توجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، مع المستشارة الالمانية آنجيلا ميركل إلى عاصمة بيلاروسيا مينسك لعقد لقاء اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بترو بورشينكو في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق يجنب أوكرانيا حرباً أهلية والمنطقة الأوراسية خضة كبيرة.

Ad

وقال مصدر أمس، إن المحادثات في مينسك ستركّز على سحب الأسلحة الثقيلة وإقامة منطقة منزوعة السلاح في شرق البلاد وبدء حوار بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لموسكو.

ميدانياً، يسعى الجيش الأوكراني، الذي بات في موقع سيء منذ أسابيع، والمتمردون الموالون لروسيا إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي للجلوس إلى طاولة المفاوضات من موقع قوة لإنهاء حرب أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 5400 شخص.

واضطر الرئيس بوروشينكو إلى قطع جلسة برلمانية للإعلان عن قصف مقر قيادة الجيش في شرق البلاد. وقال، إن «مقر قيادة عملية مكافحة الإرهاب أصيب بصواريخ من نوع تورنيدو».

واستهدف القصف أيضاً مناطق سكنية في كراماتورسك الخاضعة لسيطرة قوات كييف.

ويقع مقر القيادة في كراماتورسك على بعد 70 كيلومتراً شمال دونيتسك، معقل الانفصاليين، وعلى بعد 45 كيلومتراً من أقرب موقع للمتمردين.

وقال مسؤولون محليون، إن الضربات أوقعت ستة قتلى في المناطق السكنية المجاورة لمقر القيادة.

وقتل سبعة جنود وستة مدنيين خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق حصيلتين للسلطات الأوكرانية وأخرى للانفصاليين.

وفي جنوب خط الجبهة، أعلنت القوات الأوكرانية إطلاق هجوم مضاد استعادت خلاله ثلاث قرى في شرق ماريوبول الواقعة تحت سيطرة كييف. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني زوريان شكيرياك، إن «معارك عنيفة تدور» في قريتين أخريين.

وفي بريطانيا، أعلن وزير الخارجية فيليب هاموند أن بلاده تحتفظ بحقها في تسليح الجيش الأوكراني ولن تسمح له بالانهيار.

وأوضح هاموند في بيان موجه للنواب: «هذا قرار وطني وعلى كل دولة في حلف شمال الأطلسي أن تقرر ما إذا كانت تريد تزويد أوكرانيا بالمساعدات الفتاكة».

وأضاف أن «بريطانيا لا تعتزم فعل ذلك ولكننا نحتفظ بحقنا إبقاء الموضوع قيد المراجعة». وتابع أن بريطانيا ودول حلف الأطلسي «متفقة على أنه برغم عدم وجود حل عسكري للأزمة، فإنها لن تسمح بانهيار الجيش الأوكراني».

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس الأمن في الكرملين نيكولاي باتروشيف أمس: «إذا قررت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالسلاح، فمن المرجّح أن ترد روسيا على ذلك دبلوماسياً». وأضاف أن «روسيا بلد يحرص بالفعل على حل هذه الأزمة، كل الخطط الأخرى لتعزيز نظام العقوبات والعزلة وإرسال أسلحة، كلها على النقيض خطوات تهدف مع الأسف إلى زعزعة الوضع في أوكرانيا».

يأتي ذلك في سياق رد على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال أمس الأول، إنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن ما إذا كان سيزود أوكرانيا بأسلحة في صراعها ضد الانفصاليين.

(باريس، موسكو/ كييف- أ ف ب، رويترز)