سادت حالة من التضارب في مصر أمس، عقب بيان منسوب لجماعة «أنصار بيت المقدس» بايعت فيه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي، في وقت دعا هذا التنظيم المعروف باسم «داعش» إلى تصعيد العمليات الإرهابية في القاهرة، ما اعتبرته الداخلية المصرية حرباً نفسية لمواجهة تطهير سيناء من الإرهاب.

Ad

بعد مضي ساعات من إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، على حساب منسوب له على موقع «تويتر»، بيعة أمير تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» أبوبكر البغدادي، عممت مواقع متخصصة في نشر أخبار الجماعات الأصولية أمس بياناً لقيادي في التنظيم يُدعى أبومصعب المقدسي، يطالب فيه الجماعات المسلحة في مصر بنقل العمليات إلى القاهرة بغية تشتيت الأمن وإرهاقه.

وبدا حرص كاتب البيان «الداعشي» على إعطاء نصائح لـ«بيت المقدس» و«أجناد مصر»، بدعوتهما إلى استقبال المزيد ممن سماهم بالمهاجرين، الذين يريدون الانضمام إليهم، والعمل على نشرهم في شتى المحافظات، بغية استهداف مسيحيين ومسلمين من طائفة الشيعة، والقضاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، مشيراً إلى أن جدوى العمليات لن يشعر بها النظام في مصر، إلا إذا استهدفت الاقتصاد القائم على السياحة، فضلاً عن شركات ومؤسسات الجيش، وقناة السويس.

«بيعة بيت المقدس»

إلى ذلك، سادت حالة من التضارب، حول إعطاء «أنصار بيت المقدس»، الذي يتخذ من شبه جزيرة سيناء مرتكزاً لعملياته، البيعة للبغدادي. فغداة نقل وكالة أنباء «رويترز» أمس الأول بياناً منسوباً للأنصار يزعم مبايعة البغدادي، خلت أمس المواقع التي ينشر فيها التنظيم المصري تحركاته من أي بيانات تفيد البيعة، وهو ما أكده حساب مزعوم آخر للجماعة على «تويتر».

يذكر أن «الجريدة» نشرت مؤخراً تقريراً رجح فيه خبراء الحركات الأصولية قرب إعلان التنظيم المصري بيعته للبغدادي، بعدما قام بعدة خطوات تشير إلى التقارب مع التنظيم الأشرس في العالم.

خطوة مرتقبة

الخبير في الحركات الأصولية إسماعيل الإسكندراني، أكد أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» قام أخيراً بعدة تحركات كان لها من الدلالات ما يدل على قرب اتخاذه تلك الخطوة، مضيفاً أن «التطورات في سيناء حاليا، تؤدي نظريا، إلى احتياج الأنصار، لمدد بشري ولوجيستي، قد يتطلبه الحسم البرغماتي لموقفهم من داعش»، بينما اعتبر مؤسس رابطة «حماة الإيمان» مينا أسعد بيان «داعش» بمنزلة «حرب نفسية».

«أبناء سيناء»

رسمياً، وبينما دانت دار الإفتاء بيان «بيت المقدس»، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف إن أجهزة الأمن توقعت لجوء الجماعات الإرهابية إلى تلك البيانات، من منطلق الحرب النفسية والإعلامية، عقب اتخاذ الدولة إجراءات لمكافحة الإرهاب»، موضحاً أن استجابة أهالي رفح لإخلاء الشريط الحدودي ضيقت الخناق على التكفيريين وأفقدتهم الصواب.

في غضون ذلك، نفى مصدر أمني وجود ما يسمى بجماعة «أبناء سيناء»، التي نشرت تسجيلاً مصوراً لها على موقع «يوتيوب» أمس الأول، يعلن فيه 10 مسلحين محاربة الجماعات الجهادية في سيناء.

وأكد المصدر لـ«الجريدة» أن قوات الأمن (الجيش والشرطة) هما الجهتان الوحيدتان المنوط بهما مواجهة العناصر التكفيرية، بينما نفى المتحدث باسم الجيش شائعات عن مد فترة التجنيد الإلزامية للمؤهلات المختلفة.

مناورة بدر

وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي قال إن القوات المسلحة ستظل عند حسن ظن الشعب بها قوية وقادرة على حماية الأمن القومي، مؤكداً، خلال فعاليات مناورة بدر 2014، المضي بكل قوة في استعادة الأمن والاستقرار في سيناء واقتلاع جذور التطرف والإرهاب منها، مشدداً على جاهزية القوات المسلحة لتنفيذ كل المهام التي تسند إليها لتأمين حدود مصر وأجوائها ومياهها الإقليمية.

في الأثناء، قال مصدر عسكري مصري مسؤول إن إجمالي ما تم تدميره من أنفاق في رفح على الحدود مع قطاع غزة بلغ حتى الآن 1825 نفقا بعد تدمير نفقين جديدين أمس، في وقت أعلنت «الداخلية» ضبط 19 من أعضاء تنظيم «الإخوان» في 3 محافظات بينهم 4 كونوا خلية إرهابية في محافظة الجيزة، بغية ارتكاب أعمال تخريب.

الملف الحقوقي

على صعيد آخر، ووسط الاتهامات الموجهة للحكومة بانتهاكات حقوقية، يعرض اليوم الوفد، الذي يترأسه وزير العدالة الانتقالية، إبراهيم الهنيدي، ملف مصر الحقوقي خلال السنوات الأربع الأخيرة، ضمن المراجعة الدورية الشاملة التي ينظمها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، في حين رفض رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، محمد زارع اعتبار خضوع مصر للاستعراض الدوري الشامل اليوم في جنيف محاكمة لها أو إعلان حرب عليها.

وتواجه القاهرة اتهامات بعدم تنفيذ التزاماتها التي وقعت عليها في الدورة السابقة 2010. ومن المقرر أن يبرر الوفد وجهة نظر القاهرة في تلك الاتهامات.

وأكدت المديرة التنفيذية لمركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية داليا زيادة، أن المركز سجَّل مقتل 1085 جندياً في سيناء منذ يوليو الماضي، متهمة، خلال كلمتها في الموتمر الصحافي لممثلي المجتمع المدني المرافقين للوفد المصري، تنظيم «الإخوان» بقتل 2984 مصرياً.