«داعش» يجتاح قرى آشورية في الحسكة ويخطف 90 مسيحياً

نشر في 25-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-02-2015 | 00:01
No Image Caption
• 5 أجانب فقط تمكنوا من الانضمام إلى التنظيم الشهر الماضي
• هجوم انتحاري مزدوج على مدخل «السيدة زينب»
بينما بدأ آلاف الفارين من مدينة كوباني السورية في العودة إلى ديارهم المدمرة، شنّ تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» صباح أمس هجوماً واسعاً على الضفة الجنوبية من نهر الخابور في ريف الحسكة الغربي تمكن خلاله من اجتياح عدد من القرى الكردية والمسيحية واختطاف عشرات الآشوريين، بعد اشتباكات دامية مع «وحدات حماية الشعب» الكردية.

ووفق شبكة سورية مباشر، فإن التنظيم المتطرف فرض سيطرته على قرى تل شميرام وتل طلعة وتل طال وتل هرمز، وعدد من القرى والمزارع الآشورية في المنطقة، وقطع الطريق الواصل بين تل تمر ومدينة الحسكة، كما سيطر على بلدة غبشة في محاولة للسيطرة على مدينة تل تمر الآشورية.

خطف

وفيما أفادت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان بأن مقاتلي «داعش» اقتحموا منازل المدنيين في البلدات التي سيطروا عليها، وقاموا بخطف عدد كبير منهم كرهائن، في حين استمر احتجاز مئات العائلات الآشورية في منازلهم، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه «تأكد خطف تسعين شخصاً من قريتي تل شاميرام وتل هرمز الآشوريتين».

وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من التنظيم جراء قصف لطائرات الائتلاف الدولي على مناطق وجودهم في بلدة تل حميس الواقعة بريف القامشلي.

هجوم مضاد

وجاء هذ الهجوم «الداعشي» المضاد، بعد هجوم واسع يقوم به المقاتلون الأكراد ضده منذ أسابيع في محيط كوباني بريف حلب حيث استعادوا السيطرة على مساحة واسعة من القرى والبلدات ووصلوا إلى محافظة الرقة وانتزعوا 19 قرية من مقاتليه، بالإضافة إلى 24 قرية أخرى في الحسكة (شمال شرق).

والآشوريون هم مجموعة عرقية تسكن في الشمال ما بين النهرين في العراق وسورية وتركيا، وينتمي أفرادها إلى كنائس مسيحية سريانية متعددة، كما يعتبرون من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية وذلك ابتداءً من القرن الأول الميلادي.

هجوم انتحاري

إلى ذلك، أوقع تفجير مزدوج على مدخل بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية ستة قتلى وعشرة جرحى في حصيلة أولية.

وكان انتحاريان في سيارة مفخخة توجها إلى حاجز للقوات الحكومية حيث فجر الانتحاري الأول حزاماً ناسفاً، فيما فجر الانتحاري الثاني بعدها السيارة المفخخة أمام الحاجز.

وتعتبر المنطقة التي يوجد فيها مقام السيدة زينب أحد المقامات المقدسة لدى الشيعة.

تجنيد الفتيات

دولياً، ومع تصاعد قضية سفر الصديقات البريطانيات الثلاث أميرة عباسي وشميمة بيجوم (15 عاماً) وكاديزا سلطانة (16 عاماً) إلى تركيا للانضمام إلى «داعش»، حيث شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على شركات الإنترنت وجوب اتخاذ إجراءات إضافية للتعامل مع التطرف على الشبكة، أعلنت إسبانيا أمس، تفكيك شبكة لتجنيد شابات عبر «فيسبوك» لحساب التنظيم ذاته.

وأكدت وزارة الداخلية، في بيان، توقيف أربعة أشخاص، اثنان منهم في جيب مليلية الإسباني في المغرب «مسؤولان عن إنشاء وإدارة برامج على الإنترنت تستخدم لبث أي نوع من المواد للدعاية بخاصة لتنظيم داعش»، لافتة إلى أن عناصر الشبكة «يركزون ضمن استراتيجية تنظيم داعش على تجنيد نساء ينتهي بهن المطاف بعد عملية إعدادهن بالانضمام إلى هذا التنظيم الإرهابي في مناطق النزاع».

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول بأن 5 أجانب فقط تمكنوا من الالتحاق بصفوف «داعش» بين 21 يناير و19 فبراير.

وقال المرصد، إن 54 عنصراً جديداً انضموا إلى «داعش» خلال هذه الفترة من ضمنهم 5 مقاتلين من جنسيات أجنبية، مضيفاً أن شهر «ربيع الثاني الهجري» هو الأقل من حيث نسبة الانضمام إلى تنظيم «داعش»، منذ إعلان «خلافته» في يونيو 2014.

تركيا تفادت أزمة بـ «عملية سليمان» وأثبتت قدرتها على المناورة

تفادت الحكومة التركية أزمة محتملة بإقدامها على تخليص العشرات من جنودها من حصار تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» في سورية، ونقل رفات سليمان شاه جد مؤسس الامبراطورية العثمانية، في عملية توغل خاطفة هي الأولى من نوعها داخل سورية منذ بدء الصراع عام 2011، أثبتت من خلالها قدرتها على المناورة وسط أطراف متناحرة.

وتشير حقيقة عدم وقوع أي اشتباكات إلى أن تركيا إما أن تكون قد حذرت مقاتلي «داعش» الذين يطوقون موقع ضريح سليمان شاه على نهر الفرات من محاولة تعطيل العملية، أو أنها أجبرتهم على ذلك.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة بالعاصمة أنقرة أمس الأول، «تم إفساد لعبة من حاولوا استغلال الضريح وجنودنا لابتزاز تركيا»، دون أن يحدد من يقصدهم «داعش» أم المقاتلين الأكراد أو الجيش الموالي للنظام السوري.

ورغم نبرة أردوغان الشديدة بدت العملية، توغلاً تكتيكياً ينفذ لمرة واحدة لا تشدداً دائماً في الخط الذي تنتهجه تركيا إزاء «داعش».

وكان الجنود الأتراك محاصرين عند الضريح منذ ثمانية أشهر وهو موقف إذا ظل دون حسم كان يمكن أن يضر بالحكومة بينما تستعد للانتخابات البرلمانية في يونيو.

وقال وزير السياحة السوري بشر رياض يازجي لوكالة «رويترز»، إن «العملية تكشف عن تنسيق كامل بين تركيا وداعش»، مشيراً إلى أن كل الرهائن الأجانب بخلاف الأتراك ذبحوا بأيدي المتشددين.

وأكد دبلوماسي غربي في أنقرة، أن المرجح هو اتصال أنقرة بأعضاء التنظيم مسبقاً، قائلاً: «من الواضح أن لديهم قنوات مفتوحة وفعالة (مع داعش) ما من شك في ذلك جرت بالقطع بعض المناقشات معهم لتفادي أي سوء تفاهم، وإن كنت أتصور أن النغمة السائدة كانت الوعيد لا التنازل».

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أنه رغم خطط نقل ضريح سليمان شاه الى قرية آشمة التي يسيطر عليها حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» القريب من «حزب العمال الكردستاني» فإن أنقرة لا تزال تعتبر «الكردستاني «منظمة إرهابية».

back to top