الغاز الطبيعي... بديل محتمل عن الفحم والنفط والطاقة النووية

نشر في 02-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-06-2015 | 00:01
No Image Caption
الغاز الصخري مصدر قد يغير قواعد اللعبة في الأسواق العالمية
يتم تصدير حوالي ثلث الغاز الطبيعي، بينما تستهلك الدول المنتجة البقية.

مع ازدياد الطلب على الطاقة خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، تحول الغاز الطبيعي إلى خيار بديل عن الفحم والنفط والطاقة النووية، لاسيما مع ما يتسم به تقنياً ويمتاز به عن المصادر الأخرى كالطاقة الشمسية ومزارع الرياح.

ويحظى الغاز الطبيعي بمزيد من الاهتمام والتركيز في الصناعة، وتحديداً عقب حادثة فوكوشيما في اليابان، علاوة على توافره بكثرة في مناطق يسهل تصديره منها مثل قطر وإيران - تأتيان على التوالي بعد روسيا - في حين تقول إدارة الطاقة الأميركية إنهما مثلتا 4 في المئة فقط من إجمالي الإنتاج العالمي من الغاز. وأنتج العالم واستهلك عام 2009 أكثر من مئة تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، أي أكثر من 20 في المئة من الإنتاج العالمي للطاقة.

ويتم تصدير حوالي ثلث الغاز الطبيعي، بينما تستهلك الدول المنتجة البقية. ويشكل استهلاك مجموعة من الدول تشمل أميركا الشمالية وأوروبا ما يقارب ثلثي الغاز الطبيعي المستهلك. وتشير توقعات حالية إلى أن  الاستهلاك العالمي بصورة عامة سوف يرتفع الى 156 تريليون قدم مكعبة بحلول سنة 2035.

وسوف يأتي القدر الأكبر من هذه الزيادة من آسيا، كما أن الزيادة في صادرات الغاز الطبيعي سوف تتم عبر الغاز المسال من الشرق الأوسط.

الكنز الدفين

التطورات التي شهدها قطاع الطاقة في السنوات القليلة الماضية دفعت نحو التحول إلى الغاز الطبيعي كمصدر بديل وإمكانية واعدة. كما حتمت التركيز على هذا الكنز الدفين لاعتبارات معروفة لامجال لسردها في هذه العجالة. ومن أبرز هذه التحولات ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من ثورات تخدم الهدف الإسرائيلي في استخراج وتصدير الغاز من البحر الأبيض المتوسط.

وتشير أحدث أخبار الغاز الطبيعي إلى أن الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا سوف تلقي بظلالها ولفترة طويلة من الزمن على وضع الطاقة في أوروبا إن لم يتم التوصل إلى تسوية مقبولة بعيداً عن المصالح الاستراتيجية.

نمو الغاز الصخري

حقق الغاز الصخري طفرة لافتة من خلال ارتفاعه في الولايات المتحدة الأميركية من مستوى يقل عن 1 في المئة من الإنتاج في ذلك البلد قبل أكثر من عقد من الزمن إلى 23 في المئة عام 2010. وتشير دراسة صدرت عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن الغاز الصخري يمكن أن يرفع نسبة الغاز المستخرج على صعيد عالمي إلى 40 في المئة. ويعتقد بعض المحللين أن الغاز الصخري سوف يكون المصدر الوحيد الذي قد يغير قواعد اللعبة  في أسواق الغاز العالمية وخلال فترة غير بعيدة.

وحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن الغاز الصخري لن يفضي إلى تشكيل كارتل على غرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وربما يضعف هيمنة بعض اللاعبين الكبار مثل روسيا على هذه التجارة.    

وتشير دراسة إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن الغاز الصخري يمكن أن يخفض مستوردات بعض الدول مثل الصين وجنوب إفريقيا من الطاقة ويوفر فرص تصدير بالنسبة لدول أخرى. ولكن محللين ذكروا في مجلة فورين بوليسي أن كمية الغاز الصخري التي يجري الحديث عنها قد تنطوي على شيء من المبالغة. كما يشير بعض المحللين إلى المخاوف المحتملة التي تشتمل عليها عمليات التكسير بالنسبة للتأثيرات البيئية وخصوصاً ما يتعلق بتلوث المياه، إذ نظمت مجموعات حماية البيئة في العديد من دول العالم مسيرات احتجاج تطالب بمنع الشركات من مواصلة عمليات استخراج الغاز الصخري، والبحث عن مصادر أخرى صديقة للبيئة.

back to top