بعد تعرضه لأعنف هجوم من «جبهة النصرة» في شمال شرق لبنان، نقل «حزب الله» الاهتمام إلى الجنوب، بعد أن هاجم أمس دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها بين إسرائيل وسورية ولبنان.

Ad

وقال الحزب في بيان: «قامت مجموعة الشهيد حسن علي حيدر في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية إسرائيلية مؤللة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال».

وكانت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي أعلنت أن «جنديين أُصيبا بجروح حين فجرت عبوة ناسفة أثناء أنشطة قرب الحدود اللبنانية»، مضيفة أن «التقارير الأولى تشير إلى أن هدف العبوة كان مهاجمة الجنود».

وأكدت المتحدثة في وقت لاحق أن الانفجار وقع «في الجانب الإسرائيلي من الحدود».

وردت القوات الإسرائيلية بقصف مناطق لبنانية في الجانب المقابل للحدود، كما قالت مصادر أمنية لبنانية وإسرائيلية.

وسُميت المجموعة باسم العنصر في «حزب الله» حسن علي حيدر الذي قُتِل في الخامس من سبتمبر الماضي خلال محاولته تفكيك جهاز تنصت إسرائيلي في جنوب لبنان. وأقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير الجهاز عن بُعْد بعد أن كشف مكانه.

هجوم بريتال

جاء ذلك في حين لاتزال تداعيات معركة جرود بريتال التي اندلعت الأحد الماضي، والتي اعتبرت إحدى أشرس المواجهات التي حصلت بين "جبهة النصرة" و"حزب الله" على الأراضي اللبنانية، تلقي بظلالها.

وكانت "جبهة النصرة" قد بثت مساء أمس الأول شريطا مصورا للهجوم الذي اعتبرته "غزوة ثأر للاجئين الذين أحرقت خيمهم في عرسال". وذكر الشريط أن العملية أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من "حزب الله" واغتنام أسلحة.

وكان الحزب أقر بسقوط 8 قتلى من عناصره، وقام بتشييعهم أمس الأول.

وأعاد الهجوم السجال السياسي بشأن نشر "حزب الله" مقاتليه على الحدود اللبنانية، وقالت "قوى 14 آذار" أمس الأول، إن الجيش هو الوحيد المخول الدفاع عن الحدود، ما استدعى ردا من الحزب.

ووصف رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "ردود الأفعال السياسية على مواجهة الحزب للتكفيريين عند الحدود اللبنانية السورية، ضمن الأراضي اللبنانية، بأنها غير مسؤولة".

 وتوجه الى منتقدي الحزب قائلا: "لولا الحزب لكان تنظيم داعش في بيروت وفي كل لبنان"، مؤكدا "أننا مستمرون على نهجنا ومقاومتنا، مهما كانت الأثمان".

العسكريون المختطفون

إلى ذلك، دخلت قضية المختطفين العسكريين لدى جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في طور جديد من التصعيد على مستوى تحرك الأهالي الذين يقطعون بعض الطرق التي تشكل شرايين حيوية بين مختلف المناطق، مع تعثّر المفاوضات، حيث أفيد بأن الوسيط القطري عاد الى بلاده.

ودافع رئيس الحكومة تمام سلام، في حديث صحافي نشر أمس، عن أدائه في ما يخص القضية، واصفاً خاطفي العسكريين بأنهم "مجموعات غير طبيعية وأناس مجانين لا شيء مضموناً معهم".

جعجع

في السياق، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "كل ما تفعله الحكومة اللبنانية حتى الآن في موضوع العسكريين المخطوفين لم ولن يؤدي الى أي نتيجة".

وقال: "إذا كانت الحكومة جادة في استعادة العسكريين المخطوفين، فهناك حلاّن لا ثالث لهما: إما مقايضة العسكريين بانسحاب حزب الله من سورية، وهكذا مقايضة تُعيد العسكريين الى أهاليهم ومن دون أن تطول هيبة الدولة اللبنانية أو تمس بسيادتها أو بقراراتها القضائية، بل على العكس إنّ انسحاب حزب الله من سورية يُعزز هيبة الدولة اللبنانية وسيادتها وقرارها الحر، وإما استرجاعهم بالقوة، وطبعاً هذا حلٌّ صعب ودونه مخاطر على حياة العسكريين".

وشدّد جعجع على أن "لا حلَّ خارج هذين الحلّين، ويبقى على الحكومة أن تُقدم".