بعدما ضلّ التعادل طريقه إلى المباريات الـ 24 التي شهدتها بطولة كأس آسيا 2015 المقامة حالياً في أستراليا، كان سمة اثنتين من المباريات الأربع التي شهدها الدور الثاني «دور الثمانية» للبطولة لتصبح ركلات الجزاء الترجيحية أداة لحسم نتيجة هاتين المباراتين.

Ad

وامتد اللعب في ثلاث من المباريات الأربع في دور الثمانية حتى الوقت الإضافي، كان المنتخب الأسترالي، صاحب الأرض، الوحيد الذي حسم تأهله للمربع الذهبي خلال الوقت الأصلي بتغلبه على نظيره  الصيني 2-صفر، فيما عبر المنتخب الكوري الجنوبي إلى المربع الذهبي بتغلبه على نظيره الأوزبكي ولكن في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.

وخلال مباراتي دور الثمانية اللتين أقيمتا أمس الأول، احتكم المنتخبان العراقي والإيراني إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي بالتعادل 1-1 والإضافي بالتعادل 3-3 كما احتكم المنتخبان الإماراتي والياباني حامل اللقب لركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 ليحسم المنتخبان العراقي والإماراتي تأهلهما إلى المربع الذهبي خلافاً لمعظم التوقعات التي سبقت هذا الدور.

ولم تخل ركلات الترجيح من الإثارة كعادتها دائماً، لكنها شهدت هذه المرة أيضاً مصدراً جديداً للإثارة والنجاح، حيث استفاد كل من الفريقين العراقي والإماراتي أمس، من ثقة أبرز نجم في كل فريق والذي سجل ركلته على طريقة «بانينكا» ليمنح مزيداً من الثقة لفريقه في هذا الوقت العصيب ويساهم في تحقيق الفوز.

طريقة «بانينكا»

وتطلق تسمية «بانينكا» على ركلات الجزاء أو الترجيح التي يصوبها اللاعبون بنفس الطريقة التي سدد بها أنطونين بانينكا الركلة الحاسمة لمنتخب تشيكوسلوفاكيا في مرمى منتخب ألمانيا الغربية في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1976 حيث سدد الكرة على شكل منحنى إلى وسط المرمى، وذلك بعد التوقع الصائب باتجاه الحارس ليرتمي في أحد الجانبين.

ويوضح النجاح بتسجيل ركلة ترجيح كهذه مدى مهارة وثقة اللاعب الذي يسددها، ولكن الأمور قد تنقلب إلى العكس ويبدو اللاعب فاشلاً إذا توقع الحارس ما سيحدث وتصدّى للركلة.

ركلة السفّاح

ونجح كلّ من العراقي المخضرم يونس محمود «السفاح» والإماراتي الشاب عمر عبدالرحمن «عموري» في تسديد ركلة ترجيح لفريقه بطريقة «بانينكا» ليساهم كل منهما في فوز فريقه والتأهل للمربع الذهبي للبطولة.

وكان يونس محمود قائد المنتخب العراقي، والذي لم يرتبط بأي ناد منذ نحو عام، بحاجة إلى تسجيل ركلة الترجيح الخامسة لأسود الرافدين ليظل الفريق في ماراثون ركلات الرجيح أمام المنتخب العراقي، والذي امتد لثماني ركلات لكل فريق وقاد السفاح فريقه للفوز فيها 7-6.

وقال محمود: «سددت هذه الركلة لأنني أردت توجيه رسالة لزملائي بألا يشعروا بالقلق، وأن ينظروا إلى كيفية التسجيل بسهولة في مرمى المنتخب الإيراني.. وبعدها، رأيتم كيف سجل اللاعبون ركلات الترجيح التالية بهذا الشكل الجاد والقوي.. أعتقد أنها الرسالة التي وجهتها لزملائي».

ركلة عموري

وبعدها بنحو ساعتين ، سدد عموري بطريقة الركلة الأولى نفسها لمنتخب بلاده في ركلات الترجيح أمام المنتخب الياباني حامل اللقب، ليفوز الأبيض الإماراتي 5-4 بركلات الترجيح ويتأهل للمربع الذهبي فيما جذب عموري بالتأكيد مزيداً من أنظار كشافي الأندية الأوروبية الذين يتابعون مهارات اللاعب الرائعة في هذه البطولة القارية.

(د ب أ)