المسلحون يسيطرون على طرابلس مع تزايد الفوضى في ليبيا
اقرت الحكومة الليبية المؤقتة من ملجأها الامن في شرق البلاد الاثنين بانها فقدت السيطرة فعليا على طرابلس وباتت المليشيات المسلحة تسيطر عليها.وقالت الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عبدالله الثني والتي استقالت الاسبوع الماضي، ان جماعات مسلحة معظمها اسلامية، تسيطر على الوزارات وتمنع دخول الموظفين اليها.
وقالت الحكومة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن "هذه المقرات محتلة من قبل مسلحين بعد أن تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها وهددوا وزراءها ووكلاءهم".وأضافت أنه "بات من الخطورة بمكان وصول موظفي الدولة إلى مقار عملهم من دون تعرضهم للخطر سواء بالاعتقال أو بالاغتيال".واشارت إلى أن "عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة بل وهاجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم".وكان رئيس الحكومة عبدالله الثني اعلن في 25 آب/ أغسطس الماضي خلال مؤتمر صحافي عقده في طبرق (1600 كلم شرق طرابلس)، ان ميليشيات اسلامية قامت بنهب واحراق منزله في طرابلس.ويومها اتهم الثني الميليشيات الاسلامية المعروفة باسم "فجر ليبيا" والمتحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق) بهذا التعدي على منزله الواقع في حي بجنوب طرابلس، مؤكدا أن أمن العاصمة غير متوفر عموما وأن مقر الحكومة مهدد أيضا.وفي بيانها أكدت الحكومة أن "المباني والمقار العامة للدولة غير آمنة ويتعذر الوصول إلى بعضها بعد أن صارت تحت أيدي المسلحين".ولفتت إلى أنه "وحتى يتم تأمين الدولة ومقارها العامة فإن الحكومة ستعمل من أي مدينة ليبية مع استمرار تواصلها بكافة موظفي الدولة والمؤسسات العامة بالعاصمة طرابلس، وستقوم بتسيير الأعمال وما تكلف به إلى حين تكليف حكومة جديدة".وقدمت الحكومة التي لا تتمتع بسلطة فعلية في بلد تسيطر عليه عمليا ميليشيات متناحرة، استقالتها الخميس الى البرلمان المنتخب والذي يعقد جلساته للسبب نفسه في مدينة طبرق.الا ان البرلمان صوت الاثنين على تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة، بحسب وكالة الانباء الليبية الرسمية.واوكل البرلمان له مهمة تشكيل حكومة من 18 وزيرا مقارنة بنحو 30 وزيرا في الحكومة السابقة. واشار البرلمان الى ان سبعة من هذه الوزارات يجب ان تشكل حكومة ازمة مصغرة.وكان مجلس النواب اعتبر في وقت سابق قوات (فجر ليبيا) جماعة إرهابية. وتسيطر هذه القوات على العاصمة طرابلس منذ 24 اب/أغسطس الماضي بعد أن خاضت معركة طاحنة استمرت زهاء 40 يوما ضد قوات تنتمي للتيار "الوطني" تتحدر بمجملها من مدينة الزنتان (180 كلم جنوب غرب).وكان أفراد هاتين القوتين المتناحرتين حاليا رفقاء سلاح إبان الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي سقط في 2011.ميدانيا قتل عشرة جنود من الجيش الليبي وأصيب ما يزيد عن عشرة آخرين بجروح خلال صدهم لهجوم الإثنين من قبل مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي كانوا ينوون التقدم نحو مطار بنينا الدولي جنوب شرق المدينة.وقال العيد ميلود الزوي لوكالة فرانس برس إن "عشرة جنود من الجيش قتلوا وأصيب ما يزيد عن عشرة آخرين بجروح خلال صدهم لهجوم من قبل مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي كانوا ينوون التقدم نحو مطار بنينا الدولي والقاعدة الجوية".وأضاف الزوي أن "قوات الجيش صدت الهجوم بمساندة سلاح الجو الليبي وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع إلى منطقة بوعطني المتاخمة لمنطقة بنينا"،حيث يتمركز مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي بعد سيطرتهم على عدة معسكرات للجيش على رأسها معسكر القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني.وأشار الزوي إلى أن "الأمور تحت السيطرة وأن قوات الجيش ستتقدم لتحرير المواقع التي فقدتها خلال المدة الماضية".ويقع العديد من القتلى والجرحى بشكل شبه يومي في صفوف الجيش ومقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من الجهاديين، لكن لاتوجد أي حصيلة رسمية للضحايا في ظل تكتم تام من الطرفين حيال التحركات العسكرية.ويسمع في أحياء متفرقة في مدينة بنغازي بين الفينة والأخرى دوي انفجارات لأسلحة ثقيلة فيما يرى تحليق لطائرات سلاح الجو التابع لقوات اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر الذي أعلن عن عملية "الكرامة" العسكرية في 16 ايار/مايو الماضي قائلا إنها "تهدف للقضاء على الإرهاب في بلاده".وتعتبر السلطات الليبية بهياكلها التشريعية والتنفيذية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية جماعة "أنصار الشريعة" وهي القوة الضاربة لمجلس شورى ثوار بنغازي "جماعة إرهابية، كما دعا المجتمع الدولي عبر قرار لمجلس الأمن إضافة إلى قرارات السلطات في ليبيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.والاحد استولى عناصر من ميليشيا "فجر ليبيا" على مقر السفارة الاميركية في طرابلس، الذي كان اخلي منذ اواخر تموز/يوليو الماضي.واكد عناصر هذه القوات انهم دخلوا مجمع السفارة الذي يتألف من بضعة منازل لضمان الامن في المكان ومنع نهبه.وقال احد عناصر قوات فجر ليبيا "لقد دعونا البعثات الدبلوماسية للعودة الى طرابلس وبانتظار ذلك نحن هنا لحماية المكان".الا ان السفيرة الاميركية في ليبيا ديبورا جونز قالت الاحد ان السفارة الاميركية في طرابلس محمية ولم تتعرض للنهب بعد ان دخلت مليشيات اسلامية الى ملحق في مجمع السفارة.