدد كبير من قيادات «الإخوان» أدينوا في القضية الإعلامية المعروفة باسم «ميليشيات الأزهر» عام 2006، حينما قدم طلاب الجماعة عرضا شبه عسكري في فنون الدفاع عن النفس، كما ان الشاب إسلام يكن، أشهر الشباب المصريين الذين التحقوا بصفوف تنظيم داعش في العراق، سبق أن قدم برنامجا على موقع يوتيوب، يشرح فيه كيفية المحافظة على الجسم، من خلال الجيم.