لماذا لا يُحبّ الاستحمام؟
صراخ وبكاء شديد... كان طفلي يغني ويستمتع في الماء. لكنه بدأ يكره الاستحمام منذ فترة.
ما سبب هذا التغير المفاجئ في سلوكه؟
ما سبب هذا التغير المفاجئ في سلوكه؟
انعدام الأمان
يؤكد علماء النفس أن الاستحمام يذكّر الأولاد بالبيئة السائلة في بطن الأم. حين يجلس الطفل وحيداً وسط حوض الاستحمام، لا يشعر بدرجة الحماية التي كان يشعر بها حين كان في بطن أمه. يجسد انعدام الأمان العائق الأول الذي يجب تجاوزه. يتساءل في نفسه: أين أنا؟ ماذا سيحصل لي؟ هل سأختفي في هذا الثقب الذي يشفط الماء؟• الحل: يجسد الاستحمام اللحظة الدقيقة التي يختبر فيها الطفل مصداقية أهله وقدرتهم على الاستجابة لبكائه. من المناسب إذاً طمأنته عبر النظر إليه وهمس كلمات ناعمة ومهدئة.مخاوف ضمنيةقد يكون رفض الاستحمام مرتبطاً أيضاً بتجربة سلبية لم يتجاوزها الطفل أو يستوعبها: سقوط في حوض الاستحمام، ابتلاع ماء، أو دخول الشامبو في عينيه.الحل: لا بد من مضاعفة الحركات الناعمة والحساسة (تدليل، حركات تدليك صغيرة في الماء) لتخفيف وطأة هذه اللحظة. يمكن وضع ألعاب في الماء أيضاً لمساعدة الطفل على تجاوز خوفه. أخيراً، ما الذي يمنع الاستحمام معه كي يتأكد من أن الاستحمام ليس إلا لحظة استرخاء وحنان؟ميل إلى المعارضةبين عمر السنة والنصف والثلاث سنوات، يدخل الطفل مرحلة معارضة والديه. يسعى إلى تمييز نفسه عبر الاختلاف معهما ويتعلّم موقف الرفض منهما. يصبح الاستحمام أحد التحديات في هذه المرحلة الصدامية العابرة.• الحل: من خلال الرضوخ لنزوات الطفل بكل سهولة، سيكوّن انطباعاً بأن سلطته مطلقة. سيمنحه هذا الوهم معايير شائبة وسيطور لديه مشاعر انعدام الأمان. من المناسب في هذه الحالة التفاوض معه وقول عبارات مثل: {ستستحم أولاً ثم سأقرأ لك قصة}. سيولّد وهم الاختيار مشاعر إيجابية لديه. الهدف من ذلك أن يتحول انطباع التحدي إلى شعور بالثقة. الجانب الحركي النفسيما هي آثار الماء على النمو الحركي النفسي لدى الطفل الرضيع؟* تحفيز الحواس المتعددة (البصر، اللمس، السمع، الذوق).* المساعدة على إدراك بنية الجسم.* التقرب من واقع خارجي ممتع وعدائي في آن.* الرغبة في اكتشاف المفاهيم الغنية والمتنوعة والخاصة.* تعلّم التنقل في المساحة.* التعرف إلى البيئة المائية.خطوات فاعلةكلمات حنونة: في وقت الاستحمام، تؤدي كلمات الوالدين دوراً أساسياً. حين تدخل الماء في أنف الطفل وينزعج من ذلك أو في عينيه ويشعر بالوخز، يجب أن تعبّر أمه شفهياً عن المشاعر الممتعة أو المزعجة التي يختبرها خلال الاستحمام. هكذا سيدرك أن ما يشعر به هو جزء من الواقع وأنه يتحكم بمفاهيمه. تساعد اللغة على الفصل بين الأم وطفلها كي يشعر الأخير باستقلاليته. من الضروري أن يتم انتقاء الكلمات التي تناسب مشاعر الطفل. مثلاً: {الماء باردة، لا تتفاجأ من ذلك!}.• دخول الحوض تدريجاً: قد يطرح دخول حوض الاستحمام مشكلة عند بعض الأولاد لأن المواجهة المباشرة مع الماء قد تولّد نوبات هلع. لضمان تحسن الوضع، يوصي الخبراء بالتصرف بطريقة حذرة وتدريجية. اقترحي عليه احتكاكاً تدريجاً. ابدئي أولاً بأطراف الجسم بنعومة: القدمان واليدان خلال دقيقة على الأقل كي يعتاد الطفل على وضعه الجديد. ثم يمكن إنزال مؤخرته في الماء مع إمساكه لطمأنته. أخيراً، أجلسيه في الماء ولا تتركيه ثم اغسليه ببطء من دون القيام بحركات قوية أو مفاجئة.• مشاركة اللعب: لإلهاء الطفل، ضعي بعض الألعاب في الحوض واحرصي على اللعب معه. استعملي قناني بلاستيكية مليئة بالماء كي {تمطر} على رأسه. بهذه الطريقة، سيدرك أن الاستحمام هو لحظة استرخاء ومشاركة مع الأم أو الأب.• فقاعات سحرية: لتغيير تركيبة الماء التي تخيفه على الأرجح، يمكنك ملء الحوض برغوة الصابون التي لا تؤذي العينين. هكذا يتحول الاستحمام سريعاً إلى تجربة ممتعة ويصبح الحوض مكاناً سحرياً.