يشارك السيسي في احتفالات القضاة بعيدهم اليوم، في رسالة منه إلى استقلالية السلطة القضائية ودعمه لها في مواجهة الهجوم عليها داخلياً وخارجياً، قبل إشرافها على انتخابات البرلمان في مارس، والتي أطلقت مواعيدها جدلاً سياسياً واسعاً.

Ad

يوجّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة دعم للقضاة اليوم في احتفالاتهم الخاصة المقررة إقامتها بدار القضاء العالي، ومشاركة رموز العدالة في وقت يتعرضون فيه لهجمة شرسة داخل مصر وخارجها، بسبب أحكام أثارت جدلاً طوال العام الماضي.

مصدر قال لـ"الجريدة" إنه من المقرر قبيل بدء الاحتفالات، أن يعقد السيسي اجتماعًا مع أعضاء المجلس الأعلى للقضاء، بهدف تأكيد استقلالية سلطتهم، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات الخاصة برجال العدالة، قبيل مشاركتهم في الإشراف على الانتخابات النيابية في مارس المقبل، كما سيكرم بعضهم.

وقال وكيل أول نادي القضاة، المستشار عبدالله فتحي، لـ"الجريدة"، إن "زيارة السيسي مبادرة كريمة، تحمل حبًا وتقديراً من رأس الدولة للسلطة القضائية ورجالها، وتقديره لهم، واعتزازه بهم، واحترامه لأحكام القضاء، بعد أن تحمّل القضاة الكثير من الإساءات في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته"، مضيفاً: "القضاة سيطالبون الرئيس بالعمل على تطوير منظومة العدالة، وصيانة استقلال القضاة بشكل كامل".

جدل التوقيتات    

إلى ذلك، أثار إعلان موعد الانتخابات البرلمانية موجة من الاستياء الواسع بين مختلف الأحزاب، التي لم تعقها موجة الطقس السيئ، عن الخروج لتسجيل اعتراضها على قرارات اللجنة العليا، التي اكتفت بالكشف عن إجراء هذا الاستحقاق على مرحلتين، الأولى في 14 محافظة بداية من 21 مارس المقبل وتنتهي جولة الإعادة فيها 2 أبريل، والجولة الثانية في 13 محافظة بداية من 25 أبريل وتنتهي جولة الإعادة في 7 مايو المقبل، ودون أن تحدد شروط المرشحين.

ما عّبر عنه صراحة، المقرر العام لائتلاف "الجبهة المصرية"، ياسر قورة، قائلاً لـ"الجريدة": "اللجنة العليا فتحت الباب أمام عديد من التساؤلات بعدم إعلانها الخريطة الكاملة للخطوات المتبعة في الاستحقاق الانتخابي، من عدم تحديد مواعيد فتح باب الترشح والطعون والدعاية الانتخابية والصمت الانتخابي".

«الاشتراكي» و«التجمع»

وفي حين استنكر قورة تحديد اللجنة مدة شهر كامل كفاصل زماني بين المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، قال القيادي بالتيار الديمقراطي، عضو تيار "الشراكة الوطنية"، جورج إسحاق لـ"الجريدة" إن فرق الشهر بين المرحلتين "مزعج جدا ويثير لغطا وشبهات كثيرة"، مطالبا بضرورة مراجعة هذه المسألة.

من جانبه قال الأمين العام لحزب "التجمع"، مجدي شرابية، لـ"الجريدة": "لأول مرة تعقد اللجنة العليا مؤتمرها لإعلان موعد الاستحقاق دون تحديد موعد فتح باب الترشح أو الشروط المطلوب توافرها في كل مرشح"، مطالبا اللجنة العليا بسرعة الإعلان عن بقية إجراءات الانتخابات، لأن الأحزاب لن تستطيع ترتيب أوراقها والاستعداد بشكل نهائي إلا بعد التعرف على شروط الترشح وموعدها، "وخاصة أن كل تأخر يخصم من مدة الدعاية الانتخابية، وخصوصا للمرحلة الأولى".

في المقابل، رحب رئيس الحزب "الاشتراكي المصري"، عضو تحالف "العدالة الاجتماعية"، أحمد بهاء شعبان، بمواعيد الانتخابات التي أعلنتها اللجنة العليا، قائلاً لـ"الجريدة": "المواعيد مدروسة بعناية ودقة، وإجراء الانتخابات على مرحلتين طبيعي بسبب الوضع الأمني"، مشددا على أن تحديد موعد الانتخابات رسالة مهمة للعالم أن مصر تسير في الطريق الصحيح وتُكمل طريقها نحو خارطة الطريق.

بدورها، دعت جماعة "الإخوان المسلمين"، التي شارك أنصارها في تظاهرات محدودة أمس في تدشين لأسبوع "معا نثور"، لتنظيم احتجاجات واسعة بالتزامن مع موعد الانتخابات. وقال عضو "تحالف دعم الشرعية"، خالد الشريف، إنه سيتم العمل على بلورة موقف إسلامي رافض للمشاركة في الانتخابات، وإقناع المصريين بذلك.

السعودية والمغرب

من جهة أخرى، أجرى السيسي اتصالا هاتفيا بولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبدالعزيز للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي مر بوعكة صحية أخيراً، ووفق بيان للرئاسة المصرية، أعرب السيسي خلال الاتصال عن تمنياته الصادقة للعاهل السعودي بالشفاء العاجل.

إلى ذلك، بدت معالم مساعي مصرية - مغربية لتجاوز أزمة مكتومة بين البلدين عقب بث التلفزيون المغربي تقريرا يصف ثورة "30 يونيو" بـ "الانقلاب"، إذ أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، وجود اتصالات لتجاوز التوتر الإعلامي. ووفق مصدر مصري، فإن الناطق الحكومي المغربى شدد على الروابط التاريخية المتميزة بين الشعبين المغربي والمصري العريقين.