أكد الشاعر سيد حجاب أنه لم يتعلم كثيراً من معظم النقاد الذين كتبوا عن شعره، وقال: «ربما في أول العمر تعلمت من عبد القادر القط وإبراهيم فتحي». وأضاف حجاب، خلال مناقشة كتاب «سقوط الآلهة... قراءة في الوعي الجمالي عند سيد حجاب» الصادر عن «هيئة الكتاب» بقلم حميدة عبد الله إبان معرض الإسكندرية للكتاب، أن ثمة فجوة بين النقد والإبداع لا بد من تجسيرها لوصول العمل إلى مختلف الأذواق.

Ad

وعن كتاب «سقوط الآلهة» قال حجاب إنه يقدم مفهوماً حقيقياً لكلمة الحداثة، موضحاً أن من تكلموا عن الحداثة تحدثوا عن القطيعة المعرفية من دون فهم جيد لها. وتابع: «الحقيقة أننا ننقطع عن الأشياء ونتعرف إليها من خلال علوم العقل، هذا العمل أحد أكثر الكتب التي تناولت الشعر من داخله ويقيم ويكشف العمل الإبداعي وهو خطوة حقيقية في ضبط النقد مستقبلا».

وعن حداثة العامية على مستوى الشعر قال حجاب: «أول نص عامية كان لـ «ابن إياس» ولكن أظن أن المصريين غنوا بالعامية قبل ذلك كثيراً»، وأضاف: «اللغة كائن حي تبتدعه الجماعة الإنسانية في مسيرتها الحياتية بما يفي احتياجاتها والتنفيس عن المعنوي والعاطفي. وفي بداية حياتي كنت أكتب بالفصحى والعامية، حتى قدمني «عمنا» صلاح جاهين كشاعر عامية. مشوار العامية بدأ بنديم ثم رامي وبيرم وبديع خيري، واستكمله صلاح جاهين والعبد لله.

أما حميدة عبد الله فقال: {بعض الشعراء أقدر على قراءة النصوص أكثر من القراء. ضحى البعض بالكثير ليكون شاعراً مثل أمل دنقل وعفيفي مطر وجاب الشوارع حافي القدمين. لكننا لم نكن بهذه الجرأة واحتمينا بالأسرة والبيت، وهو أمر قاتل للإبداع.

وأشار حميدة إلى أن شعر العامية نص وخطاب، فالخطاب قبل أن يدخل في مرحلة الكتاب يمر بمرحلة النص، ولا شك في أن الشعر ليس بطرائقه وإنما بآثاره وما يتركه في الوعي.

يُذكر أن كتاب {سقوط الآلهة} يرصد تطورات مشروع سيد حجاب الشعري، ويشير إلى أنه لا ينفصل عن وعيه الجمالي، وإنما ينبثق كل منهما عن الآخر، ويتأسس هذا الوعي تحديداً على سمة بارزة، هي الوضوح المجازي لا الغموض، وهذا المجاز يتسم بالكلية، لكن هذا الوضوح الذي ينأى عن السطحي ويأنس بالفنية العالية.

ويرى أن أعمال حجاب بهذا المفهوم أكثر أصالة، وقد تتفوق على كثير من تعقيدات الشكل الفني المبني على مهارة لا تؤدي إلى آثار إيجابية، بقدر ما تؤدي إلى فوضى الإشكال التي لا يتميز فيها الصواب من الخطأ والكذب من الحقيقة.