وسط استمرار تدفق النازحين من الأنبار إلى العاصمة العراقية بأعداد غير مسبوقة، اشترطت محافظة واسط انخراط أبناء الفارين من المحافظة، التي تشهد معارك ضارية، في قوات الحشد الشعبي، التي أقدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على إعدام أسراها في محافظة صلاح الدين.

Ad

وصوّت مجلس محافظة واسط أمس، على السماح لدخول نازحي الأنبار بشرط الكفيل وانخراط أبنائهم في الحشد الشعبي لتحرير مناطقهم.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في المجلس صاحب الجيباوي، إن "المجلس حدّد أعمار الذين سينضمون إلى الحشد بين الـ 18 و 50 عاماً".

ورغم تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد حدتها مع بلوغ عدد النازحين عن ديارهم في العراق 2.7 مليون شخص منذ يناير 2014، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس محافظة الأنبار سليمان الكبيسي أمس، إن "المئات من الأسر النازحة عادت إلى مناطق سكناها في الملعب والورار الجمعية والبو علوان والشركة"، مشيراً إلى أن "عودة العائلات جاءت بعد ثلاثة أيام من نزوحها نتيجة المواجهات والاشتباكات والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة".

وأوضح الكبيسي، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحث ومحافظ الأنبار صهيب الراوي أمس، أهمية أن "تتضافر جهود الجميع من أجل تحرير جميع مناطق الأنبار وطرد العصابات الإرهابية وإعادة العائلات النازحة".

وبيّن العبادي أن "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية داعش في الأنبار ستؤدي إلى قرب نهايته وتخليص العراق من شره"، مؤكداً "أن الرمادي تحت السيطرة".

إلى ذلك، كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي أمس، أن تنظيم "داعش" بدأ بتجنيد مئات الأسر النازحة من الموصل وتكريت بهدف إدخال نحو 1000 "مقاتل مدرب" الى بغداد.

وقال الزاملي، إن "هناك خطراً حقيقياً متمثلاً بتجنيد تنظيم داعش لأكثر من ألف أسرة نازحة من مدن الموصل وتكريت، وبدأ هؤلاء بالذهاب إلى العاصمة بغداد بحجة النزوح"، مبيناً أن "من بين هذه الأسر 1000 شاب مدرب ومعاد زرعه للقيام بحدث أمني كبير في بغداد".

وأضاف الزاملي أنها "مؤامرة كبيرة تهدد أمن العاصمة".

إلى ذلك، أعلن تنظيم "داعش" أنه أعدم 11 مقاتلاً من الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين شمال بغداد بعد أسرهم، بحسب ما أظهرت صور تداولتها حسابات إلكترونية تُعنى بأخبار الإرهابيين أمس.

وتظهر الصورة الأولى عناصر ملثمين من التنظيم يرتدون الزي الأسود ويحمل كل منهم رشاشاً، وهم يقتادون أسرى يرتدون زياً برتقالي اللون، وقيُدت يدا كل منهم خلف ظهره.

وتظهر الصور أيضاً 11 أسيراً جاثياً على ركبتيه في حقل، وخلف كل منهم عنصر ملثم يحمل رشاشه، بينما أظهرت إحدى الصور الأسرى ممدين أرضاً، وإلى جانب عدد منهم آثار دماء على مستوى الرأس.

ولجأت السلطات العراقية إلى الحشد الشعبي للقتال ضد الجهاديين، في المقابل أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، أن قواتها استطاعت وضمن إطار عملية "فجر الكرامة"، أن تقتل 47 ارهابياً وجرح عدد آخر ومعالجة101 عبوة ناسفة و28 منزلاً مفخخاً.

وأشار بيان للائتلاف الدولي أمس، إلى أن طائراته شنّ 26 غارة جوية خلال 24 ساعة ضد مواقع للتنظيم في شمال العراق وغربه.

ويشكل هذا العدد زيادة عن معدل الغارات اليومية، حيث نفذت غارة كل ساعة تقريباً، مضيفا أن نصف هذه الغارات نفذت في محافظة الأنبار. ونقل البيان عن المسؤول في القيادة المشتركة توماس قوله، "إنّ ذلك يعد بمنزلة مساعد رئيسي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد داعش".

(بغداد ـــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)