الملتقيات الثقافية في الكويت... أزمة «هوية» و«مكان» و«دعم»!
ندوة أثارت هموم العمل الثقافي الأهلي في «رابطة الأدباء»
تساءل الأديب خليفة الوقيان عن دور الملتقيات الثقافية والمثقفين في الكويت لمواجهة المد الأصولي.
تساءل الأديب خليفة الوقيان عن دور الملتقيات الثقافية والمثقفين في الكويت لمواجهة المد الأصولي.
بقدر ما أثارت ندوة "دور الملتقيات الثقافية في الكويت"، التي أقامتها رابطة الأدباء الكويتيين مساء أمس الأول من اختلاف في وجهات النظر ومداخلات متباينة؛ وحدت شجون المشهد الثقافي الرؤى والتطلعات التي اتفق عليها المتحدثون مسؤولو الملتقيات: الروائي طالب الرفاعي "الملتقى الثقافي"، الشاعر دخيل الخليفة "ملتقى الثلاثاء"، ومسؤول مشروع "الجليس" صالح الرشيدي.قدّم الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي الندوة بنبذة عن بعض الملتقيات الثقافية في الكويت ودورها الفاعل، وعن بدايات "الملتقى الثقافي"؛ تحدث مؤسسه طالب الرفاعي عن التماعة الفكرة الأولى مع الأديبين إسماعيل فهد إسماعيل وليلى العثمان لإقامة ملتقى يجمع نخبة من الأدباء للنقاش والتحاور دعماً للشباب بالدرجة الأولى، وانطلقت اللقاءات بحضور عدد من الكتاب بعد اجتماع تأسيسي في المنزل، وكان اللقاء مرتين في الشهر، وصار مرة في كل موسم ممتد بين منتصف ديسمبر حتى منتصف يونيو سنويا منذ عام 2011.
وأكد الرفاعي على هوية الملتقى التي تؤكد ضرورة تبادل الآراء من خلال شكل "الديوانية"، أو البرلمان المصغر، حيث يتم إعداد البرنامج الثقافي ليغطي الموسم كاملاً، وينفذ بشكل معلن عنه ومنظم بلقاء ضيوف من داخل الكويت وخارجها، كما يتم تكريم إحدى الشخصيات الثقافية نهاية كل موسم، إضافة إلى إصدار كتيب توثيقي لأعمال الملتقى.وأشار إلى كتاب "السرد في الكويت" الذي صدر بالتعاون مع مجلة "بنيبال"، والكتاب الثاني الذي يجمع قصص أعضاء الملتقى، وصرح بنية تخصيص الطباعة لباكورة أعمال أحد الكتاب الموهوبين كل عام دعما وتشجيعاً.أزمة المكانوأثارت مداخلة رئيس ملتقى الثلاثاء دخيل الخليفة الكثير من الردود حول إشارته إلى أن "ملتقى الثلاثاء أول ملتقى ثقافي خاص في الكويت" ووضحها بالقول: "اعتبارا إلى عمله المنظم الشكل العصري من رؤية ثقافية واضحة، ودعوات موجهة وتبادل خبرات، وأمسيات متنوعة يعدّ الأول"، وأكمل الخليفة متحدثاً عن "أزمة المكان"، فالبداية في مسرح الخليج منذ عام 1996 لأربعة مواسم، ثم في مكتب الروائي إسماعيل فهد إسماعيل لأربعة مواسم أخرى، حتى استقر في جمعية الخريجين للموسم الرابع أيضا، ولم يحظ الملتقى بمكان خاص به إلا في موسمي 2009 و2010 في منطقة الضجيج بتبرع من أحد التجار المحبين لأنشطة الملتقى.وناقش الخليفة "أزمة المكان" التي يعانيها الملتقى لقيامه بجهود خاصة لا تحظى بالدعم، ومع هذا فقد استضاف عدداً لا يستهان به من الشخصيات الأدبية العربية. كما استذكر الأنشطة المشتركة مع ملتقى الوعد الثقافي السعودي، والورش التدريبية التي أقامها في جمعية الخريجين، والأخرى في "نادي إبداع الثقافي" برعاية الهيئة العامة للشباب والرياضة.ومن عالم الاقتصاد صاحب فكرة التمويل المالي الصغير "بنك الفقراء" د. محمد يونس، الذي كان يفعل ما يمكنه من دفع الفقراء والمعوزين للعمل والعطاء والإنتاج، استلهم صالح الرشيدي مؤسس مشروع "الجليس" فكرة إقامة ناد يحفز على فعل القراءة، بعيداً عن نوعية الكتب أو مواصفاتها أو لغتها، وتحدث عن بدايات الفكرة التي انطلقت في "فيسبوك" بإعلان، حتى وصل عددها اليوم إلى 100 ناد وألف قارئ فيها.وفي الختام فتح المجال لمداخلات الحضور، حيث أكدت الإعلامية أمل عبدالله أهمية محاولة استقطاب أكبر عدد من الحضور، وضرورة إيجاد شبكة تعاون وتواصل بينها، بينما أشار مسؤول ملتقى فيلكا، محمد السعيد، إلى دور د. أحمد النجار في بدايات تأسيس ملتقى الثلاثاء.أما د. خليفة الوقيان فأشار إلى تاريخ حركة التجمعات الثقافية والأدبية في الكويت، والتي تعود إلى القرن التاسع عشر منطلقة برسالة تنويرية ضد المد الأصولي، متسائلاً عن دور الملتقيات الحديث في الطرح السياسي، وتساءل عن غياب دور الملتقيات والمثقفين لمواجهة المد الأصولي، وأشارت الأديبة ليلى العثمان إلى انطلاقة منتدى المبدعين الأولى بحضوره وتنوعه والذي شكل نواة لملتقى خلاق في بداياته، كما شدد الشاعر سالم الرميضي على أهمية التواصل الإعلامي بين الملتقيات.«مراكز المجتمع»... مرتع للفراغ!وجّه الشاعر دخيل الخليفة رسالة إلى وزارة الشباب والهيئة العامة للشباب والرياضة، لاستغلال مراكز تنمية المجتمع التي تنتشر في مناطق الكويت تحت مظلة وزارة الشؤون بلا أي أنشطة ثقافية تذكر، وأكد أنه يمكن أن تنشأ فيها حركة ثقافية بديعة تحاكي الأندية الأدبية الكثيرة في المملكة العربية السعودية.كما تمنى أن تخصص إحدى مؤسسات الدولة كوزارة الشباب، مكانا ثابتا يجمع الملتقيات الثقافية، ويمكنها من إقامة أنشطتها فيه بشكل دائم.