هل يمثل الإعلام خطراً على الدولة؟
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
وتزيد حالة السيولة والفوضى الإعلامية من ازدياد الاستقطاب السياسي والعقائدي، ما يهدد السلام الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى تحريض بعض الإعلاميين على القتل، وتنصيب أنفسهم قضاة ومحققين ووكلاء عن المجتمع، وأصبحت وسيلة الانتشار لدى العديد من الإعلاميين أن يخاطبوا العوام بلغة غير مهنية، ولا تراعي مواثيق شرف ولا قوانين ولا أخلاقيات مهنية، ويقوم الإعلام بقصد أو دون قصد ويبتز مشاعرهم، فيخلق حالة من السيولة السياسية يجب أن تتوقف، كما أنه يتجاهل قضايا اجتماعية واقتصادية، ويقوم باستدعاء رجال الدين ليزيد من حدة الاحتقان الطائفي والعقائدي حتى بين المذاهب المختلفة في الدين الواحد أو الأديان المختلفة، دون مراعاة أي معايير مهنية، وإبراز أمراض المجتمع دون تقديم أي معالجة اجتماعية، وهو ما يهدد المجتمع نفسه.في إطار توصيف الحالة يمكن الحديث عن كيانات إعلامية تبدو متنافرة تخلق صورة غير متماسكة أو واضحة المعالم، لكن على الرغم من ذلك تم تقسيم الإعلام المصري إلى إعلام تملكه الدولة -غير معروف أي جزء فيها هو المالك- وإعلام خاص يبدأ مستواه من صحف أو مواقع صغيرة، هو إعلام "بير السلم"، كما أسميه، وصولاً إلى كيانات إعلامية ضخمة معظها يحقق خسائر ضخمة، ما يثير تساؤلات مشروعة وجادة وقلقاً حقيقياً حول مصادر تمويل وطبيعة أهداف تلك الوسائل، وهذا يمس بشكل مباشر حدود الأمن القومي للبلاد.