قمة ثلاثية في القاهرة لتطويق تركيا وحماية «المتوسط»
• السيسي وأنستاسيادس وساماراس ناقشوا التعاون والإرهاب • مقتل 19 تكفيرياً وتدمير مخازن في سيناء
احتضنت القاهرة، أمس، قمة ثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان، ناقشت سبل دعم التعاون المشترك في جميع المجالات، وخصوصا في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن إعادة ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث، وسط رفض لإجراءات تركيا في شرق المتوسط، واصفين إياها بالاستفزازية.
التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء جمهورية اليونان أنتونيس ساماراس، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن «اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، فضلا عن التنسيق حول القضايا المشتركة، وخصوصا في مجالات مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتجاري، وإعادة ترسيم الحدود البحرية».البيان الختامي للقمة الثلاثية، جاء وفق خبراء في العلاقات الدولية متوازناً، وإن كان يستهدف تطويق تركيا، حيث أعلن الرئيس المصري الاتفاق مع قادة دولتي اليونان وقبرص على مواجهة الإرهاب والتطرف، فضلا عن دعوة الدول الثلاث تركيا إلى وقف ما سموه «المسح الزلزالي»، الذي تجريه في المناطق البحرية لقبرص، والامتناع عن أي نشاط مشابه في المستقبل، إلى جانب الدعوة إلى تسوية عادلة وشاملة للمشكلة القبرصية، وفقاً للقانون الدولي.وقال السيسي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في قصر الاتحادية الرئاسي: «تعاوننا يحمي مصالحنا، ويحقق الاستقرار في شرق المتوسط، كما يحقق الرفاهية والسلام لشعوبنا».وبدا اهتمام القمة الثلاثية بالملفات الخارجية، حيث أوضح السيسي، أن المشاورات تناولت الأوضاع في المنطقة، خصوصا فلسطين وسورية والعراق، إضافة إلى الوضع في ليبيا وكيفية دعم مؤسساتها الشرعية المنتخبة، إلى جانب مواجهة الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها.وفي الوقت الذي ناقشت فيه القمة الثلاثية، الاستفزازات التركية في الجزيرة القبرصية، شدد الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس على أن القمة الثلاثية ليست موجهة ضد أحد، وأنها قمة تستند إلى مبادئ وقيم القانون الدولي لدعم السلام، قائلا: «تم بحث كيفية إعادة وحدة الجزيرة القبرصية داخل دولة فيدرالية، تحددها قرارات مجلس الأمن والاتفاقات بين الجانبين»، داعياً تركيا إلى «إبداء حسن النية واتخاذ خطوات بناءة في هذا الاتجاه».من جانبه، شكر رئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس، دعوة الرئيس السيسي لعقد القمة الثلاثية، التي وصفها بـ»المهمة»، موضحاً خلال كلمته في المؤتمر الصحافي أنه تم تبادل الآراء إزاء الأوضاع في ليبيا والعراق وسورية ولبنان والقضية الفلسطينية، وجهود إعادة توحيد شطري جزيرة قبرص، في إطار احترام العدالة والتاريخ، رافضاً التجاوزات التركية تجاه قبرص، وداعياً إلى تدشين تعاون طويل للتصدي للإرهاب. الحرب على الإرهاب على صعيد آخر، وفي إطار حرب الجيش على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، أعلن المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، أمس، أن حصيلة العمليات التي قامت بها عناصر الجيش منذ تصديق المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس السيسي على خطة مكافحة الإرهاب في مصر، في 25 أكتوبر الماضي، أسفرت عن مقتل 19 من العناصر الإرهابية، وضبط 249، وتدمير 306 مقار للعناصر الإرهابية، وتدمير 3 مخازن للأسلحة والذخائر.في السياق، بثت صفحة منسوبة لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي على موقع «تويتر»، أمس الأول، تسجيلا صوتيا، على (يوتيوب) توعد فيه الجيش المصري بمزيد من الهجمات، محذرا المصريين من الانضمام لصفوف الجيش، وتضمنت الكلمة التي حملت عنوان «لماذا نقتل الجنود» لأبي أسامة المصري: «قاتلنا الجنود لكونهم جنود الفرعون، ولمشاركتهم في قمع المجاهدين وأهالي سيناء».الوفد الأميركيإلى ذلك، يبدأ كبير مستشاري وزير الخارجية الأميركي السفير ديفيد ثورن، زيارة مهمة إلى القاهرة اليوم على رأس وفد من غرفة التجارة الأميركية تستمر 3 أيام، ويُعد الوفد أكبر وفد اقتصادي أميركي يزور مصر عقب تولي السيسي مقاليد الحكم، حيث يضم الوفد ممثلين من بنك «التصدير والاستيراد» الأميركي ومؤسسة «الاستثمارات الخاصة عابرة البحار الأميركية»، إلى جانب كبرى الشركات.في سياق منفصل، قال وزير المالية المصري هاني دميان، أمس، إن مصر أرجأت مؤتمرا مهما يهدف إلى دعم الاستثمار وتقديم المساعدات من شهر فبراير إلى منتصف مارس، حتى لا يتعارض مع عطلة في الصين بمناسبة العام الصيني الجديد.وقال دميان إن عقد المؤتمر في فبراير يعني غياب عدد كبير من المستثمرين والمشاركين.ولم يعلن الوزير الموعد الجديد لعقد المؤتمر. وكان مقررا عقده يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من فبراير.