أكد الجارالله أن مسألة تنظيم أو اعتذار الكويت بشأن مؤتمر المانحين لسورية لم تُحسم بعد، لافتاً إلى أنها تسعى إلى أن تسدد الدول المشاركة المبالغ المتعهدة بها في المؤتمرين السابقين، مع إيصالها إلى مستحقيها.

Ad

أكد وكيل وزارة الخارجية، خالد الجارالله، عند سؤاله عما إذا كانت الكويت قدمت اعتذارا رسميا عن عدم استضافة مؤتمر المانحين الثالث للشعب السوري، أن «المسألة ليس اعتذار الكويت من عدمه، وإنما الكويت تسعى الى أن تسدد المبالغ المتعهد بها من الدول المشاركة في المؤتمرين السابقين، وأن تصل الى مستحقيها، وهذا جانب مهم جداً في قضية المانحين، إضافة الى أن الكويت ترى أن هناك عددا من الدول لم تسدد مساهماتها، وبالتالي هذا هو الأساس، وهذا هو المحور، ونحن على اتصال وتواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة، والموضوع لم يحسم بعد».

وأضاف، في تصريح له على هامش حفل السفارة الفلسطنينية مساء أمس الأول، بمناسبة مرور ٢٦ عاما على الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، واليوم العالمي للتضامن مع فلسطين وشعبها، أن «فلسطين عزيزة علينا جميعا وقضيتها هي الشغل الأساسي لنا في الكويت، وفي العالم العربي»، لافتا الى «أننا بكل أسف نحتفل بهذه المناسبة والقضية الفلسطينية تتعرض لهجمات ولتحد كبير من السلطات الإسرائيلية، وما حدث في غزة أخيرا من تدمير وقتل الأبرياء، وأيضاً نستذكر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القدس، وتدنيس الأماكن المقدسة ومحاولة الهيمنة على القدس الشريف».

 وأكد أن «هناك علامات مشرقة للقضية الفلسطينية، وهي اعترفات بعض الدول بفلسطين، وهناك برلمانات اعترفت وأخرى تدرس الاعتراف»، مبينا أن «هذه العلامات المشرقة يمكن البناء عليها في دعم وتعزيز مسيرة السلام التي تتراجع نتيجة تعنت إسرائيل، لذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بدعم هذه المسيرة وتعزيزها وفق قرارات الشرعية الدولية، لنتمكن جميعا من إحلال السلام العادل والشامل في منطقتنا، ولنتمكن من إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

 زيارة تاريخية

وحول زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الى الكويت، وما إذا كانت لاتزال قائمة، أوضح «أنها قائمة ويتحدد موعدها مستقبلا، والاتصالات بين الجانبين مستمرة لتحديد موعدها»، مشيرا الى أن «الزيارة التي قام بها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الى رام الله كانت تاريخية، وكان لي شرف المرافقة في هذه الزيارة».

 وأضاف: وقد شعرنا بسعادة خلال هذه الزيارة، وغمرنا الأشقاء في رام الله بكرمهم وبرعايتهم، ومكنّونا من زيارة القدس الشريف والصلاة فيه، وأيضاً كانت هناك محادثات بناءة جداً مع القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، حيث فتحت الزيارة بالنسبة لنا آفاقا جديدة حققت ما يخدم علاقات البلدين، واتفقنا مع الإخوة في فلسطين على أمور مستقبلية تخدم وتعزز علاقاتنا».

وحول مؤتمر إعادة إعمار غزة ومساهمة الكويت فيه، قال الجارالله: «لقد ذكرت في الكلمة التي ألقيتها أن الثورة الفلسطينية انطلقت من الكويت، وهذا يدركه الجميع، ودليل واضح على اهتمام الشعب الكويتي بالقضية الفلسطينية التي تسري في دماء وعروق الكويتيين منذ زمن، وستستمر وتبقى الى أن تتحرر فلسطين»، مؤكدا أن «مؤتمر إعادة إعمار غزة شاركت فيه الكويت بـ ٢٠٠ مليون دولار، والصندوق الكويتي سيتولى إدارة هذا المبلغ المقدم من الكويت، ونحن نثق بالصندوق الكويتي وبإمكاناته، والاتصالات بالفعل بدأت بين الصندوق والسلطة الفلسطينية للاستفادة من هذه المنحة، والاستفادة من الالتزام الكويتي».

مناسبة عزيزة

وأكد الجارالله أن «الذكرى 26 لإعلان الاستقلال الفلسطيني واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مناسبة وطنية عزيزة علينا جميعا، وتمثل بالنسبة للكويت حدثا تاريخيا مهما»، لافتا الى أننا «عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية، فإننا في البلاد نتذكر جميعا الدور التاريخي الذي قامت به الكويت والشعب الكويتي بدعم ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق والقضية الفلسطينية».

