جابر النعمة يتجرع مرارة خيباته في ملتقى الثلاثاء
تنوعت قراءات الشاعر جابر النعمة بين الموت وخيبة الأمل، في الأمسية الشعرية ضمن الموسم الثقافي لملتقى الثلاثاء.
أقام ملتقى الثلاثاء مساء أمس الأول أمسية شعرية للشاعر جابر النعمة، في جمعية الخريجين، بحضور عدد من المهتمين ومحبي الشعر، وقدمها محمد السالم.واستهل الشاعر جابر النعمة اشعاره بنص يركز على صور من الظلم والقسوة التي تدفع الإنسان إلى الاستبداد والتنكيل بالآخرين، منتقيا مشاهد حدثت في أزمنة كثيرة كما يتنبأ بما سيحدث من خلال نظرة تغلفها السوداوية: جردوه من الاسم/ من حلمه المتكرر/ من موته مثلما يتصور أو يشتهي/ من محاولة لاكتشاف العداوة/ بين الزمان وبين المكان/ وساقوه نحو النهاية/ كي يعرفوا أوّله.
وينتقل الشاعر إلى صور أكثر قتامة من خلال مفردات تتقاطر منها الدماء في الأبيات التالية:ورطوه بحاضره وبماضيه/ أعطوه حنجرة لا تغني ولساناً طويلاً/ يُجرُّ به نحو قاتله/ وعاءَ دم/ فيه يغمس أحلامه/ لم يعيدوا لعينه شيئاً رآه، محوهُّ.محَوا وجهه،/ حرموه البكاءَ على نفسه،/ سلبوا كل ما كان له/ كادَ يَنسى... ويُنسى/ ولكنه كان يصرخُ/ يرقص مثل الشرارةِ/ وهي تُحفّز ذاكرة القنبلة. وقرأ الشاعر قصيدة تركز على الحرية المسلوبة، نقتطف منها:أنا حرٌّ، لكن/ حين كسرتُ القلمَ انكسرت قدمي/ سأحلقُ فوق البحروأمنح للنورس أغنيتين... وألف جناح وسماءً/ أوسعَ من جرحي وهواءً/ أنقى من حلمي/ وأعيدُ صياغة بعثرةِ الاصداف على الشاطئ/ لأحرر باب التاريخ الهشَّ... من المفتاح.وختم بقصيدة تجرع فيها خيباته المتكررة، حيث قال: خيبةٌ/ حين أصغي الى الموت/ أكثر من ساعةٍ/ ثم لا أتمنى سواه صديقاً، وحلماً،/ كيف يمكن أن ينجو الموتُ مني؟، كم كنت أخشاهُ،/ لكن يظلُّ السؤال: كيف نحيا ؟ ووجهُ الزمان الغريبُ/ يقدس رمل القبور ويمحو الجبال ؟/ كيف نحيا؟ إذا كان وجه الزمان الجديد قديمٌ.يذكر ان الشاعر جابر النعمة طالب في كلية الآداب، لغة عربية وفلسفة، وشارك في العديد من الأمسيات بالجامعة وخارجها، وهو من مواليد 1992.