تحدث الشاعران عبدالله الفلاح ومحمد السالم في الحلقة النقاشية التي أقيمت ضمن الموسم الثقافي 2014-2015 مدافعين عن رواية «ذكريات ضالة» لعبدالله البصيص، التي منعتها الرقابة. 

Ad

نظمت رابطة الأدباء الكويتيين أمس الأول حلقة نقاشية ضمن الموسم الثقافي 2014-2015 بعنوان «ذكريات ضالة لعبدالله البصيص بين النقد والرقابة»، بحضور أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميض وعدد من الأدباء والمثقفين، وقدمها الشاعر إبراهيم الخالدي وشارك فيها الشاعران عبدالله الفلاح ومحمد السالم.

في البداية، تحث الخالدي بإيجاز عن «ذكريات ضالة» واوضح أن أحداثها تدور عن مرحلة من مراحل الطفولة وهي فترة جيل الثمانينيات، وتناقش مجموعة من القضايا الهامة في الكويت منها قضية البدون وأيضاً تتحدث عن قضايا الغزو وتمايز التطبقات الاجتماعية، واعتبر الخالدي أن رواية «ذكريات ضالة» عملاً مشرفاً للثقافة الكويتية واستغرب سبب منعها من قبل الرقابة في الكويت.

وأضاف: تعرفت على عبدالله البصيص من خلال مشاركته في برنامج «شاعر المليون» حينما حصل على مركز متقدم في المسابقة، فعرفته شاعراً متميزاً، ولكن المبدع دائماً يكون متصلاً بكل أنواع المجالات التي يتعاون معها لذلك عبدالله كان شاعراً يميل إلى التيار الحديث، ويناقش القضايا الإنسانية في شعره وفي مجموعاته القصصية التي قدم من خلالها نموذجاً مختلفاً من المجموعات القصصية بحيث صاغ التراث بصياغة إبداعية واتخذ نماذج موجودة في التراث الشخصي وليس العام خصوصاً في مجموعته «الديوانية».

وتابع: رواية عبدالله البصيص لن تجدوا نسخا منها في معرض الكتاب القادم في الكويت بسبب قرار الرقابة بمنعها، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منع رواية بهذا الحجم، فقد سبق أن منعت الرقابة عددا كبيرا من الروايات والأعمال لا تستحق كل هذه الضجة، في المقابل هناك بعض الأعمال سمحت بها الرقابة وتحمل كماً هائلاً من المحظورات.

من جانبه، تحدث عبدالله الفلاح عن «اللغة الشعرية» في رواية البصيص من خلال قراءة قصيرة، بحيث أوضح أن الكثير من الشعراء أصبحوا يستخدمون نصوصاً شعرية من خلال السرد، وتطرق إلى بعض النماذج الحية لاستخدام اللغة الشعرية في أعمال السرد، وأضاف: اتكأ البصيص على لغة سردية جميلة بيد أن طعمه بنكهة شعرية في مواقف معينة تقدم للمتلقي متعة كبيرة من خلال قراءة الرواية.

 بينما تطرق محمد السالم الى الموضوع الرقابي وأسباب منع الرواية من قبل الرقابة، وأشار إلى استغرابه من قرار المنع، بالإضافة إلى شعوره بالإحباط من الطريقة التي تم التعامل بها مع الرواية والتي على أثرها أقصيت من الساحة الثقافية في الكويت، وتابع: أقصيت الرواية لسبب نجهله تماماً ولا ندري هل ستحصل هذه الرواية على التكريم الذي تستحقه أم لا، وما حدث مع عبدالله البصيص يعني أن هناك تعسفا في تطبيق القانون وتجاوز الإجراءات وهناك عدم التزام بالمادة التاسعة من اللائحة وعدم إعطاء البصيص الوقت الكافي في رفع دعوى تظلم وطعن من قرار المنع، أعتقد أن هناك خللين في هذا الأمر: الخلل الأول، فينا نحن فيجب علينا أن نقوم بفهم الإجراءات في حال منعت أعمال أي منا من قبل الرقابة لمعرفة كيفية الطعن في القرار، والخلل الثاني في القانون فلا يجب أن يطغى القيد على الحرية وهذا الأمر للأسف غير موجود».

من جانبه، تحدث البصيص عن تجربته الوجدانية في كتابة الرواية، وأوضح أنه لم يجد المتعة من خلال كتابة الرواية في سنتها الأولى، بل وجد جميع أنواع المعاناة والتعب بسبب إحساسه الكامل بتفاصيل الرواية وتعايشه معها إلى أن وصل إلى مرحلة التوقف عن الكتابة، لكنه تراجع لإكمال قصص المعاناة من خلال مجموعة من الشخصيات الإنسانية في رواية «ذكريات ضالة».