أردوغان يترأس اجتماع الحكومة التركية للمرة الأولى كرئيس للدولة

نشر في 19-01-2015 | 13:34
آخر تحديث 19-01-2015 | 13:34
No Image Caption
يترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأثنين للمرة الأولى اجتماعاً للحكومة كرئيس للدولة في خطوة رأت فيها المعارضة مؤشراً إضافياً إلى تزايد تسلط حكمه.

وفاز أردوغان بالرئاسة في انتخابات أغسطس بعد توليه رئاسة الوزراء لأكثر من عقد، وسيرأس اجتماع مجلس الوزراء اعتباراً من الساعة 11,00 (09,00 ت غ) في قصره الرئاسي الضخم المثير للجدل في ضواحي أنقره.

ويحق للرئيس بموجب الدستور ترؤس جلسات حكومية التي يرأسها بالعادة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، غير أن سلفي أردوغان في منصب الرئاسة أحمد نجدت سيزير وعبدالله غول لعبا دوراً شكلياً بشكل عام ولم يترأسا أي جلسة حكومية.

وكان آخر رئيس قام بذلك سليمان ديميريل الذي حكم البلاد منذ 1993 إلى 2000، وسيكون أردوغان الرئيس السادس في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة التي تأسست في 1923 الذي يترأس جلسة للحكومة.

في أثناء ترؤسه للحكومة لأكثر من عقد من 2003 إلى 2014 أدخل أردوغان تغييرات كبيرة على البلاد ولقي اشادة لتسريعه التنمية والتطوير وكذلك اتهامات بفرض الأسلمة والتسلط على ديموقراطية البلاد العلمانية.

وشكلت انتخابات أغسطس المرة الأولى التي ينتخب فيها رئيس تركي مباشرة من الناخبين، وأكد أردوغان أنه بات لديه تفويض شعبي ليكون قائداً فاعلاً وقوياً.

وكان الرؤساء الأتراك في السنوات الأخيرة يلعبون أدواراً شكلية ويكتفون بالإشراف على الأمور فيما كان رئيس الوزراء والبرلمان أصحاب السلطة، إلا أن أردوغان أجرى بعد ستة أشهر بالكاد في المنصب، تعديلات جعلت الرئيس الرجل الأول في البلاد في جميع القضايا الرئيسية، بما في ذلك السياسة الخارجية.

غير أن المعارضة اتهمت أردوغان بالتصرف باستبداد متزايد وبتشكيل "حكومة ظل" خاصة به تتمتع بسلطات تنافس سلطة الوزراء.

ويأتي اجتماع الأثنين مع بدء عام جديد لتركيا التي تجري في يونيو انتخابات تشريعية يسعى فيها الحزب الحاكم العدالة والتنمية إلى أكثرية واسعة من أجل صياغة دستور جديد يرسخ سلطات أردوغان كرئيس.

ويؤكد المعارضون على أن الحريات المدنية والإعلامية شهدت تدهوراً إضافياً في تركيا في عهد أردوغان منذ ستة أشهر التي طبعتها حملة كاسحة على أنصار عدوه اللدود الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

كما يشكو الفنانون من ازدياد ضغوط السلطة الإسلامية المحافظة التي تمثلت حتى الآن بسحب بعض من روائع أحد الموسيقيين من جدول الأوركسترا الرئاسية وتطهير نص مسرحي من ايحاءاته الجنسية وصدور قانون يتعلق بالتمويل الرسمي للثقافة.

واحتل الموسيقي المعروف عالمياً فاضل ساي عناوين وسائل الإعلام التركية، لدى محاكمته بسبب مجموعة من التغريدات الغاضبة التي سخر فيها من الإسلام.

كما أثار الحكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع وقف النفاذ لإدانته "بإهانة القيم الدينية" احتجاجات شملت كل أنحاء العالم.

وأثار رجب طيب أردوغان الاستغراب بتصريحات بدت أكثر غرابة على غرار التاكيد أن المسلمين اكتشفوا أميركا قبل كريستوف كولمبوس وأن النساء لسن متساويات مع الرجال.

وما يرمز إلى ترويج أردوغان لرئاسة قوية هو القصر الرئاسي الشاسع الذي افتتح في العام الفائت، إذ أن الرئيس أكد أنه يحتاج إليه كرمز "لتركيا الجديدة" القوية، فيما يعتبر المعارضون أنه مؤشر جديد على تسلطه المتزايد.

وكان الرؤساء السابقون منذ مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال يعملون في قصر جانكايا الأكثر تواضعاً في وسط أنقرة.

ويتألف القصر الجديد من 1150 غرفة وكلف بناؤه حوالي 490 مليون يورو (615 مليون دولار).

back to top