د. عبير الحسن... ضوء نهاية النفق

نشر في 09-05-2015
آخر تحديث 09-05-2015 | 00:01
 علي عبدالعزيز أشكناني ما إن تدخل ذلك المكتب بكلية العلوم الإدارية في الدور الثاني تحديدا حتى تجد ورق الحائط الغريب المملوء بالقبب والبيوت، حيث يضع الطلاب المميزون أوراقاً صغيرة بأسمائهم كي يختاروا موقع البيت الذي يريدونه، لتدرك عندئذ أن صاحبة هذه المكتب ستختار موقعاً في نفسك- إن كنت منصفاً- في خانة التقدير والإجلال والإكبار.

من يعرفني يعلم أنني لست بالمتملق ولا المتسلق، بل يا لكرهي وبغضي لهما، ولكن عندما تكون أغلبية المقالات عن أطنان السواد الذي يحيط بنا، بنفقنا الذي نسير فيه معا كمواطنين، فعلينا أخلاقياً أن نتحدث عن الضوء الذي نراه، وإن كان ضئيلاً لا يكاد يرى، لعل الضوء يلهم الضوء فينفجر يوماً ما ليحدث انفجاراً كبيراً آخر يخلق لنا وطناً جديداً أكثر جمالاً ونضارة.

د. عبير الحسن، صاحبة فكرة البيضة الشهيرة، التي استخدمتها لتطوير مهارات التواصل ضمن المجموعات الدراسية، التي تنادي الطلاب بالألقاب التي يفضلونها بدل الأسماء، كي تعلمهم أن الدراسة يجب ألا تكون كئيبة، وأن المعلم والطالب بقارب واحد يجب أن يسير نحو النجاح، ابتسامتها الدائمة لا تفارقها، فهي عنوانها الذي يفرض احترامها على طلبتها، يعتقد البعض أن "البوز" و"عقد النونة" وحرف الدال هي والاحترام وجهان لعملة واحدة، لتكسر د. عبير هذه القاعدة بتعبيرها الشهير "ووهوو".

 جهد كبير ومتعب ستبذله عندما تكون طالباً لديها، لكنني، وعن تجربة شخصية قبل سنوات، عرفت أن ما نتعلمه منها هو للمستقبل لا للحظة، بل لا أبالغ عندما أقول إن المادة الوحيدة خلال سنوات الجامعة التي استفدت منها حرفياً خلال دراستي للماجستير في أستراليا كانت مادتها.

لديها ما يعجز جلنا عن فعله، وهو الإصغاء بكل اهتمام لكل ما يقوله طلبتها، تدعم الفاشل حتى ينجح، وتدعم الناجح حتى يبهر، لا يهمها إن كنت طالباً حالياً أو طالباً سابقاً أو لم تكن من ضمن طلبتها أبداً، فالتزامها العظيم تجاه بلدها يدفعها إلى مساندة كل المبادرات الطموحة رغم جدولها المزدحم، دكتورة عبير الحسن، أنت الضوء الذي نبحث عنه في نهاية النفق، وأنت الصورة التي نريد أن نتذكرها عن سنواتنا الجامعية... لنأمل أن تبقى أبراجنا شامخة، كي لا تضيع نقطة الضوء التي نتطلع إليها.

back to top