وأضاف: «كلكم يدرك أو لا يدرك أن بداية الثورة الفلسطينية انطلقت من الكويت هذه الأرض الطيبة، وعندما يتحدث أصدقاؤنا قادة الثورة الفلسطينية عن مسيرتهم الوطنية يذكرون بالتقدير الأيام الأولى لثورتهم التي نُسجت في هذه الأرض وبين هذا الشعب».

 وقال «لا أستطيع أن أحدد أو أشير بالاسم لهؤلاء القادة، لكنهم كثر عندما يتحدثون عن دور الكويت والأيام الأولى لقيام الثورة الفلسطينية وكيف ترعرعت على هذه الأرض، والإشارة الى هذه الحقيقة تعتبر تأكيدا على مساندة الكويت لهذه القضية التي تعد واجب الأشقاء تجاه اشقائهم».

وأشار الى أن «المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن وأعضاءه الدائمين مطالبون بالضغط على إسرائيل لحملها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقبول بالسلام، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية»، لافتا الى «أهمية مشرورع القرار العربي الخاص بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي سيعرض على مجلس الأمن في وقت لاحق، والذي تم بحثه وإقراره في اجتماع المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية الذي عقد أخيرا في القاهرة».

 ترحيب وتقدير

 وأعرب الجارالله عن ترحيب الكويت وتقديرها للموقف التاريخي الذي اتخذته السويد باعترافها بدولة فلسطين، وإلى المواقف المؤيدة والإيجابية التي أعرب عنها مجلس العموم البريطاني، داعيا في هذا الصدد بقية دول العالم التي لم تعترف حتى الان بدولة فلسطين الى الاعتراف بها لتحقيق الاستقرار لعالمنا، معربا عن تقديره أيضا للجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في سعيها إلى إعادة انطلاق مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وإلى الحكومة الفرنسية التي تسعى جاهدة لعقد مؤتمر دولي للسلام، متمنيا أن تأتي الذكرى القادمة وقد تحققت الآمال وكتب لمسيرة السلام أن تنطلق ثانية بنجاح، وقطعت طريقا في سبيل إحلال السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة المستقلة.

من جهته، أشاد السفير الفلسطيني لدى الكويت، رامي طهبوب، في كلمته بالمناسبة بدور صاحب السمو أمير البلاد والقيادة السياسية الكويتية على الدعم المتواصل واللامحدود على كافة الأصعدة السياسية والمالية والاقتصادية للحكومة والشعب الفلسطيني، والذي كان آخره المساهمة بمبلغ 200 مليون دولار لإعمار قطاع غزة، وعلى تبني الكويت الخطوات السياسية الفلسطينية.

قوية وراسخة

وأكد طهبوب أن «العلاقة الفلسطينية - الكويتية تتقدم بخطى ثابتة وقوية وراسخة تعكس تاريخية وصلابة هذا العلاقة التي قاربت على قرن من الزمان، تميزت بالصدق والنقاء، ولم يربط الشعبين الشقيقين إلا الحب والوفاء بعيدا عن المصالح الآنية الزائلة».

 ووصف السفير طهبوب زيارة الوزير الخالد لفلسطين بأنها «التاريخية»، مشيرا الى أن إطلاق اللجنة الفلسطينية الكويتية العليا المشتركة على مستوى وزيري الخارجية «نقطة تحول عملية لتعزيز العلاقات بين البلدين على كل الأصعدة».

وأضاف أن اللجنة المشتركة ستعقد اجتماعها الأول في رام الله في النصف الأول من العام المقبل، مؤكدا أن مذكرة المشاورات السياسية التي تم توقيعها بين وزارتي خارجيتي البلدين جاءت إدراكا من الجانبين للأهمية القصوى للتعاون على المستوى السياسي، «وإيمانا من فلسطين بأن الكويت وقيادتها الحكيمة صمام أمان سياسي لفلسطين وقضيتها»، مبينا أن «القارة الأوروبية في طريقها إلى الاعتراف بدولة فلسطين».

...ويغادر إلى بروكسل

غادر وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله البلاد صباح امس الثلاثاء الى بروكسل لترؤس وفد دولة الكويت في اجتماع مؤتمر الاتصال لأطراف التحالف الدولي المقرر عقده في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم.

ويضم الوفد الذي كان في وداعه مدير إدارة المراسم السفير ضاري العجران مدير إدارة مكتب الوكيل السفير أيهم العمر إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

ومن المقرر ان يناقش الاجتماع الذي سيعقد برئاسة وزير الخارجية الاميركي جون كيري وبحضور 60 وزيرا الجهود التي يبذلها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لاسيما الدعم العسكري والمساعدات الإنسانية الى جانب المشاورات السياسية والاشراف.