رغم المخاوف من تجدد الحرب في غزة بفعل عدم توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى حل دائم في القطاع، والخشية من انتكاسة المصالحة الفلسطينية غير المكتملة، نجحت القاهرة أمس في تنفيذ وعدها بتنظيم وإنجاح مؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع، في إطار مبادرتها لإنهاء ذيول الحرب الأخيرة فيه.

Ad

وكان واضحاً في المؤتمر التشديد على وجوب إعادة الإعمار بشفافية، بالتوازي مع عودة السلطة الفلسطينية إلى ممارسة صلاحياتها في القطاع على الصعيدين الأمني والإداري، ما يعني إنهاء تفرد «حماس» بحكم غزة.  

وتعهدت الدول المانحة بالمشاركة في مؤتمر «إعادة إعمار غزة» في القاهرة بتقديم نحو ملياري دولار لإعادة إعمار القطاع.

ووعدت قطر بتقديم مساعدات قدرها مليار دولار، لتكون بذلك أكثر المانحين سخاء، بينما قدمت الكويت 200 مليون دولار على 3 سنوات، وقدمت كل من الإمارات والولايات المتحدة مبلغاً مماثلاً.

وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر على ضرورة إنهاء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وطالب إسرائيل بالتفكير في إطلاق جهود سلام جديدة، استناداً إلى مبادرة السلام العربية التي رفضتها في عام 2002.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «لا أعتقد أن أي شخص في القاعة يريد أن يعود بعد عامين أو أقل إلى نفس المائدة للحديث عن إعادة إعمار غزة»، بسبب التقاعس عن «التعامل مع القضايا الأساسية»، مطالباً بالعودة إلى جهود السلام والمفاوضات لتحقيق أمن إسرائيل وإنشاء دولة فلسطينية.

بدوره، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بعد انتهاء المؤتمر، إن «هذه التظاهرة الدولية للتجاوب مع المآسي التي حدثت في قطاع غزة تعطينا انطباعاً بأن المجتمع الدولي مهتم اهتماماً كبيراً، ليس فقط بإعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي في غزة، بل في إيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية».