صنّفت تركيا ضمن أكبر 10 أسواق عالمية في معدلات نمو أسعار العقار، كما أنها حلت في المركز الثاني لأكثر أسواق العقارات جاذبية في العالم، وذلك بالتزامن مع إفساح المجال للمستثمرين الأجانب للمشاركة في برنامج إعادة أعمار يشمل نحو 6.5 ملايين وحدة عقارية، ويستمر 20 عاماً لتجديد العقارات التركية.

Ad

قال المدير العام لمجموعة المسار لتنظيم المعارض والمؤتمرات سعود مراد، إن المسح الذي أجرته الشركة والذي ضم أكثر من 40 شركة مشاركة في معرض المسار للعقار والاستثمار حول أفضل وجهات الاستثمار العقاري الدولي في 2015، بين أن وجهات بريطانيا وتركيا والبوسنة ولبنان وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والسعودية والأردن هي الأكثر جاذبية للاستثمارات العقارية الكويتية، خصوصاً بعد اضطرابات الربيع العربي الجيوسياسية التي أعادت تشكيل وجهات الاستثمار المفضلة للكويتيين. جاء حديث مراد خلال الندوة التي عقدت أمس حول الأسواق الأكثر جاذبية للاستثمار العقاري في 2015 بمشاركة عدد من الشركات المشاركة في معرض المسار للعقار والاستثمار الذي ينطلق 4 يناير المقبل، حيث أوضح أن محدودية الفرص العقارية في السوق الكويتي نتيجة احتكار الدولة للأراضي لاعتبارات نفطية وعسكرية أدت إلى زيادة التدفقات الاستثمارية الكويتية إلى العقارات الدولية بواقع 22 في المئة في عام 2014.

 وأضاف أن هناك حزمة من الدول استفادت من اضطرابات الربيع العربي التي مازالت تداعياتها تلقي بظلال سلبية ثقيلة على القطاع العقاري، وهو ما يؤكد أن الاستقرار السياسي أساسي للاستثمارات العقارية، مبينا أن هناك حزمة من الأسواق استفادت من اضطرابات الربيع العربي مثل بريطانيا حيث ساهمت الفوضى والأوضاع غير المستقرة بدول الربيع العربي في رفع أسعار العقارات داخل بريطانيا مع نمو الطلب من مستثمرين قادمين من دول عربية على العقارات والمساكن.

وأشار الى ان تركيا استفادت أيضا من اضطرابات الربيع العربي، ولعل أبرز دليل على ذلك حمى شراء الكويتيين للعقارات في تركيا بعدما كانوا يقصدونها للسياحة والتسوق فقط، لافتا إلى أن مؤشر نايت فرانك العالمي صنف تركيا ضمن أكبر 10 أسواق عالمية في معدلات نمو أسعار العقار، كما أنها حلت في المركز الثاني في قائمة «ارنست اند يونغ» لأكثر اسواق العقارات جاذبية في العالم وذلك بالتزامن مع إفساح المجال للمستثمرين الأجانب للمشاركة في برنامج إعادة اعمار يشمل نحو 6.5 ملايين وحدة عقارية ويستمر 20 عاما لتجديد العقارات التركية القديمة، في حين يبلغ العائد الايجاري للعقارات في تركيا نحو 5.4 في المئة وهي نسبة تعد ضمن الأعلى عالمياً.

الأسواق الجاذبة

ومن ناحيته، قال المدير التنفيذي لشركة اتش ام جي الكويت حسن قدومي، إن أسواق أوروبا والولايات المتحدة الأميركية فضلاً عن الإمارات تمثل أسواقا جذابة للاستثمار العقاري، لأنها توفر للمستثمرين عوائد جيدة، مضيفا «درسنا هذه الأسواق بعناية ويمكن التأكيد على أن السوق العقاري الأميركي ما زال يتمتع بتدفقات استثمارية أجنبية جيدة تعتبر الولايات المتحدة الأميركية دولة آمنة سياسيا واقتصاديا وأنظمتها واضحة وشفافة في المعاملات التجارية، كما أن هناك توجهاً كبيراً من المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو الاستثمار في الأسواق العقارية في أميركا الشمالية في ظل المؤشرات الاقتصادية الجيدة خلال الفترة الماضية».

