* يتحدث البعض عن حالة «انسداد سياسي» تعانيها مصر؟ ما المخرج من وجهة نظرك؟
- المخرج أن تستشرف وتستشعر السلطة الحالية أنها تتجه إلى أزمة كبرى، تبدو ملامحها، في تقييد الحريات العامة كشرط لمواجهة الإرهاب، والتي يجب أن ترتكز على ركيزتي العدل والحرية، لأن حصار القوى الديمقراطية وإغلاق المجال السياسي بذريعة مواجهة الإرهاب تسببا في فراغ شغله «الإخوان» وجماعات مبارك، وهما الطرفان اللذان قامت ضدهما الثورتان، وبالتالي فمصر مرشحة لتوترات شديدة في المرحلة المقبلة، من جانب الجماعات المتطرفة وغير الحزبية وغير المنظمة، لأن هذه الممارسات لم تقض على «الإخوان» ولكنها تساعد في تمكينهم.* بم تفسر استمرار قانون التظاهر حتى الآن؟- عملياً قانون التظاهر سقط، وما بقي منه هو كبرياء وعناد السلطة الحاكمة، ومقتل الصباغ كان النقطة الفاصلة فيه، فضلاً عن أن البلاد تشهد يومياً العديد من الأشكال الاحتجاجية من مسيرات وتظاهرات ووقفات، والقوى التقليدية من رجالات مبارك في السلطة تضغط للإبقاء عليه.* هل تعتقد أن هناك نية إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية؟- طبعاً، أحاديث البرلمان أصبحت ملهاة كبرى مقصودة، تستنزف جهود القوى السياسية فيما يشبه السراب، فضلاً عن أن القوانين المنظمة للعملية الانتخابية توضع بها عن عمد بنود تؤدي إلى عوار دستوري، وربما يتم الأمر ذاته في القوانين التي تم تعديلها مؤخراً، لأن هناك ميلاً واضحاً إلى تأجيل البرلمان.* كيف تابعت جلسات الحوار المجتمعي التي أجرتها الحكومة مؤخراً مع الأحزاب؟- هذه الجلسات أقرب إلى حوار الطرشان، وهي استكمال لشكل ديكور ديمقراطي، ولا يصح أن يسمى حواراً مجتمعياً ولكنه حوار نخبوي، فضلاً عن أن غالبية المدعوين من بقايا نظام مبارك، الذين يرون أن مصر ليست في حاجة إلى برلمان الآن، لأنه سيعطل الرئيس والحكومة، ورأي آخر في الجلسات يقول إن البرلمان يجب أن يكون ظهيراً للحكومة وللرئيس، وهم يتصورون البرلمان حزباً للسلطة.
دوليات
الزاهد لـ الجريدة•: ممارسات النظام تمكِّن «الإخوان»
29-04-2015