الإبداع الشبابي يختتم فعاليات الموسم الرابع من «الملتقى الثقافي»
قراءات سردية تميزت بالتنوع والجدية وتناول الهموم الإنسانية
نظم الملتقى الثقافي مساء أمس الأول جلسته الختامية للموسم الثقافي الرابع، وهي تعنى بالإبداع الشبابي والعقبات التي تعترض مشوار الشباب في الكتابة.
نظم الملتقى الثقافي مساء أمس الأول جلسته الختامية للموسم الثقافي الرابع، وهي تعنى بالإبداع الشبابي والعقبات التي تعترض مشوار الشباب في الكتابة.
تأكيداً للغاية الأساسية التي انطلق من أجلها "الملتقى الثقافي"، وهي "تشجيع الإبداع الشبابي الكويتي ومحاولة إيصاله إلى سماوات وشواطئ جديدة، محليا وعربيا، إضافة إلى كسر حضور المنصة في النقاشات الأدبية، ومحاولة ردم الهوة بين مختلف الأجيال المبدعة على الساحة الكويتية" كما أشار مؤسسه الروائي طالب الرفاعي في حوار سابق له؛ اختتم الملتقى موسمه الثقافي الرابع بحضور مجموعة من الأعضاء المؤسسين والداعمين للملتقى من الأدباء والكتاب، في أمسية أدبية شبابية ضمت قراءات مجموعة من الشباب الذين مثلوا جهات عدة؛ مريم الموسوي وسارة البلوشي عن منتدى المبدعين الجدد، وريما حمود ومحمود شاكر عن دار نوفابلس، ودانة السريع وأريج اللهو عن دار بلاتينيوم، وعبدالعزيز رشيد عواد وسلمى المطوع عن نادي إبداع الثقافي في الهيئة العامة للشباب والرياضة، إضافة إلى المشاركات التي جاءت على هامش الأمسية. وقرأ كل من الكتاب الشباب المشاركين مجموعة من النصوص التي كتبوها، متحدثين عن مدخلهم إلى عالم الكتابة ونظرتهم إليها، وعن الطموحات التي يأملونها في خوض عالم الأدب، وعن العقبات التي مرت بهم، وتراوحت النصوص في مستوياتها ما بين الجدية والتأسيس الأدبي واللغوي العميق وبعض القراءات التي تضمنت بعض مواضع الضعف والخلل التي سعى الحضور إلى تحديدها وتوضيحها ومناقشتها بعد فتح باب المداخلات للحضور.
تنوع الأفكار وارتكازاً على النصوص التي تم الاستماع إلى قراءتها؛ وجه الأديب إسماعيل فهد إسماعيل مجموعة من الملاحظات عبر التقاطاته التي دونها عن كل نص؛ وأشاد بالجهود المبذولة والزخم الإبداعي الشبابي، منوها بالكتابة الملتزمة والإحالات غير المباشرة في نص "الزحام" لسارة البلوشي، والشاعرية العالية في نص "بيضاء القلب" لمريم الموسوي، والاشتغال التصويري في الكتابة بمشهدية حاضرة في أسلوب محمود شاكر التي تناسب كتابة النصوص الدرامية للتلفزيون، كما تحدث عن عنصري "الظلال" و"العدم" في نص عبدالعزيز رشيد وما يحيلان إليه بعد تفكيك الرمزين وتعبيرهما عن فقدان الهوية. أما عن نص أريج اللهو؛ فأشاد بما قرأته من روايتها "العام الذي ذبلت فيه الورود"، وفكرة الانتقام التي كانت بعدد الورود المهداة وعلاقتها بالعنوان، وتحدث عن جدية اشتغال سلمى المطوع في نصيها اللذين قرأتهما، إذ جاء أولهما بجرأة في موضوعه الذي ناقش الموت، وقصة للأطفال مشددا على ضرورة الاستمرار في الكتابة للطفل، لافتا النظر إلى "الفانتازيا" في نص ريما حمود ورمز "الـبالونات"، وعمق المشاعر التي دونتها دانة البلوشي في نصوصها. لا للاستعجال في النشر وبينما ركز الأديب إسماعيل فهد إسماعيل على إبراز سمات نصوص الكتاب الشباب؛ وجهت الأديبة ليلى العثمان رسائل موجزة في كيفية الكتابة وضرورة الاعتناء باللغة العربية وعمق الأفكار، وضرورة الابتعاد عن الاسترسال والحشو بلا دلالة أو فائدة للنصوص، مشددة على أهمية القراءة والاطلاع بشكل موسع أكبر، والابتعاد عن استسهال النشر منتقدة بعض دور النشر التي لا تضع شروطا أو اعتبارات لقيمة الكتب عند الطباعة. القاصة منى الشمري انتقدت استخدام اللهجة المحلية بكثافة في بعض النصوص، وبينت ضرورة الاهتمام ببنية القصص التي تتطلب الاطلاع السابق على بنية الكتابة والتكثيف والاهتمام بالسلامة اللغوية، كما عبرت عن ذلك الكاتبة باسمة العنزي التي شددت على ضرورة التروي قبل الطباعة والنشر في الصحف قبل طباعة الكتب. العناية بالنصوص أما د. نزار العاني فلفت النظر إلى البرامج الثقافية الإذاعية بشكل خاص والدوريات الثقافية كمجلة العربي للتوجه إليه والمشاركة في زاوية الكتابة، لما لها من أثر واضح في النقاش والتوجيه والاعتناء بالنصوص المميزة. واختتم مسؤول الملتقى طالب الرفاعي الجلسة موجها إلى الأعضاء المؤسسين والمنتسبين الشكر، مشيدا بالتجارب الشبابية التي انطلق الملتقى من أجلها وأثبتت حضورها في المشهد الثقافي، مؤكدا الملاحظات والتوجيهات التي تداولها الحضور في كلماتهم، ومشيرا إلى كتيب الموسم الثقافي الرابع الذي سيُطبَع قريبا لتوثيق أنشطة الملتقى وفعالياته، وكتاب الملتقى السنوي الذي سيركز على النتاج القصصي في الكويت.