بدأ رئيس الحكومة اليساري اليوناني الجديد الكسيس تسيبراس محادثات في قبرص الأثنين في أول زيارة له إلى الخارج يتفقد خلالها الدولة الحليفة لبلاده والتي تعاني أيضاً من أزمة الديون في منطقة اليورو.

Ad

والتقى ستيبراس الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس في العاصمة نيقوسيا حيث من المفترض أن يشاركا في مؤتمر صحافي مشترك عند الساعة 09,45 تغ.

وفي تصريح مقتضب خلال مراسم الاستقبال في القصر الرئاسي، شدد تسيبراس على العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين، وقال تسيبراس أن "قبرص دائماً في أذهاننا".

ويختلف تسيبراس اليساري المتطرف في مقاربته عن اناستاسيادس المحافظ.

وكان اناستاسيادس توصل إلى اتفاق صعب مع الجهات الدائنة الدولية لإنقاذ قبرص من أزمة الديون بعد أن هزم خلفه الشيوعي ديمتريس خريستوفياس في الانتخابات الرئاسية في فبراير 2013.

وبذل اناستاسياديس جهوداً كبيرة لتلبية الشروط التي يفرضها الدائنون رغم خسارته للغالبية في البرلمان وتواصل الانكماش في البلاد.

وحقق حزب سيريزا اليساري الذي يتزعمه تسيبراس فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي متعهداً انهاء إجراءات التقشف بعد ست سنوات من الركود بحسب شروط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل صفقة انقاذ بقيمة 240 مليار يورو "270 مليار دولار".

وتوجه وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس إلى لندن حيث يقوم بمحادثات الأثنين مع نظيره البريطاني جورج اوزبورن لكسب دعم من أجل إعادة التفاوض في خطة انقاذ اليونان وهو ما تعترض عليه ألمانيا.

وتقوم علاقة خاصة بين قبرص واليونان بحكم اللغة والثقافة المشتركتين ومن الأعراف أن يقصد أي رئيس جديد البلد الآخر في أول زيارة إلى الخارج.

وكان اناستاسيادس قصد أثينا في مارس 2013 في أول زيارة له إلى الخارج منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وتسعى الحكومتان دائماً إلى تنسيق سياساتهما ضمن الاتحاد الأوروبي وكلاهما عارض العقوبات التي يفرضها الاتحاد على روسيا التي تعتبر شريكاً اقتصادياً مهماً لكليهما.

وقبرص مقسومة منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي الثلث الشمالي للجزيرة المتوسطية رداً على انقلاب مدعوم من أثينا بهدف توحيدها مع اليونان.

وتنشر اليونان قرابة عشرة آلاف جندي في جنوب قبرص وتؤمن تدريباً لكبار الضباط ضمن الحرس الوطني القبرصي.

كما تدعم اليونان موقف الحكومة القبرصية في المحادثات مع أجل إعادة توحيد الجزيرة مع القادة القبارصة الأتراك الذين أعلنوا دولة من جانب واحد في 1983.

وجدد تسيبراس هذا الدعم الأثنين قائلاً أن "وجودي هنا دليل على أن قبرص وجهودكم من أجل حل دائم للمسألة القبرصية يشكل أولوية بالنسبة لنا وكذلك الأمر بالنسبة إلى دعمنا لهذا الملف".

وعلقت الحكومة القبرصية مشاركتها في المحادثات التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة احتجاجاً على قيام تركيا بالتنقيب عن النفط والغاز داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية التي سبق وحصلت نيقوسيا على الحقوق للتنقيب فيها.

وأعرب تسيبراس عن دعمه لموقف الحكومة القبرصية ودعا الحكومة التركية إلى سحب سفينتها للتنقيب من المياه القبرصية لايجاد الأجواء المناسبة من أجل استئناف المحادثات.