«زيارة» ترصد رحلة البحث عن الحقيقة بعد فوات الأوان
مسرحية قدمتها فرقة «الشباب» على «الدسمة» بالمسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي
يركز عرض «زيارة» لفرقة مسرح الشباب على قضايا فكرية عميقة، باحثاً عن استجلاء الحقيقة عبر رحلة بين الحياة والموت.
يركز عرض «زيارة» لفرقة مسرح الشباب على قضايا فكرية عميقة، باحثاً عن استجلاء الحقيقة عبر رحلة بين الحياة والموت.
قدمت فرقة مسرح الشباب عرض "زيارة" مساء أمس الأول، ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة على خشبة مسرح الدسمة.واستطاع مخرج العمل نصار النصار وضع المتلقي في حيرة من أمره، بحيث تدور أحداث المسرحية حول زيارة يقوم بها رجل لزوجته المحجوزة مع مجموعة من الأشخاص في عالم ما، يجهل جميعهم سبب احتجازهم في هذا المكان، ويرون نقطة الخلاص بزيارة هذا الرجل لزوجته حتى تدور أحداث المسرحية في اعتراف كل منهم بالذنب الذي اقترفه أثناء حياته، وتجري أحداث المسرحية ليتبين في النهاية أن هؤلاء الأشخاص يعيشون حياة أخرى لا علم لأحد بها، إثر تعرضهم لحادث مرور، فيتقبلون في النهاية حقيقة ما حصل.
وعقب العرض، أشاد النقاد والمسرحيون بعرض "زيارة" في الندوة التطبيقية للعمل، وأوضح الناقد والصحافي عبدالمحسن الشمري أن النصار تخلى عن أشياء كثيرة في سبيل هذا العرض، لكي تكون له رؤية إخراجية، مؤكدا ان النص الذي قدمه النصار ذهني ويحتاج إلى عوامل أخرى لتفسير الحوارات.قضايا دينيةوأضاف الشمري ان هذه النصوص تحتاج إلى إضاءة وأزياء وسينوغرافيا، وكذلك تحتاج إلى ممثلين، "وأعتقد أن النقطة الأساسية في عرض النصار هي الشاشة التي كانت موجودة في الخلف، والتي فسرت الكثير رغم أن الشخصيات بها تبدو للمتلقي أنها مقلوبة، وهذه احد الحلول التي قدمها المخرج في نصه الذي فيه اشارات إلى نوع من القضايا الدينية التي لا يمكن لنا أن نتحدث عنها صراحة".وشدد الناقد الجزائري عقباوي الشيخ على استمتاعه الكبير بهذا النص، موضحا انه في الجزائر هناك العديد من الجماهير والمتابعين لهذا النوع من المسرح "العبث"، مشيدا بدور الممثلين في هذه المسرحية، خصوصا الفنانين علي الحسيني وسارة رشاد، "وما أعيبه على العمل هو اللغة العربية والأخطاء الكبيرة بها، وأنصح المخرج بأن يستعين بمدقق لغوي". من جانبه، عبر الشاعر المصري عادل المقوسي عن اعجابه بالعرض من خلال تقديمه لقصيدة شعرية عن الأم ألقاها من خلال الندوة التعقيبية.تداعياتبدورها، رأت الدكتورة العراقية سها سالم أن مستوى النص هو تداعيات، متمنية لو أن النص سمي "تداعي" أو "هذيان" بدلا من زيارة، مبينة أن هذا النوع من النصوص يحتاج إلى أسلوب في الكتابة واستطاع المؤلف فك النفس البشرية بكتابة نص مختلف من خلال شخصيات واقعية وخارج الواقع.وأضافت د. سالم: "أدهشتني سينوغرافيا العرض، وتمنيت أن تكون المرآة على المسرح هي القاطع الواصل بين العالم الواقع والخيال، وأن يكون المخرج غير المؤلف، وهذا ليس استنقاصا بنصار النصار لأن أكثر المؤلفين لا يستطيعون اخراج نصوصهم".وأشاد المخرج هاني النصار بمصمم الإضاءة في العمل عبدالله النصار، مؤكدا ان الإضاءة إضافة إلى السينوغرافيا الجميلة كانا نجمي العمل، بينما دافع الفنان طارق العلي عن أداء الفنانين الشباب، وتفهم سبب ارتباكهم على خشبة المسرح لرهبته، مشيرا الى أن الارتباك يحصل حتى للفنانين الكبار، لذلك يجب ألا يضع النقاد لومهم على أداء الفنانين الشباب.يذكر أن المسرحية من تأليف وإخراج نصار النصار وتمثيل علي الحسيني، سارة رشاد، سماء العجمي، عثمان الصفي، ميثم الحسيني حسين العوضي، مدير الخشبة: فاضل النصار، مدير الانتاج: سعد الفلاح، تدقيق لغوي: عبدالحميد السبكي، دراما تورج: علي البلوشي وفلول الفيلكاوي، إضاءة: عبدالله النصار، ديكور: محمد الرباح، أزياء: هبة الصانع، موسيقى ومؤثرات صوتية: وليد سراب، مخرج مساعد: أحمد عزت ومحمد محب، مخرج منفذ: بشار عبدالله، المشرف المالي: محمد الزلزلة.