هل تعلم عزيزي القارئ أن الموظف الياباني يحب عمله حباً جماً بدليل أنه يتبرع يوميا بساعة من وقته لخدمة المكان الذي يعمل فيه بدون مقابل مادي، إضافة إلى ساعات العمل المقررة عليه، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حبه وإخلاصه وتفانيه في عمله.
في أميركا شاب عمره 16 سنة خصص يومين في الأسبوع ليجلس مع رجل أعمى متقاعد في المكتبة يقرأ عليه الكتب التي يختارها الرجل الأعمى.موقف التبرع بالوقت في اليابان ذكرني بموقف حصل معي في عام 1992 عندما كنت رئيسا لقسم التربية الإسلامية في مدرسة عبدالله بن مسعود المتوسطة بنين في منطقة الدوحة، في اجتماع القسم طلبت من المعلمين أن يحضروا إلى المدرسة قبل طابور الصباح بنصف ساعة، وذلك لمساعدة بعض تلاميذ الصف الأول المتوسط كونهم ضعافا في قراءة القرآن الكريم، بسبب عام "الدفش" عفواً عام الدمج الذي اجتاز فيه التلاميذ الصفين الثالث والرابع الابتدائيين في "6" شهور فقط، والنتيجة المؤلمة ضعف مخرجات عام الدمج في كل المراحل التعليمية خاصة المرحلة الابتدائية.وافق المعلمون على الحضور قبل طابور الصباح بنصف ساعة لتدريس التلاميذ الضعاف... لكنهم اشترطوا مقابلا ماديا نظير تدريسهم وفشل المشروع!الموظف الياباني يتبرع بساعة من وقته لخدمة مكان عمله، والمعلم العربي يبخل بنصف ساعة من وقته لتدريس تلاميذ مدرسته ويطلب مقابلا ماديا لتدريسهم.للأسف تحول التعليم في عصرنا من رسالة سامية إلى مهنة لكسب المال، وخير مثال انتشار الدروس الخصوصية كانتشار النار في الهشيم في كل بيت وكافيه ومقهى وشقة.* آخر المقالزار موجه اللغة العربية أحد المعلمين... فأعجب بطريقة تدريسه لتلاميذه، وقال له: أنت ممتاز لكن عندي ملاحظة على تدريسك، لماذا ينطق تلاميذك حرف الجيم "دالاً"؟ المعلم: ده اللي مدنني!
مقالات
التبرع بالوقت
25-10-2014