جرّب أن تكون مختلفاً
إنها أصعب إن لم تكن بنظر البعض أسوأ نصيحة ينصحها أحد لآخر: أن تكون مختلفاً عما هو مألوف في مجتمعك الذي يعشق الروتين والناس الذين يسبحون مع التيار ولا يسمحون للآخرين بالسباحة عكسه وهو أن تخوض حرباً تبدأ ولا تنتهي، وأن تثور على معتقد أو أصول أو عادات بالية، هو إعلان العداء على الجميع بدءاً من العائلة والأصدقاء والجيران والمجتمع ككل، حتى إن كنت على صواب فلن يقف معك إلا القليل إن وجد.
مختلف عن الناس لديك عقل يفكر لا عقل معطل منشغل بتوافه الأمور وتسير كما يسير القطيع هو بحد ذاته تحد كبير لذاتك أولاً، وهل أنت قوي أم سترضخ من الجولة الأولى في معركة التغيير. أن تكون مختلفاً يعني أن تصبح قائداً تهدم أصنام الجمود، وتكسر مقولة هذا ما وجدنا عليه أباءنا وأجدادنا، وهؤلاء الآباء والأجداد لا يدري أحدهم "كوعه من بوعه" ولكنها التقاليد والحرام الذي لا أساس له والعيب الذي اخترعناه لنحمي مصالحنا، ويجب أن تسمع كلام الكبير حتى لو كان هذا الكبير "يهلوس" ويهذي وأنت تأتي لتقول: لا لكل هذا! هذه جريمة بحق المجتمع الذي تأسس أساساً فولاذياً على التخلف والهذيان والهلوسة الفكرية. تقف وتقول: هذا لا يعجبني، وأنا لا أصدق، سترتطم بجدارهم الفولاذي، وربما تنكسر جمجمتك وتنزف لكنك لن تموت وأنت واثق من أن ما تفعله هو الحق، بل ستموت أنت وفكرتك إن رضخت لهم، والحق هو أن تفعل ما يمليه عليك قلبك قبل عقلك؛ لأن العقل أحيانا يخدعنا إن تبرمج على أشياء خاطئة فيصدقها، ويعتبرها منهج حياة لا بديل عنه، لكن القلب هو منبع الصدق؛ لهذا يعيش الإنسان صراعاً دائما ما بين عقله المبرمج وقلبه الواعي.سيصفونك بالمتخلف والزنديق والمتغرب والكافر، و... و... وشتى الأوصاف التي تخطر ولا تخطر على بال، وسيرسمون لك أبشع الصور لأنك فقط رفضت إلا أن تكون إنساناً بقلب واع وضمير موجود لا ينام، هم أخذوا أدوية منومة وحقنوها في قلوبهم وضمائرهم فسكتت ولم تعد تشعر بشيء، فنامت نومة طويلة ولا أمل في إيقاظها.وأنت أيها المختلف هل أنت مستعد لهذه الحرب؟