واصلت جماعة الإخوان عملياتها الإرهابية ضد السلطة في مصر، واتخذت منحى جديداً في الآونة الأخيرة، عبر استهداف منازل مسؤولين، بدأتها (الأحد) الماضي، بإلقاء قنابل المولوتوف على منزل وزير الأوقاف في محافظة بني سويف بصعيد مصر، قبل أن تقوم عناصر إرهابية (الاثنين) الماضي بتفجير عبوة ناسفة أمام منزل قاضٍ.

Ad

استهداف منازل المسؤولين بهذه الطريقة دفع مراقبين إلى دق جرس إنذار من خطورة تنامي مثل هذه العمليات في الفترة المقبلة باستهداف وزراء وشخصيات عامة وسيادية، بهدف الضغط على السلطة الحالية، وإظهارها بالعاجزة عن فرض الأمن، وكرد فعل على النجاح غير المسبوق الذي حققه مؤتمر «مصر المستقبل» لدعم الاقتصاد المصري، الذي أنهى أعماله في منتجع شرم الشيخ 23 مارس الماضي.

كان إرهابيون فجروا الأسبوع الماضي، عبوة ناسفة في منطقة «أوسيم» الشعبية بمحافظة الجيزة، أمام منزل المستشار فتحي بيومي عضو اليسار في المحكمة التي برأت وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وكتب منفذو العملية على منزل القاضي «هذا العمل البسيط هديتنا إليك بعد حكم البراءة»، بينما ألقت عناصر إخوانية قبلها بيوم واحد، زجاجات المولوتوف الحارقة على منزل وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في محافظة بني سويف.

أمنيا، قال وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام، إن الجماعات الإرهابية تتبع هذا النهج بعد فشلها في محاولة إنتاج المشهد الفوضوي الذي شهدته البلاد في أعقاب ثورة يناير 2011، وإعاقة عملية التنمية بعد نجاح المؤتمر الاقتصادي، بهدف الضغط من أجل العودة إلى المشهد السياسي مُجددا، متوقعا في تصريحات لـ»الجريدة» تصعيد الإرهاب بمزيد من عمليات استهداف المنشآت الحيوية والشخصيات العامة.

إلى ذلك، أكد زعيم تنظيم الجهاد سابقا، نبيل نعيم، أن استهداف الجماعات الإرهابية للشخصيات العامة منهج قديم لدى «الإخوان» يعود إلى عام 1948، حين تم اغتيال القاضي أحمد الخازندار، انتقاما لإصداره حكما ضد أحد أعضاء الجماعة وقتذاك، مضيفاً أن «الضربات الأمنية الاستباقية التي توجهها قوات الأمن هي السبيل الوحيد لتعجيز عناصر الإخوان».