اعتبر الشاعر والمصور الفوتوغرافي، محمد السالم، الحرف العربي من أهم العوامل التي تساهم في انتشال الناطقين بلغة الضاد من الهاوية والانحدار الثقافي، مبينا أنه يمثل الهوية الثقافية الفنية والجمالية لمنطقة جغرافية عريضة تمتد من أسوار الصين إلى تخوم الأندلس.

Ad

وقال السالم، ضمن أمسية ثقافية نظمها ملتقى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الأول بعنوان «الحرف العربي رحلة ضوء» بجمعية الخريجين، وسط حضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في دولة الكويت، إن الحرف هو أهم عناصر التكوين، على ظهره حمّل الفن الإسلامي عنفوان ما يحمله من عناصر القوة والانفعال التجريدي، وما بين الرسم والشكل والفن والحرفة طاف الحرف العربي وطفا على بقية الفنون في المنطقة الإسلامية، لكن أريد له أن يبقى أسير «المدارس التقليدية» والحس السياسي والموقف الأيديولوجي، حبيس النقل والتقليد والمحاكاة.

واستعرض السالم أبرز ملامح تطور الحرف العربي التشكيلي والتعبيري في اللوحة الحروفية المعاصرة، وأهم المدارس الفنية المؤثرة فيه، كما عرج على مفهوم التقليد والأصالة في الحرف واتجاهات علم الجمال، وكيف تأتّى لهذا الجواد أن يتفلت من عقاله الكلاسيكي مشرفاً على أطلال الماضي، لينطلق حرا خفيفا سائلا في فضاء المنجز الفني دون حدود، وإلى أبعد الأعماق متجاوزاً كل النظريات والعوائق المسبقة.

وعن تنوع أشكال التعبير في الحرف العربي، أكد السالم أن كل الشعوب العربية لها تصور فكري خاص للخطوط العربية وطريقة توظيفها، وكما نرى أن أشكال الخطوط العربية موجودة في كل مكان في المساجد والحوانيت والحانات وملاعب القمار وفي أماكن الدفن وأماكن البناء والعمران.

 وأضاف انه في حالات الأزمات المجتمعية والانحطاط الثقافي يجب أن نحافظ على ما سيلتقطنا من هذه الأزمات، مبينا ان الحرف العربي هو أحد هذه العوامل التي ستلتقطنا من الهاوية والانحدار الذي نعيشه في المجتمعات العربية بالوقت الراهن، ولطالما حورب الإبداع في الظروف الاعتيادية. الدعوة للجميع اليوم للمحافظة على بعض المبدعين الموجودين في الوقت الراهن ربما نستفيد منهم في المستقبل.