انتزع مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية 14 بلدة آشورية في شمال شرق سورية سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" في 23 فبراير الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أمس أن العمليات تمت بالتعاون مع قوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني ودعم جوي من الائتلاف الدولي طوال الأيام العشرة الماضية وانتهت بطرد "الجهاديين" من المنطقة.

Ad

وفي الإجمال، تمكنت الوحدات الكردية من طرد "داعش" من أربعة آلاف كلم مربع من محافظة الحسكة خلال 20 يوماً، بحسب المرصد، لافتاً إلى خسارة التنظيم بلدة المبروكة الاستراتيجية الواقعة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه) والتي تعتبر أحد أهم معاقله على الحدود الإدارية مع محافظة الرقة.

وبعد السيطرة على بلدة المبروكة وكامل ريف تل تمر وأجزاء واسعة من سري كانيه، فتحت الوحدات الكردية الطريق أمام مقاتليها للتقدم باتجاه بلدة تل أبيض الحدودية في الريف الشمالي لمدينة الرقة، معقل "داعش" وبسطت سيطرتها على الريف الممتد من مدينة الحسكة مروراً بتل تمر وصولاً إلى قمة جبل عبدالعزيز.

في غضون ذلك، اعلن المرصد عن قيام «داعش» بإعدام 20 رجلاً في تدمر.

منظومات درعا

وفي درعا، فككت قوات النظام الرادارات وسحبت منظومات الدفاع الجوي من قاعدة تل الخاروف قرب بلدة ناحتة في الريف الشرقي، إلى جهة مجهولة.

وأرجعت مصادر ميدانية مطلعة لموقع "لكلنا شركاء" المعارض عملية نقل المعدات العسكرية والأسلحة النوعية إلى خوف النظام من هجوم وشيك للمعارضة على القاعدة، التي تقع على طريق السويداء ودرعا جنوباً، وتعتبر آخر نقطة للنظام من جهة محافظة السويداء، وفي حال خسارتها ستغير المعطيات على الأرض، بحسب المصادر.

وعلى المقلب الآخر، فتحت كتائب المعارضة جبهة جديدة على مشارف اللاذقية، وتمكنت من السيطرة على تلة "سيريتل" قرب جب الأحمر بريف المدينة، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة مع النظام في قمة ‫‏النبي يونس.

وفي إدلب، أعلن جيش "الفتح" بقيادة جبهة "النصرة" مواصلة معركة تحرير مدينة أريحا المحاصرة من ثلاث جهات، في وقت يستغل النظام الجهة الغربية كطريق إمداد وحيد له بين قريتي الفريكة شرق جسر الشغور وأريحا.

وفي حلب، سيطرت المعارضة على منطقة المعامل الواقعة بين سجن حلب المركزي وقرية حندرات، في تطور من شأنه قطع طريق إمداد قوات النظام بين قرية ‫‏حيلان و‏السجن المركزي وفق لجان التنسيق المحلية، التي أفادت عن مواجهات دامية في حيي الشيخ سعيد والعامرية وفي كرم الطراب وعلى جبهات حلب القديمة.

أما في دمشق، فقد شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين مساء أمس الأول اشتباكات متقطعة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية و"داعش" الذي يحاول استعادة سيطرته على مواقع خسرها في المعارك الأخيرة. وأوضح رئيس جبهة النضال الشعبي المقربة من دمشق خالد عبدالمجيد أن "داعش" خسر 20 في المئة من إجمالي 60 في المئة من المساحة التي سيطر عليها منذ هجومه على المخيم في الأول من أبريل الماضي، مشيراً إلى أن الفصائل الفلسطينية تسيطر على 40 في المئة أيضاً والمساحة المتبقية خطوط مواجهات بين الطرفين.

المعلم

بعد إعلان تركيا نيتها تقديم غطاء جوي لمقاتلي المعارضة السورية الذين سيخضعون لبرنامج تدريبي أميركي، حذّر نظام الرئيس السوري بشار الأسد أنقرة من مغبة تنفيذ هذا التعهد.

وقال وزير خارجية النظام وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأرمني إدوارد نالبنديان في دمشق أمس، إن "استخدام الأجواء السورية من قبل طائرات غير سورية هو اعتداء موصوف، وبالتالي يمكننا، بما نمتلك من إمكانيات، صد ذلك العدوان".

ووسط تنامي مؤشرات عن توجه لدى النظام للانكفاء حول مناطق نفوذه في العاصمة والساحل، رفض المعلم أي محاولة لتقسيم سورية، مشدداً على أن روسيا وإيران "لم ولن تتأخرا في دعم صمودنا، وكما أن تآمر ودعم الدول المعروفة كالسعودية والأردن وقطر وتركيا يومي وسريع للتكفيريين فإن دعم أصدقائنا ملموس أيضاً".

(دمشق، إسطنبول-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)