الاستثمار في البوسنة

وبدوره، أوضح مدير إدارة المبيعات في شركة انفينتي العقارية أحمد الشمري أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في شهية شراء العقارات في البوسنة وتركيا بالنسبة للمستثمرين الكويتيين نتيجة الأسعار التنافسية والاستقرار السياسي، فضلاً عن الطبيعة الخلابة والاعتماد على السياحة حيث ان الاستثمارات الكويتية بالقطاع العقاري في البوسنة قفزت بواقع 67 في المئة خلال العام الجاري مما يؤشر إلى جاذبية الاستثمار في البوسنة.

وتابع الشمري أن الاستثمارات الخليجية في تركيا سجلت زيادة كبيرة في قطاع العقار، حيث بلغ إجمالي العقارات التي اشتراها مستثمرون خليجيون خلال العام الحالي نحو مليوني متر مربع، بينما حلت تركيا ضمن قائمة أكبر 5 أسواق جاذبة للاستثمارات العقارية في العالم خلال عام 2014، لافتا إلى أن عدداً من الدول العربية، وبخاصة دول الخليج، تدخل ضمن الدول المسموح لموطنيها بشراء العقارات في تركيا، حيث تشجع المستثمرين على الاستثمار في القطاع العقاري في تركيا بشكل خاص، وتكفل القوانين إمكانية تملك الأجانب في تركيا للعقارات وهو ما دفع الكثير من المستثمرين لاقتناء العقارات في تركيا.

السوق الإماراتي

ومن جهته، أكد نائب مدير إدارة المبيعات في شركة المباني الذكية محمد فهد أن الشركة تستثمر في أسواق دبي والسعودية وبريطانيا وتركيا، مشيراً إلى أن متوسط العائد على الاستثمار في السوق الإماراتي يتراوح بين 10في المئة و12 في المئة، بينما يبلغ متوسط العائد على الاستثمار في بريطانيا نحو 10 في المئة سنوياً.

وأضاف الفهد ان الكويتيين يحلون في المركز الثالث في قائمة أكثر الجنسيات الخليجية استثماراً في العقارات في دبي في النصف الأول من العام الجاري، في حين تصدر السعوديون القائمة ذاتها، حيث بلغت قيمة إنفاقهم 3.4 مليارات درهم (925 مليون دولار)، في حين أنّ القطريين اشتروا عقارات بقيمة 1.5 مليار درهم (408 ملايين دولار)، واشترى الكويتيون عقارات بقيمة 839 مليون درهم (228.3 مليون دولار) والعمانيون عقارات بقيمة 482 مليون درهم (131.2 مليون دولار) والبحرينيون عقارات بقيمة 247 مليون درهم (67.2 مليون دولار).

ومن جانبه، قال المدير العام في شركة عين بروج العقارية عماد شاهين أن السوق العقاري اللبناني تأثر سلباً بالاضطرابات الجيوسياسية في سورية غير أنه مازال يحظى بالجاذبية، حيث حلت لبنان من بين أفضل 12 عاصمة عالمية للاستثمارات العقارية في العالم، والتي تعد من أكثر المدن التي ستقدّم أفضل العائدات المالية خلال السنوات القليلة المقبلة إلى المستثمرين العقاريين وفقاً لمسح أجرته شركات متخصصة، حيث تشير البيانات إلى زيادة المبيعات العقارية في لبنان بواقع 16.3 في المئة على اساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري، ما أسفر عن ارتفاع القيمة الاجمالية للمبيعات العقارية بنسبة 35.8 في المئة، بينما ازدادت مساحات رخص البناء الجديدة بنسبة 18 في المئة في الفترة ذاتها.