النموذج الميليشاوي ينتقل إلى عدن بعد صنعاء
مخاوف من أن تكون «اللجان » محاولة للالتفاف على «ثورة الجنوب »
في خطوة غير مسبوقة، بدأ أنصار الحراك الجنوبي في عدن محاكاة النموذج الحوثي في صنعاء، بعد سيطرة مئات المسلحين من بعض فصائلهم، على عدة منشآت حيوية بمحافظة عدن من بينها مطار عدن الدولي والمصافي والميناء.المسلحون الذين يطلقون على أنفسهم اسم "اللجان الشعبية"، قدموا من محافظة أبين المجاورة لمحافظة عدن، جنوبي اليمن، بحجة حماية المنشآت والدفاع عن عدن من عناصر "القاعدة" وعناصر الحوثي الذين تدور معلومات أنهم بعد سيطرتهم على صنعاء وعدة محافظات أخرى باتوا في طريقهم المحتمل إلى عدن.
ويأتي انتشار "اللجان الشعبية" بالتزامن مع أحاديث متفاوتة عن محاولات رسمية لفض اعتصام مفتوح لنشطاء الحراك الجنوبي كانوا قد بدأوه في 14 أكتوبر الماضي، للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال. في حين ترددت أنباء عن تسلل عشرات من عناصر جماعة "أنصار الله" الحوثية أو عناصر "أنصار الشريعة" إلى مدينة عدن.من جهته، قال عضو اللجنة الإعلامية في ساحة اعتصام "الحراك الجنوبي" في عدن ماجد الشعيبي، لـ"الجريدة": "هناك ارتياح كبير في الوسط الشعبي لوجود لجان شعبية تحافظ على المنشآت والمؤسسات الحكومية"، مضيفاً: "صحيح أن اللجان الشعبية شكلت كرديف للجيش في أبين وبإشراف ودعم الرئيس هادي ووزير دفاعه في السنوات الماضية، ولكنها اليوم، أعلنت ولاءها للجنوب، ورفعت أعلام الدولة الجنوبية على كل نقاطها مع بدء فعاليات الاعتصام".وتوقع الشعيبي في اتصال هاتفي مع "الجريدة" أن يكون الوضع القادم في الجنوب صعباً للغاية، خصوصاً اذا ما كان تحرك هذه اللجان في إطار عشوائي وبدون أي تنسيق مع قيادات الحراك. ويتخوف متابعون من أن يكون انتشار هذه اللجان أشبه بضربة استباقية لأي محاولات جادة لفك الارتباط الجنوبي مع الشمال، والذي تحشد له غالبية مكونات الحراك الجنوبي وعلى رأسها مكون الرئيس السابق علي سالم البيض.وتصف مكونات الحراك الجنوبي المتشددة بعض أبناء الجنوب المشاركين في أنشطة السلطة والحكم بصنعاء بأنهم "عملاء". وتنشر وسائل إعلامية تتبع هذه المكونات، انتقادات لاذعة بحق بعض المكونات الجنوبية التي ليس لديها نبرة متطرفة ضد كل ما هو شمالي.وأكد القيادي في ثورة شعب الجنوب عادل الجريري لـ"الجريدة" أن هذه المخاوف ليست في محلها غالباً، لأن مكونات "الحراك الجنوبي لم تتوحد كما توحدت الآن"، مشيراً في اتصال مع "الجريدة" إلى أن جميع أبناء الجنوب باتوا يشعرون اليوم أن هناك خطرا حقيقيا قادما من الشمال يهدد سلمهم الاجتماعي، وبالتالي بادروا للتكاتف والتعاون فيما بينهم من أجل هدف واحد وهو فك الارتباط.إلى ذلك، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي فضل مبارك أنه "حتى اللحظة، هناك شبه اجماع وتوافق وتأييد لمطالب الشعب الجنوبي، متوقعاً أن تكون اللجان الشعبية عوناً للحراك في أي تهديد أو خطر قادم من أي أحد بما في ذلك السلطة.وقال مبارك في اتصال هاتفي لـ"الجريدة": إن تصريحات قادة اللجان الشعبية تؤكد جميعها دورهم المساند للمعتصمين ومطالبهم، كما تكفلوا بحماية المنشآت الحيوية التي تشير معلومات أمنية إلى أن هناك مخططا لتدميرها من قبل عناصر "القاعدة".ويعتبر مبارك سماح قيادة قوات الجيش للجان الشعبية بالانتشار في عدن يعكس "ضعف جاهزية الجيش والأمن وتخوف القيادة من خذلانهم بعد اكتشاف عناصر كثيرة منهم مؤيدة للحوثي داخل المعسكرات"، على حد قوله.