إلى أين سيصل بنا الحال في هذا البلد؟! ففي كل يوم نصحو على مصيبة، ونسمع مشكلة، ونتعرض لبلوى... والحكومة "أذن من طين وأذن من عجين"، لا تلتفت إلى هموم ومطالب الشعب، وليس عندها خطة جاهزة لأي طارئ، لا تعرف إلا فرض الرسوم ورفع قيمتها مقابل خدمات "تعبانة"، استراتيجية وخطة تنموية منعدمة، وفوق كل هذا وذاك يُطلب من الناس ألا يتكلموا ولا يقولوا ولا يشتكوا الحال.

Ad

سيقول البعض إننا شعب متذمر، سلبي (يتحلطم) لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب... وهذا الشعور لم يأتِ من فراغ، فالحاصل في البلد أمر غير قابل للسكوت عليه، ويجب أن توضع النقاط على الحروف، فالبلد يُنهَب ويسرق بطرق وأساليب وأشكال كثيرة، بالترضيات، بالمناقصات، بالهبات، بالمشاريع، وكلها فاشلة فيها عيوب أو خلل، وقد يكون النهب "عيني عينك"، وكل هذا على عينك يا مواطن، وفي وضح النهار، والطامة الكبرى أن كله وفق القانون.

نعم حالنا أفضل من غيرنا، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ولكننا، كشعب، نستحق أكثر من ذلك، نحن الشعب الذي صمد في المحن يجب أن نعرف مستقبل أجيالنا ومن بعدها، فالمستقبل غامض ولا رؤية واضحة له، في خضم معترك أزمات جديدة حقيقية وكبيرة آتية إلى المجتمع.

ففي السنوات القليلة القادمة، سنواجه أزمة مالية جديدة في البلد، حيث إن ايرادات النفط، الذي يعتبر المصدر الأول والشريان الرئيسي للبلد، لن تغطي إلا باب الرواتب، وسيكون حال البلد وحالنا كبقية الدول التي ذاقت ومازالت تذوق الأمرّين، وتنتهي سنوات الرغد والفائض من الميزانيات، وتأتي سنوات عجاف تأكل ما تم تخزينه إلا الذي كان مسروقاً ومحولاً وموزعاً.

فهل الحكومة ومستشاروها ونوابها ومطبلوها مستعدون لتلك الأزمة التي تشكلت على هيئة كرة ثلج تأخذ معها كل من يقف في طريقها، هل وضعوا خطة طارئة لمواجهتها، أم أن الحكومة ستدعها تعصف بأهل الكويت.

الإعداد لخطط الطوارئ يعطي انطباعاً بأن من يضعها له رؤية وبعد نظر، وينظر من جميع الزوايا لأحداث من الاحتمال حدوثها، ليس كمن يسير ولا يرى إلا ما تحت قدميه، وعندما يقع في مشكلة أو مصيبة يعض أصابع الندم، وفي نفس الوقت لا يقبل أن يلام على تقصيره.

أحداث كثيرة حصلت في البلد في السنوات الأخيرة، ومازال أغلبها، إن لم يكن كلها، معلقاً في ذمة القضاء أو لجان التحقيق، والبلد ينزف والشعب يحترق، وأصحاب المصالح يتسكعون في شوارع المشاريع والمناقصات والهبات... والعمولات التي توزع من تحت الطاولات.

متى تدور العجلة، وتنسف رؤوس من يعبث بالبلد؟ متى تدور العجلة ونرى من يتطاول على المال العام تقطع يده ورجله من خلاف؟ متى تدور العجلة ونرى المحاسبة الحقيقية والصارمة مع المسؤول المتخاذل والمقصر فيما يخص الدولة من أعمال ومهام وعقود وإشراف وتنفيذ... أديروا العجلة، فما أنا لكم إلا ناصح أمين.