كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة

Ad

فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه

لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ

سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا

واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة

ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً

فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ... ثـرثرة

والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ

فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة

فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا

واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة

كلمات الشاعر المصري مصطفى الجزار راقت لي ونقلتها حين ذرف جواد عبدالله «قبقب» الرياضة الكويتية ورئيس رابطة مشجعي منتخب الكويت والعربي السابق الدموع بعد تعادل فريقه الأخضر مع غريمه التقليدي القادسية وسط حضور جماهيري بلغ 25361.

نعلم جميعاً أن الخسارة لم تُبكِ «القبقب» فكيف يبكيه التعادل! فدموع جواد لم تكن نتيجة المباراة، إنما على سنوات الضياع التي تعيشها الرياضة الكويتية، سنوات عجاف حرمته ممارسة هوايته وخنقت صوته في حنجرته، ولم يعد قادراً على التعبير عن حبه «للعبته» وهو يرى ويسمع المكايد والدسائس والضرب تحت الحزام، كان يظن أن الخلل الإداري سينصلح مع الأيام التي طالت وأصبح اليوم بشهر والأخير بسنة دون أن يتغير شيء وهرِم أسد المدرجات وقبقبها ولم تدخل الفرحة قلبه، فبات لسان حاله يردد كلمات الشاعر:

وحصانك العربي ضاع صهيله

بين الدويّ... وبين صرخةِ مجبرة

انتظر كبير المشجعين، الذي ذاع صيته وعلا صوته أيام علو كعب الرياضة الكويتية كثيراً ليحتفل ويرقص فرحاً بعودة درع الدوري إلى القلعة الخضراء بعد غياب 13 عاماً وأصبحت الجماهير التي قادها لسنوات تلامس مجداً جديداً التفّ جميع المتخاصمين من أجل تحقيقه ليصبح واقعاً... لكن «بفاعل» وبغيره استدارت دفة مركب الأخضر التي تحمل الدرع إلى اتجاه إجباري أمس الأول من المنصورية إلى كيفان وكأن ما حدث اختطاف!

دموع جواد التي ذرفها على مرأى من جماهير المباراة بعد صافرة الحكم جاءت حين استدار ورأى صمت المدرجات وخيبة الأمل على وجوه من حضر بعد أن أيقن وقتها أن الدوري ضاع وأن الحلم الذي انتظره وغيره منذ بداية الموسم قد تبدد، وسمع هتافات تحمل نفساً خبيثاً من لاعبين توحي بأن النوايا لم تكن صافية، وأن اللعب كان «غير نظيف».

«القبقب» يعي تماماً بواطن الأمور، ويعرف ما حدث في لقاء الكويت والقادسية، هو ليس خبيراً ولا مدرباً، لكن سنوات الخبرة في الملاعب تفضله على كثير من النقاد في هذا الشأن... لم يعد هناك وقت كافٍ للكلام، فكان الدرع «ياما كان»، فدموع القبقب هي الأبلغ في التعبير... فما نقول إلا كفكف دموعك، ونختم بقول نفس الشاعر:

عجز الكلام عن الكلام... وريشتي

لم تبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة