في اليوم الثاني من بدء مرحلة «إعادة الأمل» في اليمن، شن طيران التحالف غارات جوية على مواقع المتمردين، وأكدت الرياض استمرارها في التصدي للحوثيين، وبينما طالبت واشنطن طهران بعدم تأجيج الصراع بإرسال أسلحة، وصل رئيس الوزراء الباكستاني إلى الرياض.

Ad

هيمنت التحركات العسكرية على اليوم الثاني من بدء التحالف العربي مرحلة «إعادة الأمل» في اليمن، حيث شن طيران التحالف عددا من الغارات على المواقع المتمردين الحوثيين في صنعاء وعدن وإب وتعز، أمس، بينما شهدت عدة محافظات يمنية اشتباكات مسلحة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح.

واستهدف طيران التحالف دبابات يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران في قرى قريبة من عدن، كما شن ضربات مكثفة على مواقع المتمردين ومخازن للسلاح في إب وأخرى في مدينة يريم.

كما استهدفت غارات أخرى، فجر أمس، مواقع للقوات الموالية لصالح في شمال شرق صنعاء، إضافة إلى غارات ليلية استهدفت موقع اللواء 35 مدرع الذي يحتله الحوثيون في مدينة تعز.

وقتل خمسة مقاتلين حوثيين عند حاجز تفتيش في عدن في ساعة متأخرة مساء أمس الأول، أثناء اشتباك مع لجان شعبية موالية لهادي تصدت لهم، كما قتل 8 حوثيين عند حاجز تفتيش في الضالع، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين أنصار الشرعية والمتمردين.

وكان التحالف أعلن أمس الأول انتهاء حملة «عاصفة الحزم» التي بدأها في 26 مارس الماضي، وأعلن الشروع في مرحلة جديدة تحت اسم «إعادة الأمل» قال إنها ستركز على جهود دبلوماسية وإنسانية، من أجل الوصول إلى حل سياسي يعيد إلى اليمن الاستقرار والأمن.

استمرار التصدي

في هذه الأثناء، جدد السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، التأكيد على موقف بلاده إزاء ضرورة التوصل إلى حل سياسي في اليمن عبر الحوار، إلا أنه حذّر من أن التحالف العربي سيرد على أي «تحركات عدائية» للحوثيين وحلفائهم، مشددا على أن الرياض مستمرة في التصدي لهم.

وأكد الجبير في مؤتمر عقده داخل السفارة السعودية في واشنطن أن التحالف سيواصل استخدام القوة لمنع المتمردين من إحراز تقدم، وقال «حينما يتخذ الحوثيون أو حلفاؤههم خطوات عدائية سيكون هناك رد. إن القرار بتهدئة الأمور يعتمد الآن بالكامل عليهم».

وحذّر الحوثيين بالقول بأن السعودية «ستستخدم القوة من أجل منعهم من السيطرة على اليمن عبر أعمال عدائية. وهذا الأمر لن يتغير»، في إشارة إلى إعلان التحالف انتهاء «عاصفة الحزم» وبدء «إعادة الأمل»، موضحا أن الرياض تأمل أن يؤدي الحوار السياسي بين الأفرقاء اليمنيين إلى انتخابات ووضع دستور جديد، فضلا عن التركيز على العملية الإنسانية.

مغادرة صالح

وفي الوقت الذي لا تزال تفاصيل المفاوضات التي أدت إلى وقف «عاصفة الحزم» غامضة، ذكرت مصادر رفيعة في العاصمة السعودية الرياض أن الرئيس اليمني المخلوع علي صالح غادر اليمن فعلا فجر الأربعاء، وأن الإعلان الرسمي سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة.

وساطة وتعليمات

في السياق، ذكرت مصادر سياسية أن إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» جاء بعد التوصل إلى تفاهمات سياسية تضمن تحقيق أهداف الحملة العسكرية، وأن وساطة عُمانية - مصرية و»تعليمات» إيرانية كانتا حجر الزاوية في اتفاق قد يخرج إلى النور في الأيام المقبلة، في حال التزم الحوثيون وصالح ببنوده.

وبينما تتم صياغة الاتفاق، قالت مصادر دبلوماسية إن سلطنة عمان لعبت دورا مهما في الوساطة بين السعودية والولايات المتحدة وإيران التي أصدرت تعليمات للحوثيين بالانصياع لما اتّفق عليه، وأكدت أن مسقط بدأت تتحول إلى مركز لقنوات التفاوض الخلفية بعد أيام فقط من انطلاق «عاصفة الحزم».

مخاوف أميركية

إلى ذلك، عبّر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، مساء أمس الأول، عن قلق الولايات المتحدة من أن تكون مجموعة سفن شحن إيرانية محملة بأسلحة متقدمة في طريقها إلى اليمن، ودعا إيران إلى تجنب «تأجيج» الصراع بإرسال شحنات أسلحة.

وسئل كارتر عما إذا كان يعتقد أن السفن الإيرانية التي اقتربت بالفعل من السواحل اليمنية تحمل على متنها أسلحة، فقال: «نحن قلقون بالتأكيد من ذلك».

باكستان والسعودية

من جهة أخرى، وصل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى السعودية أمس، لإجراء مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين، تتناول آخر تطورات الوضع على الساحة اليمنية، بالاضافة إلى العلاقات الثنائية بعد قرار باكستان عدم المشاركة في «عاصفة الحزم». ويرافق شريف في زيارته؛ كل من قائد القوات البرية راحيل شريف، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الخارجية عزيز تشودري.

عودة الشرعية

من جهة ثانية، كشف وزير الدولة عضو مجلس الوزراء اليمني محمد العامري أن القوى الشرعية في عدن تسيطر بشكل تام على ما نسبته 80 بالمئة من المحافظة، موضحا أن أعضاء حكومة هادي في طور عقد اجتماع عاجل لبحث عملية موعد وآلية توجّه الحكومة إلى اليمن لمباشرة أعمالها من هناك.

وقال العامري، في تصريح، إن الحراك الذي يقوم به وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي الموالي لصالح لم يصل إلى مرحلة التفاوض والتفاهم، مشيرا إلى أن الانقلابيين يبحثون عن مخارج للإنقاذ من المأزق الذي يعيشونه بسبب حملة التحالف العربي عليهم.

وفي ما يخص آخر المستجدات لمؤتمر الحوار اليمني الذي سيجمع الفرقاء اليمنيين، قال العامري إنه من المفترض أن يكون المؤتمر في منتصف مايو المقبل، لكن من الوارد أن تكون هناك تغييرات في موعده، نظرا لظهور حسابات جديدة بسبب ظروف الحرب غير المستقرة.

(عدن، صنعاء، الرياض ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)