أكد موسى معرفي أن النمو الثقافي لأي مجتمع ثراء وقوة للتنمية المستدامة على جميع المستويات.
نظمت الجمعية الكويتية للإخاء الوطني، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساء أمس الأول بالمكتبة الوطنية/ قاعة التدريب، ندوة تحت عنوان "التنوع الثقافي من أجل التنمية المستدامة"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للإخاء موسى معرفي، وعضوة مجلس إدارة الجمعية د. فاطمة العبدلي ونخبة من المثقفين.وفي هذا الإطار قال معرفي في كلمته التي ألقاها بالندوة إن شعوب الأرض مزيج من الثقافات المختلفة، مؤكدا أن النمو الثقافي لأي مجتمع ثراء وقوة محركة للتنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والمعنوية والعاطفية.وأشار إلى أن التنوع الثقافي يسهم في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة، لافتا إلى أن الحوار وسيلة لبلوغ الاحترام والتكامل والتفاهم المتبادل.التراث الثقافيوأضاف معرفي أن الحديث عن التراث الثقافي هو حديث عن ذاكرة الأمم والشعوب، مبينا أن الذاكرة التي سجلت ودونت عبر مراحل التاريخ المتعاقبة حوار الإنسان مع محيطه فردا كان أو جماعة، والتراث بشقه الثقافي الذي هو محور حديثنا، كان ولايزال مصدرا لإلهام وإبداع النخب الفكرية والعلمية لأي أمة.وزاد: إن التراث الثقافي والتاريخي شاهد على ثراء الحضارات الإنسانية وتنوع رصيدها على مر العصور واختلاف الأمكنة، ومن ثم يتأكد الحرص على صيانة هذا المخزون الثري، والحفاظ عليه، والتعريف بدوره في تشكّل الذاكرة الجماعية للشعوب والأمم وتجذر هويتها وانفتاحها على بعضها.ومن جانبه، قال الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة عبداللطيف البعيجان إن التراث والثقافة الكويتيان لهما دور في التنمية الاجتماعية، مؤكدا دور الشباب في نشر الثقافة، لافتا إلى أن البداية تكون من النشء بمساعدتهم على تنمية روح البحث والدراسة والتمحيص في ما يخص موروثهم الثقافي وتعليمهم كيفية الحصول على المعلومات، من خلال المؤسسات التي تهتم بالطفل، مبينا أن هناك مدارس تنتمي لليونسكو تنمي روح الثقافة لدى الطالب من خلال مشاركته وتفاعله مع "أيام اليونسكو"، مشيرا الى أن 58 مدرسة منتسبة لـ"اليونسكو" تطبق معايير البنود والبرامج التي تقدمها اللجنة الوطنية الكويتية.التنمية المستدامةعلى صعيد متصل، قال الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة زين الأردن والبحرين، رئيس مجلس إدارة شركة الرؤية العالمية للاستشارات والتدريب، د. أحمد الشطي، إن التنمية المستدامة في ظل سرعة التطور في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتطلب تحويل الأعمال من الجهد العضلي الى الجهد العقلي، لافتا الى أهمية المعرفة كطريقة لتطوير الإنتاج، مؤكدا أن المعلومة تحتل أهمية كبيرة لعمل التنمية الاقتصادية، وبالتالي لا نحتاج الى استشارات ضخمة، مبينا أن ربط الثقافة والاقتصاد بتكولوجيا المعلومات يؤدي الى سرعة انجاز التنمية، مشيرا الى أهمية استغلال الأفكار الشخصية وتحويلها إلى خدمات جماهيرية يستفيد منها المجتمع.ولفت إلى أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بمنزلة المنصة للنشر الثقافة ومنبر للمثقفين، ووسيلة لتبادل المعلومات، مضيفا أن سوق العمل بحاجة الى مستثمرين مفكرين ومبدعين، مشيرا الى أهمية تمكين الأجيال القادمة من تحقيق أفكارهم البناءة ورعايتها بما يعود على الوطن بكل خير.وعن دور النوادي الثقافية في تطوير العنصر البشري كقائد للتنمية المستدامة، قال مدير مشروع "الجليس لتعزيز إعادة القراءة"، سليمان العبدالهادي، إن "الشباب في حاجة إلى القراءة لتوسيع آفاقهم وتنوع مداركهم لمواجهة التحديات المستقبلية".القيم الإنسانيةواستدل العبدالهادي بتجربة قصي بن كلاب بن مرة كأول من أسس منظمة لإرساء القيم العامة الإنسانية الموجودة في ذلك الوقت في جزيرة العرب التي كانت تحدها من الشرق حضارة الفرس، ومن الشمال حضارة الروم، ومن خلفها حضارة الأحباش.وبين أن ابن مرة استطاع من خلال المنظمة التي كونها من أعيان العرب، وسماها "دار الديوان" التي كانت بمنزلة برلمان العرب والصالونات الثقافية في ذلك الوقت، أن يمكن المجتمع من رسم مستقبل المنطقة.
محليات
ندوة «الإخاء الوطني»: النمو الثقافي لأي مجتمع ثراء وقوة محركة للتنمية المستدامة
19-05-2015