«وصلت للرياضة بعد!»
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لكن مهما بلغت حدة المنافسة والغيرة حتى المؤامرات الكروية كما يحصل دائماً، حيث يهدي فريق الفوز لفريق آخر نكاية بالمنافس، فإن إقحام اللغة الطائفية والتخوين الوطني في هذا المجال أمر لا يمكن السكوت عليه، فالرياضة في مناسبات عديدة تستثمر للتقارب وتخطي الأزمات السياسية أو لجمع الفرقاء حول قضية إنسانية في حالات الكوارث، ومن الخطورة أن تستغل للهدم والتباعد كما يحدث عندنا حالياً.إذا كانت حال الرياضة أساساً في الحضيض على مستوى الخدمات والبنى التحتية والملاعب وفساد الاتحادات والأندية، وهبوط المستوى الفني الذي حرمنا حتى من المنافسة في كأس الخليج، وجنينا النتائج الكارثية في البطولة الآسيوية، فلماذا نتوّج هذه المآسي بانعدام الأخلاق وسوء السلوك دون حسيب أو رقيب أو أي إجراءات تأديبية؟ وكيف نخلق منتخبات وطنية من لاعبين يمثلون مختلف المكونات الكويتية في ظل هذا النوع من التوتر والاستقطاب؟ إن سوء الأدب والانحراف الخلقي ظاهرة بشرية ولها تطبيقات في مختلف دول العالم، ولكن نجد الحزم والعقوبات الرادعة ليس فقط على اللاعبين إنما على الملّاك والجماهير حتى الشركات الراعية في حالات التصرفات العنصرية؛ لأن ذلك خط أحمر في المعايير الأخلاقية لتبعاتها الخطيرة.كنا نترقب من إدارة نادي القادسية، ومن بعد ذلك من الاتحاد الكويتي لكرة القدم، موقفاً مسؤولاً يرتقي إلى عراقة هذا النادي وتاريخه لمحاسبة بعض لاعبيه على تصرفاتهم المشينة وعباراتهم الاستفزازية والمذهبية التي جرحوا بها حتى زملاء لهم في النادي نفسه، والطاقم التدريبي والجماهير القدساوية، وذلك من تلقاء نفسها، وكذلك الحال بالنسبة إلى الاتحاد الكويتي، أما اللاعبون فكنا نتوخى منهم الرجولة الرياضية والشجاعة الأدبية للاعتذار عما بدر منهم في لحظة قد تكون انفعالية وحماسية، وليس التبرير بتلك الطريقة السخيفة التي تؤكد أننا في ديرة "لا تترّقع"!