اختيار التخصصات وفقاً للأسرة والوظيفة ظاهرة سلبية

نشر في 21-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2015 | 00:01
طلبة الجامعة لـ الجريدة•: من أقدم الظواهر في المؤسسات الأكاديمية بالكويت
أكد الكثير من طلبة الجامعة سلبية ظاهرة اختيار التخصصات، التي لا تؤهل الطالب علمياً وفكرياً، لكونها تأتي وفق رغبة الأسرة وعدم الأمان الوظيفي، لا محبة في التخصص والمجال الذي يرغب فيه.

مما لا شك فيه أن الاختيار الأنسب للتخصص الدراسي له أثر كبير في رسم معالم المستقبل الوظيفي للطلاب والطالبات بعد تخرجهم في جامعة الكويت، بل في حياتهم كلها، إذا بُني هذا الاختيار على معايير علمية صحيحة تجعله أقرب للصواب، وأكثر ملامسة للاحتياجات والإمكانات، إلا أن غياب الأجواء العلمية والمعلومات الدقيقة، وتداخل عدة عوامل في اختيار التخصص الدراسي منها الأسرة، والأصدقاء، والجامعة، والعادات والأعراف، وسيادة بعض المفاهيم الخاطئة، جعلت الاختيار الصحيح للتخصص أمراً شائكاً، يترك الطالب في حيرة بين ميوله ورغبات أسرته، والإمكانات المتاحة أمامه.

«الجريدة» جالت في حرم جامعة الكويت والتقت عددا من الطلبة الذين كشفوا الإشكاليات التي تعترضهم في اختيارهم للتخصص، ووضعوا جملة من الحلول المقترحة التي من شأنها تعزيز ثقة الدارسين بقدراتهم وإمكاناتهم... والتفاصيل كما يلي:

«خيارات أسرية»

بداية يرى الطالب محمد النصار أن من أسباب مشكلة عدم القدرة على اختيار التخصص عند الطالب ضعف التوكل على الله تعالى، والقلق من المستقبل، وقلة المعرفة بالمجالات المتاحة ومناهجها، إضافة إلى عدم ميول الطالب إلى مجال بعينه، بينما نجد في بعض الدول الأوروبية أنه يتم البدء بتحديد ميول الطلاب واتجاهاتهم من سن العاشرة، ودراسة الميول العلمية التي تؤهلهم في المستقبل لخوض العمل في المجال الذي يرغبون فيه ويميلون إليه.

ويضيف النصار أن من أسباب المشكلة أيضاً اختيار الطالب التخصص برغبات من حوله أو لنظرة الناس له فقط، ومن ذلك رغبة الأهل في تخصص أبنائهم في مجال لا يرغب فيه الأبناء، فقد تجد الأب يعيش خيالاً أن ابنه لابد أن يصبح طبيباً مثلاً، لأنه رسم صورة في نفسه، في حين لو أن الأب وسع مخيلته في أن يصبح ابنه مبدعاً في المجال الذي أحبه لكان ذلك أولى.

من جانبه، يشير الطالب أحمد سامح إلى مشكلة أخرى يشترك فيها البيت والأصدقاء، وهي ما يسمى بالتثبيط أو التحطيم، فحينما يرغب الطالب في مجال ما نجد التعليق بالسخرية، وأنه مجال فاشل، فقط لأنهم هم لا يرونه أو يرغبون فيه، في حين أن هذا التأثير قد يكون إيجابياً حينما يغلب طابع التشجيع والمساعدة في اختيار التخصص، كل بحسب خبرته.

 ويضيف سامح أن «من المشاكل أيضاً أن بعض الطلاب يرى أن اختبار القياس هو الذي يحدد القسم المتاح، صحيح أن القياس يحدد ذلك بشكل صحيح، ولكن متى ما كان هذا القياس مقاماً بشكل صحيح ومن مختصين».

الأمان الوظيفي

من ناحيته، يرى الطالب عبدالله المسباح أن من أسباب هذه المشكلة هو التقصير للدور المساعد من قبل المرشد الطلابي والمعلم في المدارس في توجيه الطالب حسب ميوله، فضلا عن عدم وجود مادة دراسية تضعه في الصورة المستقبلية للتخصصات المتاحة في الكليات والمعاهد والجامعات المحلية، والشروط المطلوبة لكل تخصص، ومدة الدراسة والجهات الحكومية أو الأهلية التي تستقطب كل تخصص.

وقال الطالب سالم الفلاح إن مسألة الأمان الوظيفي الذي ينشده الطالب من أبرز معوقات الاختيار السليم للتخصص، فالطالب يتوجه إلى التخصص الذي يرى أنه يوفر له الأمان الوظيفي بغض النظر عن ميوله وقدراته، وان في ذلك غياب دور مؤسسات التعليم الفني والمهني، والتعليم العالي في تعريف وتثقيف الطلاب.

بدوره، أشار الطالب صلاح الغشام إلى نقطة مهمة هي عدم إشباع الميول والحاجات للطالب، وعدم تدريبه على الاختيار واتخاذ القرار والقيادة، وما يترتب على ذلك من تأثير الأصحاب والأسرة في اتخاذ القرار نيابة عنه، ويجب ضرورة عدم إغفال جانب تأثير العرف والعادات والتقاليد في تجنب بعض التخصصات.

back to top