في إحدى صالات المؤسسة العامة للتبغ في وسط مدينة اللاذقية غرب سورية، ينهمك عمال في لف أوراق التبغ، تمهيداً لإنتاج كميات من السيجار، في صناعة جديدة بدأت تشق طريقها رغم الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد.

Ad

وفي الصالة المزينة جدرانها بصور الرئيس بشار الأسد ووالده حافظ الأسد، تعمل 130 عاملة وستة رجال على فرز أوراق التبغ البنية النضرة وتكديسها ولفها، في عملية يتراوح إنتاجها اليومي بين 400 إلى 500 سيجار، يجري توزيع جزء منه على عدد من الشخصيات لتذوق نكهته والتحقق من نوعيته.

وبينما أعلن المدير العام للمؤسسة ناصر عبدالله، في نهاية فبراير، أن هذه المبادرة ستسمح بخلق ألف فرصة عمل، أوضح معاونه سلمان العباس أن «الشركة ستطرح منتجاتها في السوق الداخلي، وستحاول تصديرها إلى الدول الصديقة».

وتخضع مؤسسة للتبغ على غرار عدد من المؤسسات الحكومية لعقوبات اقتصادية، بعدما جمد الاتحاد الأوروبي أرصدتها في 2012، متهماً إياها بتقديم الدعم المادي للنظام السوري.

وكانت الشركة التي يعود تأسيسها إلى عام 1935، تعد قبل اندلاع الأزمة من الشركات الأكثر ازدهاراً في سورية، وكانت وارداتها تؤمن ملايين الدولارات لخزينة الدولة.

ويقول مدير المصنع شادي معلا: «قررنا إطلاق منتج جديد بدون خبرة أجنبية»، بهدف تعويض الخسائر الناجمة عن النزاع والعقوبات الاقتصادية، مندداً بـ»حرب اقتصادية» يشنها الغرب على سورية. وبعد ثلاثة أعوام من المحاولات، باتت صناعة سيجار «مطابق للمواصفات الدولية» ممكنة في المصنع التابع للمؤسسة في اللاذقية التي يزرع التبغ في أريافها.

(اللاذقية - أ ف ب)