الإرهاب يضرب «الإنتاج الإعلامي» مرتين... والشاشات تُظلم
• «الكهرباء» تدفع بمولدات لإعادة البث
• مقتل شرطي في القليوبية وإصابة مأمور قسم ثالث العريش
• مقتل شرطي في القليوبية وإصابة مأمور قسم ثالث العريش
استهدف تفجير إرهابي أمس برجي كهرباء في مدينة الإنتاج الإعلامي، ما أسفر عن قطع بث قنوات فضائية، في وقت أسفر هجوم آخر على نقطة أمنية بالقليوبية عن مقتل ضابط وإصابة آخرين، بينما أصيب مأمور قسم بالعريش في هجوم جديد.
تعرضت مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، أمس، لهجومين إرهابيين، حيث استهدفت أبراج الكهرباء التي تمد المدينة التي توجد بداخلها استديوهات قنوات فضائية ومحطة القمر الاصطناعي "نايل سات" تفجيرات متعاقبة أسفرت عن وقف بث القنوات.وانفجرت عبوة ناسفة ظهر أمس أسفل برج كهرباء مسؤول عن إمداد المدينة بالطاقة، بعد نحو 10 ساعات من انفجار 6 ناسفات استهدفت برجين آخرين في محيط المكان ذاته.وأدت الانفجارات إلى سقوط برجين وانقطاع بث القنوات لنحو 12 دقيقة، قبل الاستعانة بمولدات أخرى لإعادة البث من المدينة التي تقع في ضاحية 6 أكتوبر شرق القاهرة.وقال مصدر أمني إن مجهولين زرعوا العبوات أسفل البرجين، اللذين يقعان على مسافة 4 كيلومترات من محطة "نايل سات"، مضيفا في تصريحات لـ"الجريدة": "انفجار الناسفات أدى إلى سقوط البرجين، بينما تمكّن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول عبوتين أخريين". من جانبها، قالت وزارة الكهرباء إن "التفجير أدى إلى تدمير جميع قواعد البرجين وسقوط أحدهما، بينما حدث ميل في الآخر، واستمرت التغذية الكهربائية من خلاله"، وأوضحت الشركة، في بيان رسمي لها أمس، أنه تم تشغيل وحدات التوليد الاحتياطية في المدينة، فضلا عن نقل مولدات إضافية لتوفير تغذية كهربائية بديلة.وقد تفقد رئيس الحكومة إبراهيم محلب المدينة برفقة وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، وأكد إصرار الدولة على المضي قدما في محاربة الفساد والإرهاب، وقال: "شعب مصر مبيخافش، وإذا كان الإرهابيون مصرّين على هدم البلد، فنحن مصرون على استكمال البناء، مصر مكملة، وهنحبط المحاولات الخسيسة، التي لن تؤثر فينا"."الأجناد" تتبنىوفي حين، كلّف النائب العام المستشار هشام بركات، جهاز الأمن الوطني والمباحث الجنائية إجراء تحريات عن الحادث لكشف هوية منفذيه، تبنى تنظيم "أجناد مصر" العملية. إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في "النايل سات" – الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية - أن "الشركة لم تتأثر بالحادث الإرهابي، لكونها تمتلك مولدات كهرباء احتياطية تم تشغيلها عقب انقطاع الكهرباء"، موضحا لـ"الجريدة" أن "القنوات التي انقطع عنها البث هي القنوات التي تمتلك استديوهات في المدينة، أما بقية الفضائيات التي تبث على مدار القمر فلم تتأثر".ورفض الخبير الإعلامي، ياسر عبدالعزيز، النظر إلى العملية من جانبها الاقتصادي، موضحا أنها طفيفة وغير مؤثرة، إلا أنه أكد لـ"الجريدة" أن الخسائر المعنوية كبيرة، لكونها تُنذر بالخطر، قائلا: "العملية نوعية وتظهر مدى قدرة جماعات الإرهاب على الوصول إلى أهداف حساسة"، متهما المنظومة الأمنية بعدم قدرتها على حماية آليات البث.مقتل شرطيعلى الوتيرة ذاتها، استهدف مسلحون مجهولون، أمس، نقطة مطافئ مدينة شبين القناطر، التابعة لمحافظة القليوبية، شمال القاهرة، ما أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة اثنين.وفي حين، شهدت مدينة "كوم أمبو" أمس، انفجار قنبلة صوتية، قالت وزارة الداخلية، إنها ألقت القبض على ثلاثة من العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم "أجناد مصر"، وقالت في بيان آخر إن عمليات الدهم في عدد من المحافظات أسفرت عن ضبط 59 متهما، بينهم عناصر شاركت في أحداث عنف، وأخرى مطلوبة على ذمة قضايا.ميدانيا، وبينما أسفرت الحملة الأمنية جنوب مدينة الشيخ زويد، أمس، عن مقتل 5 من العناصر الإرهابية، أصيب مأمور قسم شرطة ثالث العريش إثر هجوم بالأعيرة النارية هو الثاني خلال 48 ساعة.وكان القسم تعرّض لهجوم انتحاري الأحد الماضي أسفر عن مقتل 7 عسكريين ومدني.مساعدات عسكريةعلى صعيد منفصل، ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، أن قرار استئناف المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، جاء نظرا للتهديدات المتزايدة التي تشهدها البلاد، موضحة، في بيان لها أمس، أن القرار لا يشير إلى تحسّن وضع حقوق الإنسان في مصر أو يمثل أي نوع من التأييد لتوجه الحكومة المصرية، إزاء عناصر المعارضة الداخلية.وقد استبعد الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، أن يكون قرار أميركا استئناف المساعدات العسكرية لمصر له تأثير على توجه مصر الأخير شرقاً نحو روسيا والصين، في حين أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جمال عبدالجواد، أن علاقات مصر الخارجية تدار بحكمة، وليس فيها أي اندفاعات، مستبعدا أن تتأثر علاقات القاهرة وموسكو بسبب عودة دفء العلاقات مع واشنطن.في سياق منفصل، عقد وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي، اجتماعا أمس، تباحث فيه حول التصورات النهائية للتعديلات المقترحة على القوانين المنظمة للانتخابات، وعلمت "الجريدة" أن الاجتماع اعتمد مقترح زيادة عدد مقاعد "الفردي"، وتوزيع جديد للدوائر الانتخابية، والصياغة النهائية لشرط جنسية المرشحين، والمساواة بين مرشحي الفردي والقوائم في الدعاية الانتخابية، وتغيير المادة التي تُلزم رئيس الجمهورية بأن يكون نصف عدد المعينين من النساء، تجنبا لأي شبهات عوار دستوري.