السيسي يتفادى أخطاء مرسي قبل ذكرى ثورة يناير
حضر قداس الميلاد وعيد القضاة وتعددت لقاءاته مع الإعلاميين
عكست الخطوات الأخيرة، التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استيعابه خطورة الأوضاع التي تمر بها مصر والمنطقة، إلى جانب محاولاته تفادي الأخطاء والسياسات، التي وقع فيها سلفه المعزول محمد مرسي، لاسيما مع قرب حلول الذكرى الرابعة لثورة يناير 2011.وبحسب مراقبين، فإن تعزيز مبدأ المواطنة، كان أبرز الخطوات التي اهتم بها السيسي، ما ترجمه بحضوره صلوات قداس عيد الميلاد، في 7 الجاري، لتهنئة الأقباط بعيدهم، في حين كان يتعرض المقر البابوي «الكاتدرائية» لهجوم من قبل إسلاميين متشددين، إبان حكم الرئيس المنتمي لجماعة «الاخوان».
زيارة السيسي لدار القضاء العالي، 10 الجاري، لتهنئة القضاة بعيدهم، عكست أيضا مساعيه إلى ترميم الشروخ التي أحدثتها فترة حكم «الإخوان» مع القضاة، حيث حوصرت المحكمة الدستورية العليا من جانب إسلاميين متشددين، وأصدر مرسي إعلانا دستوريا في 22 نوفمبر 2012، وُصف بـ«الدكتاتوري»، بينما شدد السيسي على استقلال القضاة وسيادة القانون.في موازاة ذلك، جاء حرص السيسي على عقد لقاءات دورية مع رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، ليعكس اهتمامه بالإعلام، في الوقت الذي كانت سياسات مرسي وجماعته تجاه الإعلام هي «الصدام»، والوصول إلى طريق مسدود، إلى درجة دفعت مرشد «الإخوان» محمد بديع إلى وصف الإعلاميين بـ«سحرة فرعون»، فضلا عن حصار إسلاميين من أنصار الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامي.بدوره، قال أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية سعيد صادق إن «خطوات السيسي تعكس مدى تقديره لهذه الفئات، كونها شكلت ائتلاف 30 يونيو، الذي ساهم بقدر كبير في التمهيد للثورة التي أطاحت بمرسي وجماعته، فضلا عن تأييدهم للسيسي رئيسا للبلاد». ووصف الباحث المحلل السياسي إبراهيم الشهابي خطوات الرئيس الحالي بمنزلة ترميم الدولة، بعدما شهدت في عهد مرسي هجوما على الهوية المصرية، إلى جانب تعمد الهجوم على مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن زياراته الخارجية تدخل ضمن مساعي بناء ما تم هدمه في المنطقة العربية في كل من سورية والعراق وليبيا.