الأسد ينتقد الحملة الأميركية... ونظامه يؤكد «حوار موسكو»

نشر في 04-12-2014 | 00:08
آخر تحديث 04-12-2014 | 00:08
No Image Caption
هيمنة الإسلاميين تفجّر مشروعاً لجمع المعارضة العسكرية... وقوات إضافية من البيشمركة تعبر إلى كوباني
تمخضت الزيارات السورية المتتابعة لروسيا عن اتفاق يمهد للعودة إلى طاولة الحوار بعد تبدد فرص نظام الرئيس بشار الأسد الذي انتقد بشدة أمس الغارات الأميركية وعدم تمكنها من إحداث أي تغيير على الأرض، وتبدد فرص معارضيه، في حسم المعركة عسكرياً مع تشعب الصراع وبروز أطراف غير سورية كعناصر أساسية في هذه المعادلة.

خرجت الزيارات التي قام بها مسؤولون سوريون ومعارضون لروسيا باتفاق مبدئي مع موسكو على إطلاق محادثات تهدف الى انهاء النزاع الدامي في هذا البلد الذي قتل فيه أكثر من 200 ألف شخص، في حين اعتبر الرئيس بشار الأسد أن الغارات الأميركية لم تحدث تغييراً على الأرض.

وتزور روسيا منذ نوفمبر الماضي وفود معارضة، مدنية وعسكرية، يقودها رئيس ائتلاف المعارضة السابق معاذ الخطيب، واستقبلت الأسبوع الماضي وفداً رسمياً سورياً برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم.

وقالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، لوكالة فرانس برس، إن «الاجتماعات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف كانت إيجابية جدا»، مضيفة أن «روسيا أخذت على عاتقها مهمة البحث بشكل جدي عن حل سياسي عبر الحوار مع المعارضة، وقد حصلت على موافقة الحكومة السورية».

جدول زمني

وبحسب مصدر قريب من الوفد السوري، فإنه «لم يجر بعد وضع جدول زمني للمحادثات، لكن الروس أرادوا ان يعلموا ما اذا كنا موافقين على الفكرة، ونحن قلنا لهم ان ليس هناك من مانع لدينا»، مضيفا: «الروس قالوا لنا: لدينا اتصالات، وإذا وافقتم على الفكرة، فسنبدأ التحضير لحوار في موسكو». وكان المعلم قال في لقاء مع قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني عقب زيارته الاخيرة لروسيا:  «خرجنا بنتائج مرضية بين الطرفين أبرزها ايجاد آلية لوضع اسس الحوار وأهدافه وللمضي قدما فيه».

معاذ الخطيب

بدوره، أكد معاذ الخطيب أنه مستعد لخوض محادثات مع النظام بهدف وضع حد للنزاع الدامي الذي قتل فيه اكثر من 200 ألف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الخطيب، في تصريح لفرانس برس، «من اجل مصلحة الشعب، لنجلس ونرى ما هي الطريقة التي يمكن ان نخلص من خلالها الشعب من الألم والعذاب».

وعن التمسك بطلب رحيل الاسد، أوضح «الى متى يجب ان يبقى؟ شهر، ثلاثة اشهر، خمسة اشهر أو ستة اشهر؟ عندما يتضح هذا الامر وتكون هناك رؤية صريحة واضحة تعلن للشعب السوري، يتم وضع ترتيب معين. هذا الشخص سيغادر بالتأكيد، على ان تنتهي صلاحيته بطريقة معينة، وهذا أمر معقول».

شخصيات سورية

ومن بين الافراد الذين يتوقع ان يكونوا ضمن كبار الشخصيات المعارضة المشاركة في الحوار المحتمل، نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل المقيم في موسكو، وهيثم مناع الذي يعيش في باريس. وأكد جميل، لفرانس برس، دعوة موسكو له للمشاركة في محادثات، لكنه قال: «لا استطيع ان اؤكد ان هناك اجتماعا محددا في ديسمبر»، مستدركاً: «لاتزال هناك امور مبهمة تتطلب التوضيح».

الأسد والغارات

إلى ذلك، قال الأسد، في تصريحات نشرتها مجلة باري ماتش الفرنسية والرئاسة السورية عبر حسابها على موقع تويتر أمس، إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة، «لا يمكن أن تقضي على الإرهاب من الجو ولا يمكن أن تحقق نتائج على الأرض إن لم يكن هناك قوات برية تتحرك معها بنفس الوقت».

وأضاف الأسد، في مقتطفات نشرها موقع المجلة على الانترنت باللغة الانكليزية، «القول إن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح. لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة فسأقول لك إننا سنستفيد بكل تأكيد. نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد داعش، ولم نشعر بأي تغير خاصة أن تركيا مازالت تدعم مباشرة تلك المناطق».

قيادة الثورة

وعلى الأرض، لم تحقق أحدث جهود لتوحيد المعارضة العسكرية السورية المفككة نجاحا يذكر في تشكيل آلية متماسكة للمساعدات العسكرية الاجنبية يمكنها محاربة المسلحين في سورية بعد ان انسحب فصيلان كبيران على الاقل من المبادرة.

وكان الهدف من تشكيل مجلس قيادة الثورة الذي تكون في مطلع الاسبوع ان يضم جماعات اسلامية وذات توجه علماني مع استبعاد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وجبهة النصرة.

ومن بين الذين شاركوا من مجلس قيادة الثورة في بيان النوايا، الذي صدر في اغسطس، حركة حزم المدعومة من الغرب وجبهة ثوار سورية التي تقول مصادر المعارضة ان السلطات الاميركية تحرت بشأنهما تمهيدا لتلقي دعم عسكري، لكن مصادر في المعارضة أشارت إلى أن الجماعتين وجدتا أن المجلس يهيمن عليه الإسلاميون بشدة. ونفى الجناح الجنوبي لجبهة ثوار سورية أي صلة بالمجلس.

جبهة كوباني

وفي كوباني، عبرت مجموعة اخرى من قوات البيشمركة العراقية في وقت مبكر أمس الاراضي التركية متجهة الى مدينة كوباني السورية لمقاتلة «داعش».

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصادر أمنية ان 150 عنصرا من البيشمركة وصلوا على متن طائرة خاصة الليلة قبل الماضية الى مطار شانلي اورفا جنوب شرقي تركيا قادمين من أربيل وتوجهوا مباشرة الى بلدة سوروج على الحدود السورية.

تفجيرات ومساعدات

في الأثناء، فجر «داعش» أمس عربة مفخخة عند أطراف حي بوطان شرقي القريب من هضبة مشتة نور في كوباني. ووفق المرصد السوري، فإن التفجير سقط فيه العديد من الاشخاص ما بين قتيل وجريح، موضحاً أن الهجوم تزامن مع اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب عند الأطراف الشمالية للحي. وفي دير الزور، فجّر داعشي نفسه بعربة مفخخة عند مبنى البريد الذي يعد مقرا لقوات النظام في منطقة حي العمال بالمدينة مما ادى الى وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.

وأوضح المرصد ان قائدا ميدانيا وثلاثة عناصر من «داعش» لقو مصرعهم في اشتباكات عنيفة لاتزال مستمرة بين عناصر التنظيم وقوات النظام في منطقة الرصافة وحيي العمال والصناعة.

في غضون ذلك، أطلق برنامج الاغذية العالمي أمس حملة تبرعات على شبكات التواصل الاجتماعي لجمع مبلغ 64 مليون دولار الضروري لاستئناف المساعدة الغذائية بأسرع وقت ممكن لـ1,7 مليون لاجئ سوري.

(دمشق، واشنطن -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top